(5)
سيلين:
لا أشعر بجسدي إطلاقا. كل ما أستطيع إدراكه أنني إن لم أجد مخرجا أو طريقة لتحريك جسدي والخروج من المصيبة التي أنا بها فستكون نهايتي مخزية حقا.
هذا الوغد السافل عديم الشرف. لو أنه كان رجلا فقط وواجهني وجها لوجه لمحيته من الوجود. ولكنه مجرد حثالة سيستخدم أساليبا ملتوية للوصول إلي بالتأكيد.
سأجعله يندم بالتأكيد. سأجعله يندم حالما أجد مخرجا ما من هذه الغرفة التي وضعني بها.
لا أعلم أين ذهب ولكنه أكد لي بابتسامة خبيثة أنه سيعود سريعا.
المشكلة أنني لا أستطيع تحريك جسدي. عيناي بالكاد أرمش بهما وربما أستطيع الكلام قليلا ولكن بالنسبة لبقية جسدي فمهما حاولت لم أستطع تحريكه إطلاقا.
وليس هذا فقط فالسافل تحسبا لاستعادة قدرتي على الحركة فجأة قيد يداي إلى السرير الذي وضعني عليه أيضا. بحيث يضمن أنني لن أستطيع الهرب مطلقا.
كم هذا شعور مخز. أن أكون عاجزة عن الحركة أو فعل أي شيء هكذا كالفريسة التي تنتظر مفترسها فقط. هذا مخز جدا.
سمعت صوت الباب يفتح ولذا نظرت بحدة إلى القادم وقد ظننته ذلك الحثالة. ولكني صدمت عندما رأيت أنه شخص غريب لم ألتق به مطلقا.
ماذا يفعل هنا؟؟ وما علاقته بذلك السافل؟؟ وماذا يريد مني؟؟
تقدم مني بسرعة وبخفة ثم جلس بجواري على حافة السرير وقد بدأ يجهز إبرة ما وهو يقول:
-علينا الخروج بسرعة قبل عودة جيمس فأنا لا أريد أن أدخل في عراك معه الآن.كان صوته غريبا عني تماما ولا أتذكر أنني قابلت هذا الشخص من قبل أبدا. ولكن لم يكن لدي مجال كاف للسؤال والاستفسار عن التفاصيل وللتحقق من أي شيء. أحتاج إلى مخرج فقط.
حقنني بالإبرة في رقبتي أيضا ثم بدأ بفك قيودي وهو يقول:
-هذه الإبرة ستمكنك من الحركة بعد قليل ولكننا سنخرج بسرعة. فقد حاولت تأخير جيمس وإشغاله عنك لأقصى مدة ممكنة ولكنه قد يعود بأية لحظة. كما أن حراسه منتشرين في كل مكان في المبنى ولذا علينا الخروج بحذر.لم أجب بأي شيء ولم أعترض على أي شيء بل فقط سلمته زمام الأمور وكأنني أثق بأنه سيتصرف بشكل صحيح وسيساعدني بل ربما لأن هذا الأمل الأخير لدي.
المهم أنه حملني واتجه بسرعة نحو الخارج بخفة متسللا.
وبالنسبة لي بدأت أستعيد قدرتي على الحركة تقريبا وأحتاج لدقيقتين إضافييتين لأتمكن منها تماما.
ولكن قبل وصولنا إلى المخرج بقليل رأينا ذلك الحثالة داخلا ومعه اثنين من رجاله.
تراجع الشخص الذي يحملني بسرعة واختبأ في إحدى الزوايا المعتمة منتظرا مرورهم.
أنت تقرأ
لحن الكاميليا || Camellia Melody
Romansaلكلّ إنسانٍ لحنٌ خاصٌّ به يمثّلُ حياته، تجسّد نغماته الحزن والسعادة، الخيبات والأمل، الانتقام والغفران، وأخيراً الكره...والحب. "الكاميليا السوداء" كان لقبها الذي اشتهرت به بين المجرمين والقتلة. جميلة جداً كأزهار الكاميليا وسوداء لأنّها أسوأ عدوٍّ له...