غالباً ما ينصفنا القدر ❤️

216 9 2
                                    

  
رجعت هانيا للمنزل لترى ليلى منكبه على جميع كتبها معها القليل من القهوه داخل الفنجان يظهر على عينها التعب والتفكير اخذتها جانباً قائله : ليلى انتي بتعملي في نفسك كده ليه
ليلى : مش عارفه بفكر
هانيا : قولتلك سبيها لله كله هيتحل ركزي في مذاكرتك
نظرت لها ليلى وكانت الدموع تقف على باب عينها قائله : انا عايزه بابا
قامت هانيا سريعاً واحتضنتها كانت تبكي بشده حاولت ان تهدأ من روعها قليلاً قائله : باباكي هيفرح من نتيجتك هو سامعك وحاسس بيكي كمان انتي عارفه انه فـ مكان احلى من هنا كمان
نظرت لها ليلى بعد ان هدأت قليلاً : هو انا لازم افرحه صح
هانيا : بالظبط ركزي بقى
قامت بتقبيل رأسها وطلبت منها ان تذهب للنوم كي تستيقظ وتبدأ للمذاكره لم يبقى سوا اسبوع فقط وتبدأ استجابت لها بسرعه وذهبت للنوم بالفعل ...
أول يوم اختبارات | First day tests
كانت ليلى في غايه التوتر ذلك اليوم تقف وحدها ف السكن نزلت للاسفل لتجد هانيا واياد مع بعضهم نظرت لهم قليلاً حتى قال اياد : ليلى تعالي نوصلك
ليلى : لا ياعم روحوا انتو
اياد : يابنتي انجزي اهو تكوني معانا
ليلى : ماشي
ركبوا السياره وبدأوا في التحرك كانت ليلى تراجع في الخلف وهانيا واياد في صمت حتى لا يشتتوا عقلها خصوصاً ان هانيا قد اخبرت اياد عن معاناتها بسبب التفكير وكل تلك الامور نزلت ليلى قبلهم مودعين لها وداعين ان يأتي اختبارها سهلاً عليها وان لا يصعب عليها شيء منه نزلت هي وصعدت الدرج مسرعه تبحث عن رقم جلوسها حتى لقته بالفعل وذهبت لتجلس في مكانها بعد ربع ساعه استلمت ورقه الامتحان قامت بالبدء بالتسميه وقراءه بعض الايات كانت كلما مر سؤال صعب تغمض عينها لتتذكره مرة اخرى انتهى امتحانها لم ترى ذلك الشاب ذهبت سريعاً حتى لا تفكر كثيراً به او تشغل بالها بتلك الاشياء التافهه تريد التركيز على مستقبلها فقط لا غير ..
ظلت هكذا لمُده شهر كامِل نفس الروتِين كُل يوم لا تغيره حتى ان هانيا بدأت تقلق عليها يظهر على وجهها التفكِير اصبحت تسرح كثيراً تقرأ اوراقه لها مراراً وتكراراً دون علم حتى عن السبب ..
هانيا : انتي عاجبك وضعك
ليلى : لا
هانيا : مالك
ليلى : انا مش بفكر فيه بس غموضه مخليني عايزه اعرف مين ده وليه انا واي سر رسايله دي مش فاهمه حاجه
هانيا : هو محاولش يعرف اسمك
ليلى : مش عارفه حاول ولا لا ولو حاول ف انا اكيد مش هعرف
هانيا : طب وبعدين
صمتت ليلى وهي تنظر لها لا تعلم بماذا ترد ظلت هكذا مده تزيد عن الثلاث دقائق حتى قالت : انا هسافر مصر بعد م اخلص
هانيا : نعم
ليلى : مش بهزر انا محتاجه اشوف ماما جداً
هانيا : هتقعدي كتير
ليلى : لا لا اسبوع ولا حاجه وارجع
هانيا : ماشي
ذهبوا للنوم كان الغد هو اخر يوم لهم في الاختبارات مثل كل صباح كان اياد وهانيا يقومون بتوصيل ليلى للكليه ومن ثم يذهبون لكليتهم لاداء اختبارهم،كان اياد بجانب هانيا طوال هذه المده حتى لا تكون عليها اي صعوبه او ضغط  
اياد : حبيبتي الامتحان سهل
هانيا : انت متأكد
اياد : انتي مش واثقه فيا ولا اي
هانيا : واثقه طبعاً
اياد : خلاص والله سهل متخافيش
ربت على كتفها حتى دخلت قاعه الاختبارات كانت تجلس في الخلف كان ينظر لها من حين لأخر حتى لا تشعر انها وحدها كان يحاول بكل ما يملك ان يساندها في كل شيء يصعب عليها،انتهت من الاختبار نزلت لتقابل ليلى ومعها اياد ممسكه بيده ..
ليلى : عملتوا اي
اياد : الحمدلله وانتي طمنينا
ليلى : تمام،هانيا ساكته ليه
هانيا : زعلانه انك ماشيه
ليلى : مش هتأخر والله هرجع بعد اسبوع وبعدين اياد معاكي
نظرت لها هانيا نظره طويله ثم احتضنتها كانت قد حجزت بالفعل وستذهب بعد فتره لا تكاد كبيره،وصلت للمنزل لكي تحضر نفسها وتجهز لسفرها قام اياد وهانيا بتوصيلها،صعدت للطائره وهي تتذكر موقف ذلك الشاب تتمنى ان تراه
او ان يُعاد ذلك الموقف كي تسأله عن اسمه او تتبادل معه الحديث بشكل اطول من ذلك فور وصولها للكرسي اغمضتت عيناها تذكرت كلماته عن الخوف "غمضي عينك ابتسمي عشان متحسسيش حد انك خايفه اولهم نفسك" كانت كلماته تتردد في ذهنها حتى حلقت الطائره في الهواء ..
اياد : بتعيطي ليه
هانيا : كان زماني معاها
امسك اياد يدها قليلاً ثم قبلها : بس هتوحشني كده
هانيا : بجد
اعتدل في جلسته قليلاً نظر في عينها نظره طويله تملؤها الكثير من المشاعر ممسكٌ بيدها وضعها قُرب قلبه : سامعه صح
هانيا : قلبك
اياد : بيحبك جداً بشكل انتي مش هتتخيليه انا مستني اليوم اللي اقابل اهلك فيه عشان اتقدملك وتكوني مراتي يعني كل دقه دلوقتي خارجه عشانك انتي بس عشان انتي معايا فاهمه
امتلئت عيناها بالدموع مما قال ابتسمت له مائله برأسها على قلبه : بحبك يا اياد
اياد : قلب اياد والله
ظل معها طول الليل الى ان ذهبت في النوم تماماً كان هو قد نام على السرير المقابل حتى يطمئن عليها في الصباح ..
ليلى : وحشتيني اوي يا ماما
والدتها : وانتي كمان ياحبيبتي طمنيني عليكي
ليلى : الحمدلله كنت محتاجه ارجع اشوفك جداً
والدتها : مجهزالك كل الاكل اللي بتحبيه تعالي
ليلى : اهو انا جيت عشان اكلك ده
ابتسمت لها ابتسامه مليئه بالحنان كانت مشتاقه اليها كثيراً احتاجت ليلى لتلك الاجازه حتى تنسى موضوع ذلك الشاب لتخرجه من بالها في ذلك الاسبوع ...
احضرت والدتها الطعام وقامت ذاهبه لتجد ورقه من رسائله تقع امامها "مش صدفه نكون مع بعض في نفس القسم" قامت بادخالها سريعاً داخل حقيبتها تريد ان تمحيه تماماً جلست على الطعام يظهر عليها التفكير قطعت والدتها حبل افكارها اللامُتناهي : بتفكري في اي
ليلى : لا ياحبيبتي مفيش
والدتها : بصيلي كده مالك
ليلى : بابا بس نفسي اشوفه
والدتها : ليلى حبيبتي باباكي هيفضل فخور بيكِ
ليلى : يارب
قالتها وهي ناظره في الصحن امامها لم تنظر في عين والدتها ابداً لم تتقابل اعينهم لانها تفهمها بشده لا تريد ان تعلم ان شاب ما قد كان السبب في حيرتها او تفكيرها الطويل بذلك الشكل
اياد : وحشتيني
هانيا : انت نمت هنا
اياد : اه وحشتيني
هانيا : وانت كمان جداً
قامت لتحتضنه كان راسها بالقرب من قلبه تماماً كانت تحب دائماً ان تقوم باحتضانه حتى تشعر بكل نبضه وحبه لها : يلا نخرج
هانيا : بجد
اياد : اه يلا
ذهبت سريعاً لترتدي ملابسها جلس ينتظرها الى ان ظهرت في ابهى صورها : هو انتي ديما حلوه كده
ابتسمت خجلاً : في عينك بس
اياد : ياريت يعني
كانت هانيا تعيش افضل ايامها مع اياد بعكس ليلى تماماً تعصر في تفكيرها كل يوم مع ذلك الشاب ..
"هي مجتش بقالها كام يوم"
النادل : حضرتك هي بقالها يومين مش بتيجي
الشاب : طب هي مش هتيجي خالص يعني
رد عليه النادل بانه لا يعرف وانه يجب عليه الانتظار شاور له بيده ان يذهب ظل ماكثاً بالكافيه يشرب الكثير من القهوه يقرأ ورقتها عن حبها للقهوه ويطلب المزيد كلما قرأ تلك العباره "عندما تعشق القهوه" كان يفكر فيها طيله الليل كيف لم يتعرف عليها هل سوف ينتظر حتى يبدأ الفصل الثاني من الدراسه ام يأتي الى هنا كل يوم حتى ينتظرها يفكر ويفكر مع ايمان شديد ان القدر سوف يجمعهم ليس من الطبيعي ان يخذله الله في ذلك هو يثق به كثيراً .. ظل اسبوع على تلك الحال يذهب كل يوم للكافيه ينتظرها ولا تأتي،تفكر به هي الاخرى ولا تعلم لماذا كانت المشاعر بينهم مضطربه يفكرون ببعضهم البعض دون ان يعلموا السبب كاد التفكير ان يقتلها من كثرته ..
يوم السفر | travel day
"هتمشي تاني"
ليلى : مش بمزاجي يا ماما هجيلك تاني
والدتها : خلي بالك من نفسك بس
ليلى : حاضر
اقترب ذهابها مره اخرى لتعاد في ذهنها تلك اللحظه في نفس المطار نفس الساعه من ذلك الوقت تختلط الافكار داخل رأسها لا تريد ان تفكر ولكن شيء ما بداخلها يدعوها للتمسك به للتفكير به طيله الوقت ودعت والدتها وهي مازلت تفكر اخذت هذه المره صوره لوالدها كي تحادثه كلما احتاجت،فور صعودها الطائره امسكت صورة والدها بعينٍ دامعه : بابا انا نفسي الاقي حل انا مش بحبه بس عندي فضول اعرف هو مين ليه ربنا بعتهولي اكتر من مره اكيد في سبب اكيد القدر مش هيعمل كده من فراغ انا بحكيلك وانا مش عارفه انا بعمل كل ده ليه بس ..
لم تكمل من فرط البكاء لم يهمها احد في الطائره استنتج اغلبهم انها تكلم شخصاً غائب لابد انها بكت من الاشتياق او انه قد توفى قريباً فـ بكت من الحزن الشديد لم يعلق احد على ذلك ابداً  ..
"ليلى جايه النهارده"
قالتها هانيا وهي تحضر مفاجاءه مع اياد لاستقبالها تريد ان تجعلها سعيده اكثر مما يبدوا عليها قبل ان ترحل
اياد : كله جاهز
هانيا : تمام جداً
اياد : حلو جداً يلا باقي كام ساعه بس
ذهبت معه لتأخذها من المطار قامت باحتضانها لاحظت ليلى تطور العلاقه بين اياد وهانيا بشده حتى انهم كادوا يدخلون في علاقه رسميه قريباً كانت كلما تنظر لهم تتذكر الشاب تتخيل نفسها لا تعلم ماهذه الافكار ربما من قرائتها الكثيره للروايات اصبحت مُحبه لقصص الحب من ذلك النوع لم تطيل الصمت قطعت كل ذلك فجاءه : عايزه بيتزا
نظرت هانيا لاياد لفتره لا تتعدَ الدقيقه : ماشي
بدايه الفصل الثاني | Second Semester
"غالباً ما ينصفنا القدر ويجعل لنا فرص اخرى كي نقابلهم"
- كانت تجلس في المحاضره كعادتها بدأت التخلص قليلاً من التفكير به تنظر حولها كعادتها لفت انتباهها ذلك الشاب النائم على البنج يضع رأسه يتضح انه مُتعب من شيء حاولت ان تتدخل لكن سبقتها فتاه اخرى ايقظته ليركز في المحاضره قامت بالجلوس مره اخرى ظلت تنظر له الى ان التف وجهه ناحيتها للحظه اسقطت القلم من يدها ذلك الشاب مره اخرى ابتسم لها بعين تكاد مكسوره بعدها بدقيقه ارسل اليها ورقه "انا مش عارف اشكر القدر ازاي" قرأتها وعادت تنظر له مره اخرى ابتسمت رغماً عنها وهو ثابت على نفس تلك الابتسامه قامت وارسلت له ورقه "ممكن نتقابل" اتضح على وجهه معالم الفرحه  الشديده قاطع الدكتور فرحتهم بأعلانه رئيس التدريب لهذا الفصل الدراسي مرة اخرى وضع يده على وجهه كلما يُسمح له ان يراها يحدث
شيء نظرت هي هذه المره للسماء قائله "يارب انا عايزه اكلمه بقى متخذلنيش" ثم نظرت له وابتسمت مره اخرى كانت ابتسامتها هذه المره مُفعمه بالامل عن كل مره حتى انه اخذ منها الكثير من التفاؤل بادلها نفس الابتسامه بنفس الامل الذي تشعر هي به كانت تشعر ان القدر سوف ينصفها وان الله لا يترك عبداً قد لجئ اليه تذكرت وقتها قوله تعالى "إدعُونِي أستَجِب لَكُم" وابتسمت مره اخرى وقامت ذاهبه من مكانها .

القَـدَر ❤️. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن