(24)
سيلين:
فتحت عيناي بعد جهدٍ جهيد. أشعر وكأن جسدي محطمٌ تماماً. لا طاقة لي للحركة مطلقاً. أنا منهكةٌ جداً وصدري يؤلمني بشدة وكأن هناك صخرةً فوقه. بالكاد ألتقط أنفاسي.
أعدت إغلاق وفتح عيناي عدة مرات حتى اتضحت رؤيتي شيئاً فشيئاً.
أين أنا؟؟
هل هذا مستشفى؟؟ ما الذي حدث بالضبط؟؟
-استيقظتِ أخيراً.
نظرت إلى لويس الذي كان جالساً على كرسي بجانب السرير ولكنه نهض واقفاً ما إن استيقظت ويبدو أنه أمضى الليل بطوله هنا.
أردت الكلام ولكن منعني جهاز التنفس الذي انتبهت له الآن فقط.
أخذت نفساً عميقاً حينها وآلمني صدري بشدة مجدداً ولكني تجاهلت ذلك واعتدلت جالسةً رغم الألم الرهيب الذي انتشر في كافة أنحاء جسدي.
-توقفي أيتها الحمقاء. ما الذي تفعلينه..عليكِ الاستلقاء مجدداً والراحة فقط لوقتٍ أطول.
كان هذا صراخ لويس الذي حاول جعلي أعاود الاستلقاء ولكني دفعت يده بعيداً ثم التقطت نفساً عميقاً مؤلماً مجدداً قبل أن أبعد جهاز التنفس عن فمي وأنفي تماماً.
شعرت بضيق تنفس شديد وبألمٍ عاصرٍ خانقٍ في صدري.
لم أعر توبيخ لويس لي أي أهمية وشيئاً فشيئاً خفت الألم وتمكنت من التنفس بشكل طبيعي نسبياً.
نظرت نحو لويس حينها ناطقةً بخفوت وبإنهاكٍ شديد:
-ما الذي حدث؟؟رمقني باستياءٍ شديد ورغبة عارمة بالقتل قبل أن يقول:
-وهل يهمك الأمر حتى؟؟ أليس من المفترض أن تسألي أولاً قبل التصرف بتهور وإزالة جهاز التنفس فجأة؟؟رمقته بلا مبالاة قائلة وأنا أزيل أنابيب التغذية عن ذراعي:
-أنت محق. لا يهمني الأمر كثيراً. أنا حية مجدداً وهذا يعني أنني تجاوزت ما حدث ولم يعد للأمر أهمية.رمقني باستنكار قائلاً:
-وماذا لو لم تتجاوزي ما حدث؟؟ابتسمت ببرود قائلة:
-حينها لن أكون حية لأندم على ذلك.أظن أنه يفكر بأفضل طريقة لقتلي في هذه اللحظة.
شعرت بألم طفيفٍ في خدي وعندما تلمسته وجدت ضمادة رين لازالت موجودة. أزلتها دفعةً واحدة وآلمني ذلك قليلاً ولكني لم أبالي بذلك كثيراً. تلمست الجرح بهدوء لأجد أنه التأم تقريباً ولم يعد ينزف ولكن أثره لن يزول قريباً.
شعرت بيد لويس تمسك بذقني فجأة وتديرني نحوه ليتفحص جرح وجهي بصدمة قبل أن تحتد ملامحه كثيراً. رمقه بنظرةٍ مستاءة قبل أن يقول:
-إنه جرحٌ عميق. أخبريني من تجرأ على إصابتك به؟؟ كي أتأكد من حفر وجهه بسكينتي.
أنت تقرأ
لحن الكاميليا || Camellia Melody
Romanceلكلّ إنسانٍ لحنٌ خاصٌّ به يمثّلُ حياته، تجسّد نغماته الحزن والسعادة، الخيبات والأمل، الانتقام والغفران، وأخيراً الكره...والحب. "الكاميليا السوداء" كان لقبها الذي اشتهرت به بين المجرمين والقتلة. جميلة جداً كأزهار الكاميليا وسوداء لأنّها أسوأ عدوٍّ له...