(17)
كنت أركض بأقصى سرعتي هرباً منهم. إن أمسكوا بي فسينتهي أمر والدي وسيكون مخيّراً بين التضحية بي أو التنازل لأجلهم. لن أكون نقطة ضعفه التي سترغمه على التنازل عن مبادئه لأجلهم.
تعمقت في الغابة محاولاً تضييع من يطاردني من رجال العصابة ولكنهم كانوا مصرّين على الإمساك بي.
أتمنى أن يكون أخي بخيرٍ أيضاً. فلقد كانوا يطاردوننا معاً وافترقنا لتضييعهم.
شعرت باقترابهم الشديد مني ولذا تلفّت بقلق شديد حولي بحثاً عن مكان أستطيع الاختباء فيه.
شعرت بيدٍ تمسك بي وتسحبني لأركض بسرعة ولذا تلفت بهلعٍ ولكني تفاجأت برؤية فتاة صغيرة وربما تصغرني بعامين أو ثلاثة وسمعتها تقول:
-أسرع قبل أن يصلوا.وبدأت بالركض معها بالفعل حتى اختبأنا خلف صخرة ضخمة بهدوء تام حتى تجاوزوا المكان الذي نحن فيه وابتعدوا عنا قليلاً.
سمعتها تقول مجدداً:
-سيعودون قريباً. اخلع سترتك بسرعة. سأرتديها وألفت أنظارهم ليركضوا باتجاهي وحينها يمكنك أن تستغل الفرصة لتهرب منهم بالاتجاه المعاكس.نظرت نحوها بدهشة شديدة وأنا أقول:
-ولما ستفعلين هذا؟؟ أنا لا أعرفك حتى. كما أنهم لن يرحموك أبداً إن أمسكوا بك.ولكنها أجابتني بإصرار قائلة:
-من الواضح أنهم رجال عصابة ما ويريدون اختطافك. وأنا لا أحتاج سبباً لأساعد شخصاً ما في محنة.حتى لو أمسكوا بي فهم لن يستفيدوا شيئاً مني وسيطلقون سراحي حالما يكتشفون أنني لست الشخص الذي يبحثون عنه.
نظرت إلى زرقاوتيها الصافيتين وملامحها الواثقة وشعرت بمدى قوة هذه الفتاة التي تقف أمامي. إنها ليست خائفة منهم أبداً.
تذكرت والدي في تلك اللحظة. أنا مضطر للقبول بعرضها لأجله فقط. لا أستطيع أن أخذله.
أتمنى أن يكون رايان بخير أيضاً.
خلعت سترتي بالفعل ومددتها نحوها ومدت يدها لتأخذها ولكني بقيت متشبثاً بها وأنا أقول:
-أرجوك ابذلي كل جهدك للهرب منهم. أنا آسف حقاً لأنانيتي ولكن لا أستطيع السماح لهم بالقبض علي حقاً.ولكنها نظرت إليّ بزرقاوتيها العميقتين مجدداً حتى شعرت بنفسي أغوص فيهما بلا قدرة على الخروج. وقالت بثقة مجدداً:
-لا تقلق عليّ أبداً. سأكون بخير. كن بخيرٍ أنتَ أيضاً.ارتدت السترة حينها وخبأت شعرها الأشقر الطويل تحتها ثم وضعت القبعة ورفعت إبهامها لي مع ابتسامة تشجيعية وهي تقول:
-لا تقلق سأبذل جهدي لتضليلهم عنك. فقط اسلك أقصر طريق للخروج من الغابة والهرب وكن حذراً جداً منهم.
أنت تقرأ
لحن الكاميليا || Camellia Melody
Romanceلكلّ إنسانٍ لحنٌ خاصٌّ به يمثّلُ حياته، تجسّد نغماته الحزن والسعادة، الخيبات والأمل، الانتقام والغفران، وأخيراً الكره...والحب. "الكاميليا السوداء" كان لقبها الذي اشتهرت به بين المجرمين والقتلة. جميلة جداً كأزهار الكاميليا وسوداء لأنّها أسوأ عدوٍّ له...