الفصل التاسع عشر
"كوتشيـــــــــــــنة"
مضت كل من أمل وآية اليوم بغرفتها ولم تخرج واحدة منهم قط، وعندما طرق عليهم حسام ومحمد باب الغرفة كي يتنولوا طعام الفطور او الغداء لم تجب أي منهم.
شعر محمد بتأنيب ضمير وخشي علي آية كثيرا، لأنها لم تتناول شيء قط منذ البارحة اخذ يفكر ماذا عساه ان يفعل؟ تناول هاتفة " ها يا اس اس مبروك يا عريس " ، حاول افتعال المرح في صوته " الله يبارك فيك يا محمد " حاول هو الاخر ان يبدو طبيعيا " بقولك ما تيجي نتعشي سوا وبالمرة البنات يشوفوا بعض " نظر حسام نحو غرفه أمل التي لم تأكل شيء منذ البارحة " ماشي تمام ساعة وهننزل تحت "
" اوك اشوفك بقي سلام " .
ذهب محمد وطرق الباب علي آية، كان يعلم انها مستيقظة فهو يسمع حركتها بالغرفة .
" آية اجهزي الوقتي عشان هننزل نتعشي مع حسام وأمل " فتحت الباب وزمجرت به " مش هتعشي معاك في حته أنا " كان يتوقع ذلك الرد ولكن ما يهمه ان تتناول شيء ما " مش عاوزة تشوفي أمل وتبركي لها وبعدين اكيد هتستغرب لو أنتِ مرضتيش تتعشي معاها " " بتحس اوي! " رمت الكلمة وصفقت الباب وبعد ان سمعها تعبث بالدولاب علم انها سوف تخرج فذهب وبدل ملابسة هو الاخر .
كان محمد وآية أول من وصلوا أولا الي المطعم المتفق عليه لتناول العشاء وهو مطعم ساحر علي البحر والاجواء كانت رائعة والظلام جعل الاضواء تظهر بشكل ساحر، بالطبع كان محمد وحسام علي علم بالمكان جيدا وكل معالمه، فهذه ليست أول مرة لهم اما بالنسبة لكل من آية وأمل فهذه هي أول مرة .
" تشربي إيه؟"
لم تنظر له او تعره أي انتباه ، ذهب لجلب كأسان من العصير الطازج ، حالما وضعهم رسم بسمة علي وجهه ورحب بأخيه ، كان سلام اخوي بارد فكل منهم له احزانه وأشجانه بينما الاختان حالما احتضنت كل واحدة الأخرى، بكت من غير حساب.
وقف كل من محمد وحسام والذنب يأكل من لحمهم وهم احياء فكل واحد يعلم لما تبكي زوجته بمرارة في أول يوم من شهر العسل ، حاول حسام فض ذلك البكاء " معقول يا آية أمل لحقت توحشك اوي كدة " " اه والله يا حسام جدا " قالت وهي تمسح دموعها " الله يا محمد انت مش مسيطر ولا إيه؟ " رسمت بسمة علي وجهها فهي لا تريد ان تزعج اختها وتفسد فرحتها فهي تعلم كم انتظرت حسام .
وكذلك أمل حاولت رسم البسمة علي وجهها، امسك حسام بيدها امامهم وقبلها " خلاص يا أمل متعيطيش بقي " كان يحاول ان يعتذر منها اجلسها وظل ممسكا بيدها إلا انها سحبتها من يده حالما جلسوا وظلت مخفضة اياها حتي يظن كل من آية ومحمد انه لايزال يمسكها .
راقب كل من محمد وحسام زوجته وحاول اطعامها أي شيء في فمها امام اختها كي تأكل أي منهما اي شيء! والنتيجة انهم بالكاد تناولوا شيئا ما .
عندما هموا بالمغادرة اقترح حسام عليهم رحلة غدا وان يتقابلوا صباحا لتناول الافطار سويا بالغد ، لم تلحظ كل من أمل وآية مرارة اختها وكل منهم حاولت رسم السعادة كي لا تحزن اختها وكل منهن لم تنتبه لان بها من الهموم ما يهدم الجبال .
جاء الغد واصطحابهم حسام الي رحله بحرية ومن ثم جلسوا علي الشاطئ ، خلع حسام ومحمد ملابسهم " ها يا بنات مش هتنزلوا الماية معانا " " لا " في نفس الوقت من كل منهم ، ثم سال محمد " طب تحبوا تعملوا شوبنج بعد البحر ؟ " "شكرا " معا ايضا ، تنهد حسام " علي الاقل مش عاوزين هدايا لسارة وماما " " اه فعلا معاك حق يالا يا أمل احسن علي ما هما ينزلوا الماية " رحبت أمل بالفكرة بينما اعترض محمد " مينفعش تمشوا لوحدكوا " لكنه صمت من حده نظرة آية .
غاص بالماء كي يهدأ باله ويغسل أي من احزانه ، ولكن هيهات كان التفكير يعصف براسه دائما ، هل سوف تطلب الانفصال؟ هل سوف تسامحني يوما؟ هل هناك أي أمل من هذه الزيجة؟ هل سينتهي عذابي وجزائي عند هذا الحد؟ ام ان المستقبل يخفي المزيد؟ الله وحده اعلم ... !.
اما حسام فخلاف لما كان يتوقع لم يعد يفكر بصافي بل يفكر بأمل ويشعر بتأنيب ضمير رهيب كلما تذكر كيف جمدت يداها في يده عندما دعاها بصافي وتسال تري هل بالغت في رده فعلها؟ وكيف سوف اكمل معها وأنا لم انسي صافي؟.
حاول الأخان بعد ذلك الاجتماع بالأختان في كل الاوقات لانهم يبدون افضل معا كي يزيح كل منهم الاحساس الرهيب بالذنب تجاههم.
بعد البحر والتسوق الوهمي اقترح محمد "إيه رأيك يا أمل بعد ما نغير نروح خليج نعمة نتغدي هناك " " مفيش مانع " اصطحابهم الشباب الي خليج نعمة ولم يبدوا علي كل من أمل وآية الفرحة بالمكان رغم ان حلم كل منهن كان يتمثل بقضاء شهر العسل في شرم الشيخ وكلما راوا منظر ما بالتلفاز تصيح أمل بأختها " مش مصدقه يا آية معقول هنروح هناك " " ولا أنا والله يا أمل أنا هموت واعمل دايفنج " لكنهم لم يستمتعوا بأي شيء هناك ، صراحته شعروا وكأنهم " زومبي " اجل الاحياء الاموات جسد ميت ويسير وكأنه حي .... .
بعد تناول الطعام في احدي مطاعم خليج نعمة اخذهم محمد الي منطقة " سوهو " للسير والتنزه ، كان المكان اكثر من رائع ولكنه لم يبهج حقا أي من الاربعة ، نزل بهم بعد ذلك الي احدي صالات لعب البولنج ، وحاولوا جعل الفتيات يشتركن معهم باللعب لكن عندما حملت كل منهم الكرة " لا دي تقيلة اوي مش مشكله احنا هنتفرج عليكو " .
وفي اليوم الثالث : ذهبوا صباحا في رحله بحرية باليخت ورفضت الفتيات مجددا الغوص في الاعماق معهم وعمل " دايفنج " ظل حسام معهم علي ظهر اليخت بينما غاص محمد بالأعماق فهو يعشق الغوص وكلما اتي الي شرم كان يمارسه لكنه لم ينزل بسبب ذلك بل نزل لان المنطقة البحرية المليئة بالمرجان تذكرة بالحلم مع آية ، حيث يراها وهي حورية مياه جميلة .
رفضوا كذلك ركوب الباراشوت الذي ينطلق من الماء .
وفي اليوم الرابع اصحبوهم الي الجبل في رحله سفاري ركبت كل واحدة خلف زوجها علي الدراجة النارية " البيتش باجي " وهي مكرهه " آية مينفعش كدة هتوقعي امسكي فيا كويس " زمجرت به ساخطة " احسن لي اني اقع وتتكسر رقبتي علي اني امسك فيك " " يا آية هنتاخر ونتوه أنا خايف امشي بسرعة! " " ظريف اوووي طبعا دي حجه عشان تخلي البنات تحضنك مش كدة ولا اقولك استني صحيح اللي تركب ورا واحد وهو مش جوزها متبقاش محتاجه حجه اصلا !" كان يغلي حنقا من كلامها ولكن ليس بيده أي شيء لفعله حاول كتم غيظه وهو يعض علي شفتيه بشدة ويستغفر .
وكان الحال كذلك مع حسام إلا ان أمل رفضت الرد عليه .
حل الليل عليهم بالجبل وهم يجلسون علي الارض وهناك شواء والاجانب مستمتعين بهذا الجو كثيرا ، كان الهواء عليل حقا ظلت أمل وآية تشاهد عرض" التنورة " وكأنهم من عالم اخر فالصمت المطبق هو سيد الموقف .
_ " ايوة يا سارة ازيك " زمجرت بشدة " إيه يا محمد انت مبعتش ليا ولا صورة عاوزة اشوف البنات! " " حاضر يا سارة هصورهم وابعت لك الصور الوقتي " " يا سلاااام عاوز تقنعني ان محمد اللي مبيسبش الكاميرا من ايده لسه مصورش حاجه! " " عريس بقي! " حاول افتعال المرح " طب اديني آية " " آية مش جنبي " دهشت منه " امال فين؟! " اصل احنا في سفاري وبجيب ليها هي وأمل العشا " تنهدت حالمه" الله يا بختكوا خلاص هكلمها أنا " .
اغلق محمد الهاتف وهو يلوي شفتيه " يا بختكوا إيه بس يا سارة الي ميعرفش يقول بطيخ!! " وتذكر سارة وأحمد أول ايام زفافهم رغم انهم لم يذهبوا الي شهر عسل إلا ان كل المنزل كان يري حبهم وسعادتهم معا .
" ايوة يا سارة " سالت بلهفه " الجبل حلو احكيلي كل حاجه متسبيش فتفوته " ايوة حلو " " امممم طب بتعملوا آية الوقتي؟ " " بنتفرج علي التنورة " بحماسه شديدة " الله ابعتيلي صورك أنتِ وأمل وحشتوني " " متصورناش " " يا سلاااام ده أنتِ بتخدي سلفي علي نفسك! " " اللي حصل يا سارة بقي! " تذمرت منها " اديني أمل يا رخمه " " موله حوبي عامل آية يا قمر؟ " " الحمد لله " " وحشتوني اوي " " وأنتِ والله " " مش مصدقه امتي هتيجوا ونعيش كلنا مع بعض شوفي ربنا عوضنا ازاي ، دي احلي حاجه حصلت لي في حياتي كلها " كانت سارة تتكلم والفرحة تقفز من صوتها " الحمد لله! " لم تستطع أمل اخفاء المرارة من صوتها " مالك يا أمل؟ " " لا ابدا شويه ارهاق بس من الرحلة " " ماشي يا قلبي انبسطوا سلام " .
نظرت أمل بوجه جامد نحو آية ونظرت آية نحوها بنفس الوجه ثم قالت أمل " أنا عاوزة انزل مصر " هزت آية راسها " وأنا كمان " " مالك يا آية أنتِ زعلانه مع محمد ؟ " " لا بس ماما وحشتني اوي دي أول مرة اسبها " ربتت علي كتف اختها وقالت بآسي " معلش بكرة تتعودي " .
لم يتفاجأ حسام ومحمد من رغبه الفتيات بالنزول لكن من تفاجأ حقا هي سارة وعائلة السيد شهاب عندما دخل الشباب عليهم ليلا في اليوم الخامس من شهر العسل صاحت سارة " معقوله تيجوا بدري كده ده أنا وأحمد كنا هنيجي ليكو الخميس دة! " استغرب الجميع رجوعهم السريع هذا فالرحلة كانت اسبوعان الي شرم واخران الي الاقصر واسوان ولكنهم تركوا كل شيء وعادوا .
بدت الحجج كلها واهية وتأكد الشك بقلب سارة ولكنها فضلت الصمت فهذا ليس وقت الكلام " طب اطلعوا غيروا وأنا هحضر عشا سريع ونتعشي سوا " ولكن الأربعة رفضوا عرض سارة وتعللوا بالنوم لشدة تعبهم من الرحلة .
كانت عائله السيد شهاب وقتها بالحديقة تستمتع بالهواء البارد الذي يحل بالمساء " في إيه يا سارة ملهم كدة ؟ " " معرفش والله يا طنط جايز تعبانين من السفر! " .
دخلت آية الي غرفتها وقامت بإخراج كل ملابس واغراض محمد والقت بها أمام باب غرفتها بإهمال شديد وعصبيه وبدأت بالبكاء وهي تفعل ذلك ، زفر محمد الهواء بتعب " يا آية مفيش داعي للي بتعمليه دة أنا كنت هلم حاجتي لوحدي ، أنا مش هضيقك " نظرت له نظره معذبه وصفقت الباب بوجهه وارتمت علي السرير تبكي بمرارة ، لم تفرح بعرسها ، لم تفرح بشهر عسلها ، ويفترض ان هذه أول ليله بمنزلها الجديد وها هي تبكي بحرقة والم علي نفسها وعلي حياتها التعيسة ، ولا تعلم ما هو العمل؟!! ..... .
جلست أمل بالطابق السفلي ووضع حسام الحقائب وذهب ليجلس الي جوارها وقفت سريعا وقالت بصوت بارد " من فضلك شوف انت محتاج آية من الاوضة وأنا بكرة هجهزلك اوضه تانيه " " أمل أنا اسف أنا....." " من فضلك أنا تعبانة مش قادرة اتكلم " ، امتثل الي كلامها وبعد عشرة دقائق قال من الأعلى " تقدري تطلعي اوضتك يا أمل " صعدت واغلقت الباب خلفها ونظرت الي خزانتها وانسابت الدموع من عيناها ، تذكرت كم كانت سعيدة وفرحه وهي ترتبها بالملابس الجديدة وهي متشوقة لبدء حياتها مع حسام ، الحياة التي انتهت من قبل ان تبدأ ، انها تخشي مواجهته اجل تخشاها ، ماذا لو اخبرها بأنه اسف وانه يريد العودة الي زوجته السابقة ما الذي سوف يحل بها انها لم تبلغ الواحدة والعشرين بعد وها هي علي اعتاب طلاقها الثاني ، دون أي ذنب منها ودون أي قصد ، لن يرحمها العالم ، لن يرحمها احد سوف تجلس وتصمت اجل تصمت ، الي ان يرسل لها الله الحل والخيرة فيما اختاره الله لها جلست علي الأرض بهدوء ودموعها تنزل في صمت
فلا يوجد لديها أي حل اخر..... .
_دعت سارة العائلة كلها لتناول الغذاء معها في اليوم التالي ولم تذهب الي العمل ، وفي الساعة الرابعة بدأ الوفود بالحضور نزلت كل من اختيها وأزواجهم ، كانت سارة تعلم بوجود خطب ما بهم كانت هي والسيدة نور بالمطبخ عندما دخل عليهم عبد الرحمن " ها معرفتوش في إيه؟ " هزوا رؤوسهم ينفون في اسي ، تناولوا الغذاء بصمت وحاولت سارة ان تلفت انتباههم للحديث إلا انهم كانوا متجهمين .
بعد الغداء قررت أمل وآية تنظيف الطاولة والاطباق ، نظرت سارة نحو حسام ومحمد شزرا ثم اشارت بأصبعها لكل منهم ، تبعوها بصمت للشرفة " في إيه؟ " نظر كل منهم للأخر " مفيش " زفرت الهواء بنفاذ صبر " هما مش راضين يتكلموا بس دول اخواتي مش ولاد الجيران يعني أنا عارفه كويس ان في حاجة " قال محمد بتوتر " عادي أنتِ عارفه أنا وآية علي طول بناقر في بعض " ، اما حسام فلم ينطق بشيء " ماشي أنا مش هدخل بس مش معقول هتفضلوا كدا ده انتو مكملتوش اسبوع مع بعض " لمعت عيناها " بصو أنا هطلع الكوتشينه وانتو الاتنين لازم تخسروا " نطق حسام ببلاهة " وده دخلوا إيه؟ " " ملكش دعوة " .
وبالفعل اثناء شرب الشاي والقهوة اتفقت سارة مع عبد الرحمن علي خطتها وبدأ الجميع باللعب والضحك وخسر محمد دور اللعب واتهم عبد الرحمن حسام بالغش " خلاص الاتنين هينفذوا احكام " واشارت بإصبعها بكبر نحو محمد " انت عليك 3 احكام يا استاذ محمد " " انجزي أنتِ فاكره نفسك ملكة بجد! " " اه مراتي ملكة ملكش انت دعوة " قال أحمد بسخط ، " ربنا يخليك يا حبيبي " ثم همست سارة لعبد الرحمن بشيء ثم قالت بكبر لمحمد " تروح الوقتي تشتال آية وتلف بيها زي ما عملت في الفرح عشر لفات ده الحكم الأول " " ماشي " رحب محمد بالفكرة كثيرا ،" بطلي سخافة يا سارة ده حكمه هو أنا داخلي إيه؟ " " يالا يا آية الحكم مدام اتقال يتنفذ " قالت السيدة نور وهي تضحك .
وقف محمد امام آية والسعادة تكاد تقفز من عينيه ولكنها لم تعره أي انتباه " يالا يا آية مش هنكمل إلا لما الحكم يتنفذ " قال عبد الرحمن بجدية ومع الحاح الجميع همس لها متوسلا " ارجوكي مش عاوز بابا وماما يعرفوا حاجه " ابتعد عنهم قليلا هو وهي الي مكان فسيح ، ونظرت آية الي سارة بحنق " ما شي يا سارة والله ل .. ااااه ..." وصرخت آية عندما حملها محمد علي غفلة واخذ يدور بها ، كان سعيد للغاية لأنه قريب منها وضمها إليه بكل قوة عله يروي شيء من ظمأ قلبه وشوقه اليها اخذ يدور بها وتجاوز عدد اللفات بمراحل وهي الأخرى رغما عنها تخلت عن موقفها واخذت تضحك غمزت السيدة نور سارة بعينيها وهي تضحك " خلاص يا روميو العشر لفات خلصو " انزلها محمد علي مضض ومن ثم صاح سارة وعبد الرحمن " بوسه ، بوسه ، بوسه " وصاح الاخرون معهم كانت آية تشعر بدوار وقبل هو راسها في غفله منها .
تذمر أحمد " هو إيه العقاب دة؟ آية الاحكام المايصة دي! " كتمت سارة فم أحمد وهمست له " خليك في حالك شويا!! " تركته آية وعادت الي كرسيها وهي خجله وتحاول اخفاء ضحكتها " الحكم الجاي امممم اطلع فوق السلم وقول أنا اهبل ومجنون عشان بحب آية شاكر عبد الحليم " ضحك الجميع علي سارة كثيرا ونهرتها آية " كفاية بقي يا سارة " .
نظر محمد الي آية بحب وصعد سريعا ونفذ الحكم وضحك الجميع عليه وهو يصيح " أنا اهبل ومجنووووون وبحب آية مرااااااتي " " ايوة شاطر مبدئيا الفيديو نزل علي الجروب وقريبا ان شاء الله علي اليوتيوب " قالها عبد الرحمن وهو يخفض هاتفه ، ضحكت سارة يبقي ده الحكم التالت الفضيحة " ضحك الجميع بشده حتي آية نفسها تضاربت مشاعرها وهو يصيح ويصرح بحبها هكذا امام الجميع .
ربت عبد الرحمن علي كتف اخيه حسام " اضحك اضحك ، انت بقي محكوم عليك تشيل أمل وتطلع وتنزل السلم بيها خمس مرات " اعترضت أمل بشدة " يالا يا أمل ده حكم خلاص انتهت " سال أحمد بتعجب " في إيه يا جدعان محدش بيحكم الاحكام دي عليا ليه؟!! " هذه المرة قرصته سارة بذراعه كي يصمت.
وقف حسام وهو يضحك لأمل الواقفة مطرقة الرأس أمام السلم كانت خجله للغاية ارادت غرس اسنانها بذراع سارة لأنها اكيدة انها وراء كل هذا عن عمد ، حملها حسام وابتسم لها وصعد السلم بتروي وهو ينظر لها كان يريد غفرانها يريد ان تسامحه لا اكثر ولا اقل فهو لازال لا يشعر نحوها بأي شيء فهي بنظرة الاخت التي تمناها بينما أمل لم تستطع تحمل الموقف السخيف فدفنت راسها بكتفه كي لا تنظر له .
كان الجميع بالأسفل يهلل وعندما صعد حسام أول السلم قال محمد " واحد لسه اربعه " نهرته سارة واحد ده آية ان شاء الله! لما ينزل تاني نقول واحد " ربت عبد الرحمن علي كتف اخيه " اسمع كلام الريسة " واخذ يصور فديو لأخيه وهو معذب بالصعود والنزول ، وبسبب سخافة الموقف ضحك كل من حسام وأمل بكثرة وعند الرقم اربعه كان حسام تعب للغاية صاحت سارة به " إيه يا حسام رجلك مالها انت قصدك ان أمل تخينه ولا إيه؟ " " لا لا العفو أنا اللي مفستك وصحتي علي قدي " ضحك الجميع عليه ، وعند الانتهاء خارت قوي حسام تماما وجلس علي السلم يلتقط انفاسه وسط ضحكاتهم .
" والله يا جماعه انتو كنتو منورين انهارده بس المثل بيقول يا بخت من زار وخفف انتو ناوين علي عشا ولا إيه ؟! " " أحمد! " صاحت به سارة ، ضحك السيد شهاب مقهقها " دايما مفتوح بحسك يا أحمد والله من زمان مضحكناش كده ، ربنا يسعدكوا يا ولاد واشوف ذريتكوا الصالحة يا رب " واستأذن السيد شهاب والسيدة نور التي غمزت لسارة وغادرهم عبد الرحمن ايضا ، ركب كل من حسام ومحمد وآية وأمل معا في المصعد وكل منهم يحاول ان يداري بسمته عن الاخر فما فعلته سارة نجح بإذابة القليل من الجليد بين الازواج الاربعة، إلا ان ما لا تعلمه سارة ان الجليد عميق وسمكه كبير ، ف آية لم تسامح محمد علي خداعة ، وحسام لا يري في أمل سوي اخت او صديقة ...... .
***
بعد اسبوعين من تلك الليلة خارت قوي أمل ولم تستطع التحمل ف الالم الذي تتعرض له ليس الم عادي فهي تري من تحب وتعشق كل يوم امام ناظريها وهي تعلم انه لا يريدها .
" سارة أنتِ فاضيه ؟ " " اممم بطبخ ما تيجي تعدي معايا شويا " " ماشي أنا نازله "
جلست أمل ونظرت سارة لها " مش هتقولي بقي مالك يا موله يا حبيبيي ؟ " ولعبت بخصله من شعر اختها بحنان ، لم تستطع أمل الصمود وخرت تحكي كل شيء لسارة حيث مضي اسبوعان علي رجوعهم من شرم الشيخ ولا أي جديد في حياتها مع حسام هو حتي لا يحاول التقرب منها .
تساقطت دموع سارة بهدوء وهي تسمع مأساة أمل ، انها تعلم كم تلك الحياة لعينه وبائسة التي تحيياها اختها الان فهي مرت بها من قبل ، " أنا مش عارفه اعمل إيه يا سارة لو طلقني تبقي كارثه ده كدة تاني طلاق ليا وكمان أنا .. أنا .. بحبه ، بحبه اوي يا سارة عمري في حياتي ما حبيت حد غيرة ، أنا حبيبته من قبل ما اشوفه من كلامه أنا سرقت الرسالة ...." .
وقصت لها كل شيء عن شعورها نحو حسام منذ ان راته في اليوم الأول " أنا بحاول انساه بس والله العظيم مش قادرة وحاولت قبل كده كذا مرة وفشلت ، اعمل إيه يا سارة أنا خلاص قلبي وجعني اوي ومش قادرة استحمل اكتر من كدة " .
لم تستطع سارة احتمال بكاء اختها منذ ان بدأت بسرد ما حدث معها فلا يوجد احسن من سارة لمعرفة الشعور الذي تشعر به أمل .
تركت أمل ودخلت الحمام سريعا وهي تحاول ان تتنفس لقد داهمتها تلك الذكريات المريرة عن زواجها السابق يا لها من ايام لعينه كم تكرهها ، غسلت وجهها بالمياه وحاولت التنفس ولم تستطع التوقف عن البكاء وبعد عدة دقائق نظرت الي نفسها في المرآه نظرة جامدة واخذت نفس عميق لن اجعلها تستسلم ولكن سوف اغير اسلوبي .
خرجت سارة بعزم اكبر وضمت اختها المنكوبة " بصي يا أمل أنتِ خلاص معتش في حاجه تخسريها " من بين شهقاتها " أنا خسرت كل حاجه أنا انتهيت و سمعتي ومستقبلي راحوا خلاص يا سارة أنا بخاف كل ما يبوص في وشي بحس انو هيرمي عليا اليمين وبموت من الرعب كل ما أشوفه " " اهدي بس أنا قصدي انك خلاص عرفتي كل حاجه ف مفيش مانع انك تحاولي " " احاول؟! ، طب . طب ما أنتِ ياما حاولتي مع علي وكانت النتيجة انك أول ما مشيتي من قدامه طلقك " .
" بصي أولا : علي غير حسام ، حسام يمكن متعلق بصافي بس عارف ان ليها مساوئ كتير ، وكمان أنتِ عارفه سبب بعد حسام عنك وده هيدينا افضلية ، لكن أنا كنت بهبل في أي حاجه لأني مش عارفه بواجهة إيه بالظبط ، مستعده تدي من عمرك سنه عشان تحلي المشكلة دي " دهشت أمل " سنه!! " " ايوة سنه وبعدها لو محصلش حاجه وفشلتي في انك تخليه يحبك يبقي أنا اللي هصمم انك تسبيه وفي داهيه كلام الناس ، ها موافقة؟ " هزت راسها برعب " بصي من كلامك انك بتتعملي معاه نوعا ما يعني بتكلو سوا ، بيسألك تردي.. كده " " اها " " أنا بقي عاوزاكي أمل تانيه خالص ، هو عارف ومتأكد انك بتحبيه وركنك علي الرف عشان لما يبقي مستعد هيحاول يكلمك وعارف انك هتكلميه علي طول " .
" يا ريت يا سارة " زمجرت " هبله! اوعي تعملي كده ابدا لازم هو اللي يجري وراكي فاهمه ولا لاء " " بس ممكن يطلقني ويزهق مني " " معتقدتش " " ليه؟ " " أنتِ ناسيه اننا في نفس العيلة ، وبعدين لو هيطلقك هيعد معاكي عشان يتفق هتقولوا لينا إيه سبب الطلاق وكمان لسه قدامك وقت ، أنتِ مبقلكيش شهر متجوزة ، وهو لو هيطلق هيصبر كام شهر علشان قدمنا علي الاقل يبقي في سبب واضح " .
هدأت أمل قليلا واطمأنت من كلام اختها وبدأوا بوضع خطه للفت انتباهه كي يستردوا الزوج التائه ..... .
" أمل أنتِ مستعدة تسمحيه لو الخطة نجحت " قالت بمرارة " أنا مش عاوزة اخرب بيتي يا سارة ، أنا لما اطلقت أول مرة كان عشان معنديش أي حاجه اعيش عشانها ، مكنتش بحبه والحياة كانت مرة معاه ، عارفه لو ربنا كان رزقني بطفل كنت عشت معاه عشان يتربي مع باباه ، لكن أنا كنت وصلت لمرحله اني بتمني الموت ، بس حسام أنا بحبه ومستعدة احارب عشان البيت دة يفضل مفتوح ، صحيح أنا بحلم زي أي بنت ان جوزي هو اللي يحبني و يحاول يقربني ليه ، بس أنا راضيه بقضاء ربنا خلاص " .
كانت سارة مرتعبة فهي لا تعلم هل ستنجح أمل؟ ام ستفشل مثلها هي! ... .
وفي الليل لم تستطع سارة النوم وانسلت بهدوء من جانب أحمد ونزلت الي الاسفل تبكي بمرارة ، عليها بذل كل شيء حتي تنقذ زيجه اختها لن تفشل ولن تستسلم ولن تسمح ل أمل بذلك عليها بأن تحارب من اجل حبها ومن اجل بيتها وتسعي للحصول علي ما تريده وتبذل كل ما تستطيع من اجل ذلك ،
ثم تتوكل علي الله الذي لا يغفي ولا ينام ، فهي اكيدة من انه يكافئ العبد الذي يسعي .
نهاية الفصل
مؤلم ان تري ان هناك من يبذل الغالي و النفيس لأجلك كي تحبه ،
او حتي تظل الي جانبه .
في حين ان قلبك متعلق بشيء بالي قديم ، لم يجلب لك سوي الخراب.
لما نترك من يحبنا ويركض ورانا؟
ونظل نتعلق ونمني انفسنا بما ليس لنا؟
اهي غريزة كحب الطعام مثلا؟!
ام انها طبيعة بشرية متأصله فينا؟
ام انه قلبنا الذي يريد ان يجلب علينا هذا الشقاء
حقا لا اعلم ، فأنا .........
" حائر "يا تري اللي بيقرأ الرواية لأول مرة خمن هوية الحائر ولا لسه؟!
Please vote if you like it 😍 😊
أنت تقرأ
مذكرات حائر الجزء الأول "الحلم المستحيل" بقلم هالة الشاعر
Romance_ خلعت الدبلة وخاتم الزواج كي تنظف الأطباق , أنهم لا يعنوا أي شيء لها ولكنها تخشي أن تغضبه ولا تريد إعطاءه فرصة كي يؤلمها مرة أخري, لكنها نسيتهم بالمطبخ تلك الليلة وصعدت الي غرفتها, وحينما رآهم وهو يشرب جن جنونه, صعد وطرق الباب بعنف فتحت له الباب وك...