بعد اول اسبوع من التدريب كل محاولتها قد بائت بالفشل كلما ارادت ان تلتقي به يناديه احدٌ من الشركه او احد من الطلاب نفذ صبرها كثيراً لا تتحمل تريد ان تقابله : هو فين رئيس التدريب
"في غرفته جوا"
ليلى : ممكن ادخل اتكلم معاه
"اتفضلي"
دخلت سريعاً وأغلقت الباب ورائها لتراه في وجهها ابتسمت : اخيرا بقى
لم ينظر في وجهها قال : بسرعه عندي شغل
ليلى : مش لما تعرف مين الاول
تذكر نبره صوتها اختلطت كل الذكريات في عقله ابتسم فجاءه رغماً عنه : هو انتي
ليلى : حاجه زي كده
الشاب : جايه تعملي اي
ليلى : كنت عايزه اسالك على
لم تكمل كلامها حتى جاءه اتصال فاعتذر منها وذهب سريعاً حتى اختفى من امامها : هو مفكر نفسه اي يمشي وقت م يمشي كده وانا حماره هموت واعرف اسمه
ابتعدت تماماً عن انها تعرفه او تعرف حتى ما اسمه كان ذلك الموقف كفيلاً ان يجعلها تطفح الكيل من ذلك الشاب الغامض انتهت من عملها وعرضت مخططها لأحد المهندسين في الشركه طلباً منه ان يعرضه على رئيسهم وذهبت سريعاً .. قبل انتهاء عمله قد اختار جميع المخططات التي اعجبته دخل عليه ذلك المهندس : في بنت جابت تخطيط مختلف تماما وهيفيد الشركه
الشاب : وريني كده
ظهر امامه تخطيط مليء بالالوان الهادئه الكلاسيكيه المتناسقه تماماً اضافت اليه القليل من الاشكال الهندسه وبعض من الاشكال الاخرى اضفت عليه نوع من الحياه انبهر كثيراً من ذلك العمل طالبه في الصف الاول من الجامعه يخرج منها كل ذاك التفصيل : مين البنت دي
قالها مبتسماً رد عليه : ليلى عبدالرحمن
كرر الاسم مرة اخرى ليتأكد انها هي لا يوجد فتاه عربيه غيرها معه في القسم : ليلى حلو اوي
"في حاجه"
الشاب : لا خالص بس بفكر
ذهب للكافيه فور انتهاء عمله سريعاً وجدها تجلس في نفس كرسيها ارسل اليها ورقه لكنها امتنعت عن قرائتها وقامت سريعاً من امامه كان يعلم ان موقفه معها لم يكن لطيف بالمره ..
"انسه ليلى قلمك"
قالها احد موظفي الشركه لتقول : شكراً لحضرتك
كان ينظر لها من بعيد يتابع كل خطواتها في الشركه وطريقه عملها كان كلما يرسل لها ورقه تقوم برميها ولا تفتحها حتى .. طلب منها احد الموظفين ان تدخل الى مكتب من تلك المكاتب حتى تبدأ بعرض مخططها امامهم الى ان يجمع الطاقم دخلت كانت وحدها بغرفه زجاجيه ليس مغلقه بشكل كامل تركت اوراقها على طاوله الاجتماعات واغمضتت عيناها لتبدا في الغناء "فاكره اما كُنا ساعات نلف ساعات نتوه نحكي الحكاوي للألوف ومننساهاش،فاكره اما كنا ساعات نلف ساعات نتوه نبني في بيوت حيطانها خوف مسكنهاش" كان في ذلك الوقت يقف هو خلفها يستمع لصوتها الجميل جداً بالنسبه اليه مازلت تغني وهي مغمضه عيناها تدور في ارجاء الغرفه وتتمايل قليلاً بجسدها وكأنها تسمع الموسيقى استنج من ذلك انها ذات روح مختلفه تماماً اقترب طاقم الموظفين في الشركه دخل سريعاً ليقترب من اذنها : شش صوتك حلو بس الاجتماع
فتحت عيناها لتجده في وجهها مباشرةً ابتعدت بسرعه عنه،عرضت مشروعها ومخططها للجميع كانت تلاحظ اعجاب في اعينهم جميعاً لكن في عينه كانت تلاحظ شيء غريب تلاحظ نظره اب فخور بابنته كما انه هو الوحيد من قام وبدأ بالتصفيق لها فور انتهائها ابتسمت له بالاخص احس بداخله انه
قد صالحها بالفعل بتلك الحركه التي فعلها لكنها بالفعل كانت من قلبه رجعت كعادتها لتجلس على الكافيه الخاص بها وهو في نفس مكانه لم يتحمل تلك المره قام من مكانه سريعاً متجهاً اليها قامت هي الاخرى لتذهب : ليلى
تصلبت في مكانها تلك اللحظه كيف عرفها وكيف عرف اسمها ثم تذكرت انه كان في الاجتماع : عرفت اسمي منهم
"انا اللي خليتهم يقبلوا الشغل"
ليلى : شكراً
"ممكن تقعدي"
ليلى : ليه
"عشان انا عايز اتكلم معاكي"
جلست بعد تلك الجمله ظل ينظر لها مثل اول يوم ليبدأ كلامه معها بجديه : مروان
ليلى : اي
مروان : اسمي ده ركزي
ابتسمت خجلاً وانتصاراً في نفس الوقت : حاضر
مروان : طولنا اوي لحد م جينا للحظه دي
ليلى : القدر حب يجمعنا بطريقته
مروان : طبيعي تكوني جميله كده
نظرت في الارض سريعاً من فرط الخجل ليكمل : وصوتك
ليلى : ماله
مروان : حلو جداً ع فكره
ليلى : دي كدب بقى
مروان : ع الاقل انا عاجبني
ليلى : بجد
مروان : اه
ليلى : ليه دورت عليا كل ده وليه فضلت مستني
مروان : عرفتي منين اني استنيت او انتي ليه استنيتي
صمتت قليلاً من سؤاله : عايزه قهوه
ابتسم لها : حاضر بس تجاوبي
ليلى : حسيت انك مستني او يمكن عشان انا استنيت فـ اتهيالي انك مستني .. هو انت بجد استنيت
مروان : كل يوم كنت باجي هنا ع امل انك تيجي ومش بلاقيكي
ليلى : ليه استنيت
قاطعهم النادل بانزال القهوه على طاولتهم : عشان كل واحد فينا بيشوف في شخص معين حاجه تبهره
انزلت الفنجان من على فمها متفاجئه قليلاً من تلك الكلمه التي خرجت منه : تبهره يعني اي
مروان : الحب سهل لكن الصعب هو الدهشه صعب ان البنت تدهش الولد اللي قدامها والغريب ان الدهشه دي هي اللي بتخلي الحب باقي او موجود
قاطعته سريعاً : هو انا دهشتك
لمعت عيناه : اه جداً من اول يوم مش هفسر ده ع انه حب بس يمكن عشان لاقيتك شبهي يمكن مش اندهاش بس حسيت فيكِ حاجه غير اللي قبلك مثلاً
ليلى : هو انا بقيت موجوده عشان تقول اللي قبلك
مروان : قصدي اللي كنت بحبها
قالها وازداد الحزن في عينه اتضح لها انه منكسر من شيء جلست تحارب فضولها الذي لاحظه هو قبل ان تنطق : عايزه تعرفي
ليلى : لو مفيش مانع
مروان : انا شاب من عيله معروفه في مصر حالتي الماديه حلوه يعني الحمدلله حبيت بنت وكده من فتره سنتين تقريباً اتقابلنا اول مره في مستشفى .
"خلي بالك ممكن تقع"
نظر في عينها ليجدها شابه لا تتعدى الـثامنه عشر من عمرها ترتدي زي يقارب زي الممرضات كان يمشي رغم ذلك الكسر في قدمه قائماً بالفقز : انتي مين
"جمِيله ممرضه هنا"
كانت جميله فعلاً كل صفات الجمال فيها لا تنقص شيء ذلك الشعر البني المربوط بعنايه عينان عسليتان تجعلك تتوه من جمالها : شكلك صغير ع انك تكوني ممرضه
جميله : تدريب بس بشتغل في اي حاجه هات ايدك
اعطاها يده دون اي نقاش مازال ينظر في عينها : هو انتي هتيجي تاني
قالت وهي تذهب من امامه : هطمن عليك اه
استمر الوضع بينهم هكذا لمده تزيد عن شهرين تأتي كل يوم في الليل وتحكي له قصه قبل ان ينام تمزح معه قليلاً كانت تخرجه من جو المستشفى والمرض وكل هذه الاشياء السيئه كان ينتظر تلك الساعه التي تأتي فيها حتى تخرجه من كل ذلك اصبح يحب المستشفى بسببها ... لكن في يوم خروجه لم تأتي ارسل لها ورقه : انتي هتوحشيني
ابتسمت بعينٍ دامعه بدأ يحبها بالفعل كانت تتحرك بداخله جلس مده الاسبوع لا يعرف عنها شيء الى ان جاء له موعد في المستشفى ليراها اول شخص بعد دخوله ابتسم وكأنه دخل للجنه عندما رأها امامه ارسلت له ورقه : هستناك برا ورا المستشفى بعد كشفك متطولش
كان من الواضح انها انتهت من عملها وسوف تذهب لتغير ملابسها وتقابله، انتهى من كشفه : ماما انا هروح لوحدي سيبي السواق
والدته : انت متأكد يمروان
مروان : اه يا ماما
ذهب سريعاً ليقابلها في الخلف ليجدها واقفه ترتدي بنطالاً وبلوزه رقيقه جداً شعرها تلك المرة مفكوك تقابله بنفس تلك الابتسامه التي يحبها : انتي وحشتيني
جميله : بقالي اسبوع بس
مروان : كتير انا بقالي شهرين معاكي او اكتر كمان
جميله : وانت كمان وحشتني بقيت عامل اي
نظر في الارض : زي م انا
كان يجلس على كرسي متحرك اخذته لتتمشى به قليلاً قبل ان يذهب كان كل كلامها له يعني انها سوف تبقى ولن تذهب ابداً
"هي وعدتني انها هتفضل بس"
ليلى : بس اي مش فاهمه
اكمل مروان سرد الحكايه وهو يريد البكاء لما يتذكر ..
"بعد سنه عارفين بعض الدكاتره قالوا اني ممكن معرفش امشي تاني لان الامل كان ضعيف جداً فعلاً"
جميله : مروان انا اه بحبك بس مش هقدر اكمل مع واحد عاجز
نزلت تلك الكلمه مثل السهم على قلبه : عاجز
جميله : انا مش قصدي بس لازم ابص لمستقبلي
صرخ في وجهها دون ان ينتبه لمن حوله : مستقبلك .. هو اي مستقبلك ده مش كنت انا مستقبلك ده من شهر فات باين مش كنت انا الملاك البريء انا اللي هتستني معاه طول عمرك مهما حصل اي اللي حصل بقيت عاجز خلاص صح
نظرت له في دهشه مما يفعل قالت هي الاخرى بصوت عالي : انت مش بتفكر فيا ليه
مروان : افكر ف اي ده انا مفكرتش غير فيكي انتي،انتي بقى فكرتي فيا ولا اي يعني
حاولت ان تمسك يده لتهدأ من روعه قليلاً سحب يده سريعاً : ههه انتي بتستهبلي هتضحكي عليا تاني تقوليلي كلمتين حلوين لحد كمان شهرين ولا حاجه وبعدها تمشي صح لا قومي بقى انا بطلت اكون عايزك خلاص
قال جملته الاخيره وذهب بسرعه من امامها بكت من طريقه كلامه لكنه لم يهتم تلك المره لم تسعطفه ببكائها تلك المره لقد جرحته بالفعل كان يرى الحياه فيها حتى انه كان سيفعل اي شيء ليجعلها سعيده ...
"حبيتها بجد بس هي مستحملتش حاجه مستحملتنيش متخيله"
ربتت ليلى على يده : انا اسفه
ابتسم رغم دموعه : لا عارفه الحلو اي
ليلى : اي
مروان : قدر ربنا
استغربت منه ومما قال اشارت له بعدم الفهم : بعد م سابتني بشهر واحد بس سافرت المانيا وعملت عمليه تانيه مشيت بعدها بشهر،هي شافتني وانا نازل من عربيتي حاولت ترجع تكلمني عرفت انها بتاعت مصلحتها
قاطعته ليلى : سبحان الله "عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم"
مروان : ده اللي جه في بالي بالظبط مش كل حاجه تروح مننا يبقى شر هو بيكون خير لأن ربنا عارف اكتر مننا وبعدين عوض ربنا حلو جداً عرفتي بقى ..
ابتسمت ليلى : عرفت
مروان : وانتي بقى
ليلى : انا اي
مروان : احكي عنك اي حاجه كده ولا انا هاخد القعده لوحدي
ليلى : هات فنجان قهوه تاني بقى عشان شكل السهره هتطول
نظر في عيناها وضع يده على خده حتى يظهر لها انه يسمعها للصباح ولا يزعجه ذلك ابداً ..
ليلى : بص ياسيدي انا بنت بابايا ميت وانا عندي 4 سنين عايشه مع مامتي برغم ان بابا مات وانا صغيره بس كنت حاسه بوجع اليوم ده اوي
نظرت للارض بعينٍ حزينه وأكملت : قررت اني اهتم بمذاكرتي عشان اكون مهندسه زي بابا واخليه يفتخر بيا لونت صندوق كبير وحطيت فيه كل صور بابا
ابتسم من طريقتها البريئه في الوصف وطريقه حكيها اكملت هي بعد ما لاحظت نظره لها : جبت مجموع في الثانويه وجت المنحه معايا صحبتي وبس دي انا
مروان : مدخلتيش في قصه حب
ليلى : لا بس عارف كنت ديماً بحلم بقصه الحب البريئه اللي زي بتاعت الروايات وكل الحاجات دي نفسي في حد يكون زي بابا لانه وحشني اوي بصراحه
مروان : مش يمكن ربنا مأخر كل ده عشان يعوضك بحاجه مكنتيش تتخيليها
ليلى : تفتكر
مروان : ليه لا بصي،القدر ديماً بيبتسم لينا وعمره م بيخذلنا يعني الصدفه بتتكرر كذا مره امسكي فيها واستني ديماً واتعشمي في ربنا واتأكدي ان ربنا مش هيسيبك مهما حصل
ابتسمت له كان كلامه يعطيها الكثير من الراحه والتفاؤل وأن الله لن يخذلها ابداً طال بينهم الحدِيث حتى ان الشمس قاربت على الشروق نظرت للسماء : مش حاسس اننا اتأخرنا
مروان : وراكي حاجه
ليلى : تدريب يابشمهندس
ضحك ونظر لها نظره عميقه مع تلك الابتسامه التي كانت تضفي نوع من الطمأنينه في قلبها ابتسمت له هي الاخرى وقامت لتذهب معه الى التدريب ..
أنت تقرأ
القَـدَر ❤️.
Romanceكلنا مؤمنين بالقدر وكل حاجه بيجي بيها سواء كانت حلوه او لا هنا بثبت حلاوه القدر والصُدف الحلوه ديماً بسببه ومهما كان فيه حُزن اكِيد بعدها بيجي جبر خاطر وعوض من ربنا '.