(33)
الغفران والمسامحة هو مجرّد قرار...ليس صعباً كثيراً...قد نعتقد أنّه مستحيل ولكن بمجرّد اتخاذه سنشعر بأنه كان سهلاً جداً.
عبء الغضب والحقد أكبر وأقسى بكثير...أن نكره شخصاً كنّا نحبّه لسنواتٍ حملٌ ثقيل يكتم أنفاس سعادتنا وراحتنا وسيؤلمنا كثيراً وسيجرحنا أكثر. سيؤذينا أكثر مما يفعل الغفران بكثير.
وهذا ما شعرتُ به حين قررتُ الغفران للويس...وكأنّ عبئاً ثقيلاً انزاح عن كاهلي. شعرتُ براحةٍ كبيرة وبأنني سعيدةٌ أكثر هكذا. لم يكن الأمر مستحيلاً كما كنتُ أظنّ حقاً.
.
.
.
.حلّ صباح اليوم الموعود أخيراً. لا أستطيع تخيّل أنّ موعد زواجنا بقي صامداً رغم كلّ ما حدّث طوال الأسبوع وحتى آخر لحظة في الليلة السابقة.
لم أستطع سوى تمنّي أن يمرّ هذا النهار بسلام دون أيّ أزمات جديدة من حيث لا أدري.
استيقظتُ باكراً كالعادة وقد قضيتُ الليلة السابقة في المشفى في غرفة لويس.
لا أزال أشعر أنّ ما حدث كان حلماً فقط.
لويس كان نائماً لذا انسحبتُ بهدوء خارج الغرفة.
هناك مكانٌ أريد التوجه إليه قبل أن تتصل بي والدة رين لأجل التجهز لحفل الزفاف الذي سيكون في السابعة مساءً.
وبالفعل توجهتُ إلى مركز الأمن الخاص وانتظرتُ رايان قرب مكتبه.
ووصل قرابة السابعة.
رمقني باستغرابٍ من سبب قدومي إليه منذ الصباح الباكر ولكني ابتسمت له قائلة:
-صباح الخير أيها القائد. هل يمكنك منحي خمس دقائق من وقتك؟؟ردّ وهو يدخل إلى مكتبه وأنا خلفه:
-صباح الخير سيلين. ما الأمر؟وقفتُ مقابلاً له ونظرتُ إليه برجاءٍ شديد قائلة:
-أنا سأفعل أيّ شيء تطلبه مني...سأنفذ لكَ أيّ أمر...سأقوم بأيّ مهمة...ولكن فقط أرجوك ساعد لويس عندما ينتهي كلّ شيء. قم بإبعاده عن قاعة المحاكمة.رفع رايان حاجبيه باستنكارٍ قائلاً:
-عذراً سيلين...ولكن حتى لو طلبتِ ذلك أنا لا أستطيع التغطية على ما فعله لويس. القانون يطال الجميع وأنا بصفتي قائد مركز الأمن الخاص يجب أن أمثّل القانون لا أن أستغلّ منصبي للتعدي عليه.لم أتوقع منذ البداية أن يكون إقناع رايان سهلاً. ولكني لن أستسلم بهذه السرعة. أضفت قائلة:
-أرجوك رايان. هو لا ذنب له. دراكوس هي من دمرت حياته. لذا أرجوك امنحه فرصةً لعيش حياةٍ طبيعية.أنا لا أطلب منك قتل أحد ولا تفجير مكانٍ ما. كلّ ما أريده هو أن تعفو عن شخصٍ واحدٍ فقط.
احتدت نظراته وهو يقول:
-هذا الشخص قتل عشرات بل مئات الأشخاص.أنا مستعدٌّ للعفو عنه في حالةٍ واحدةٍ فقط.
أنت تقرأ
لحن الكاميليا || Camellia Melody
Romansaلكلّ إنسانٍ لحنٌ خاصٌّ به يمثّلُ حياته، تجسّد نغماته الحزن والسعادة، الخيبات والأمل، الانتقام والغفران، وأخيراً الكره...والحب. "الكاميليا السوداء" كان لقبها الذي اشتهرت به بين المجرمين والقتلة. جميلة جداً كأزهار الكاميليا وسوداء لأنّها أسوأ عدوٍّ له...