(23)
سيلين:
انطلقت بأقصى سرعتي باتجاه غرفة الاجتماعات. اقتحمت المكان كفرقة مكافحة المخدرات.
رأيتهم جميعاً جالسين حول الطاولة ومن الواضح أن الاجتماع بدأ بالفعل وأنهم ليسوا بانتظار قدومي.
وقفت في مكاني ألتقط أنفاسي بصعوبة إذ أنني ركضت طويلاً واضطررت لصعود الدرج بدل استخدام المصعد لأنه يكون مشغولاً جداً في مثل هذا الوقت. وحسناً بدوت كالمغفلة تماماً أمامهم.
لمحت رين جالساً على يمين القائد كالعادة وأظن أنني أستحق ميداليةً ذهبية لمقدرتي الخارقة على التحكم بنفسي وتجنب تحويل قاعة الاجتماعات إلى ساحة حرب.
لقد تسبب بتأخيري ووصل قبلي للعمل رغم تحذيري له بعدم الذهاب والراحة قليلاً بعد إصابته.
ولذا رمقته بسخط شديد ولكنه نظر إلي بابتسامة مستفزة لأبعد الحدود. ربما ميدالية ألماسية تفي بالغرض.
-أيتها المقدم سيلين ريتشارد... متأخرة جداً كما تعلمين. تأكدي من المرور على مكتبي بعد الاجتماع لاستلام عقوبتك.
بالتأكيد كان هذا رايان.
نظرت نحوه بندمٍ قائلة:
-أقدم اعتذاري الشديد أيها القائد. أنا أستحق العقوبة أياً كانت.أشار القائد إلى أحد المقاعد الفارغة قبل أن يتوجه بالكلام نحو مساعدته قائلاً:
-تابعي الكلام.تابعتْ شرح قضيةٍ ما ولم أركز معها كثيراً كونها جريمة قتلٍ عادية ولا علاقة لها بالعصابة.
توقعت أن يحولها القائد للفريق المختص بجرائم القتل ولكنه نظر نحوي قائلاً:
-أيتها المقدم. سيستلم فريقك هذه المهمة.نظرت نحوه بصدمةٍ شديدة قبل أن أعترض بشدة قائلة:
-إنها قضيةٌ بسيطة لا تحتاج تدخل جهاز الأمن الخاص حتى. إن لم يستطع الأمن العام التعامل معها سلمّها للفريق المختص إذاً. أنا لا أرغب باستلامها أيها القائد.رمقني رايان بحدة قائلاً:
-لا أذكر أنني سألتك عن رأيك بها. أنتِ وفريقك مسؤولون عن هذه القضية ولا نقاش في ذلك.إنه ينتقم مما حدث البارحة بالتأكيد. يريد استبعادي بقضايا جانبية. سنرى من سيصمد حتى النهاية إذاً أيها القائد.
لم أعلق على كلامه وباستثناء هذا مضى الاجتماع بسلامٍ بعدها.
تبعته نحو مكتبه بعد انتهاء الاجتماع وانتظرته حتى جلس خلف طاولته ورمقته بحدة رغماً عني وأنا أقول:
-إذاً ما هي عقوبتي أيها القائد؟؟لم ينظر إليّ بل انشغل بالاطلاع على عدة ملفات موضوعة على الطاولة أمامه وانتظرته لمدة قبل أن أقول باستياءٍ شديد:
-بالمناسبة أيها القائد...استغلال السلطة الممنوحة لك للانتقام من الضباط تحت إمرتك ليس أمراً يدعو للفخر كثيراً.
أنت تقرأ
لحن الكاميليا || Camellia Melody
Romantizmلكلّ إنسانٍ لحنٌ خاصٌّ به يمثّلُ حياته، تجسّد نغماته الحزن والسعادة، الخيبات والأمل، الانتقام والغفران، وأخيراً الكره...والحب. "الكاميليا السوداء" كان لقبها الذي اشتهرت به بين المجرمين والقتلة. جميلة جداً كأزهار الكاميليا وسوداء لأنّها أسوأ عدوٍّ له...