الفصل " الرابع والثلاثين "
" جواز صـــــــــــوري "
بعد أسبوعين بعد أن عرف كيف يؤثر عليها جيدا، و بعد أن أقنع السيد شهاب السيدة نور بأن هذا الزواج ليس شيء سيء فبهذه الطريقة حمي عبد الرحمن زوجه أخيه المتوفى ، وبأنها لن تتركها ابدا وهكذا سوف تظل معها بالمنزل .
كان الجو كئيب لا يوجد فرح حتي الجالسين من العائلتين متهجمين، استطاعت والدة سارة بشق الأنفس اقناعها بالا ترتدي الأسود في عقد القران ، ارتدت ملابس عادية ولكنها غامقة اللون، كانت هي الأخرى سارحة متهجمه وكأنها من عالم آخر .
" سارة، سارة " " ها ا ايوة يا بابا " ، " أمضي يا حببتي " أمسكت بالقلم ونظرت للسيدة نور وظلت كل منهم تنظر للأخرى مطولا " سارة يالا عشان منعطلش حضره الشيخ " قال عبد الرحمن وهو يحاول ان يتماسك أمامهم .
أغمضت عيناها ورجت أحمد في سرها " سامحني يا أحمد " و وقعت بوهن.
عندها فقط استطاع عبد الرحمن إدخال الهواء الي رئتيه .
ذهب المأذون ونظرت العائلة باستغراب كل منهم للآخر قبلت أمل وأية سارة ببرود وهنئوها وكذلك حسام ومحمد هنئ كل منهم عبد الرحمن بفتور أما السيد شهاب والسيد شاكر اكتفوا بهز رؤوسهم الي بعض فكل منهم منهك بشدة , انهكته هذه الحياة بحلوها ومرها .
جلس عبد الرحمن الي جوارها لم تنتبه له بل كانت في عالم آخر ، تتذكر كل ما حدث في عقد قرانها علي أحمد ، وكيف تلاقت نظرات كل منهم ايمكن لهذا الحب أن ينتهي ويختفي ، هل أحمد راضي عني الآن ، هل يعي بوجودي حتي ، الله وحدة أعلم .
أما عن فارس فكان هو الوحيد الفرح بهذه الزيجة وهنيء عبد الرحمن بكل حماسة ، تركهم الجميع كي يجلسوا مع بعضهم البعض، لم تنظر سارة نحوه فهي لا تشعر بأي شيء فقط ندم ممزوج بخوف ، كانت تود لو تظل وفيه لذكرى أحمد ، ولكن الأمور خرجت عن إرادتها كالعادة ، فالمضايقات حولها لم تنتهي وشعرت بالخوف الشديد، حتي انهم انقذوا فارس من محاوله اختطاف لطلب فديه ، لأنهم يعلمون جيداً أنها تملك المال ، شعرت بالرعب يتملك منها ولم يساعدها سواه هو .
أما هو فشعر نوعا ما بالفرح ولكنه لم يستطع أن يحدثها أو حتي أن يلمس يدها شعر بنفس الشعور الذي يشعر به عندما يمر بالقرب من شقة أحمد ، وأحس انه لو لمس يد سارة سوف تحرقه لمستها ، بعد فتره لابأس بها استطاع أن يحدثها " سارة " " ها اا ايوة " " أنتِ كويسة؟ " " آها ا الحمد لله " " انا هسيبك الوقتي عشان ترتاحي مش عاوزة حاجه؟ " " لا شكرا " .
ابتسم لها " تصبحي علي خير " " وانت من آهلو " ردت بوهن فهي تذكرت أحمد " تصبحي علي خير يا مراتي " " تصبح علي خير يا جوزي " ، كم كانت سعيدة وفرحة ، تنهدت لقد أخذت كل السعادة مرة واحدة مع أحمد ولم يتبقى لي شيء علي الاطلاق ..... .
_بعد ان عاد الى منزله اخذ قطعه جبن ووضعها بالخبز و كوب من العصير وصعد الى غرفته فلا احد يطيقه بالمنزل بسبب تلك الزيجة التي فسرها كل واحد على مزاجه الخاص فحسام يعتقد انه تزوجها من اجل الورث ، ومحمد لم يستطع استيعاب تلك الزيجة ، وأية حانقه عليه لأنها تعلم أنه أثر علي سارة بشكل ما فهي ليست سعيدة بهذه الزيجة ابدا ، أما هو فلا يهتم بأحد علي الاطلاق تناول شطيرته وشرب العصير وبدل ملابسه وجلس يتوسد زراعه الأيمن وهو يفكر بأنه أخيرا أصبح زوجها وتنهد واغمض عينيه بارتياح .
" فوق يا حبيبي ده جواز صوري علي الورق بس " " الله يحرقك! حل عني بقي!! " " ههههههه مستحيل " " عاوز إيه سبني انا مبسوط يوم حرام بقي " " مبسوط عشان إيه انت عبيط ولا أهبل! " " سارة بقت مراتي " " هههههه ضحكتني وانا مليش نفس! ده انت مبركتش ليها ، دي لو كانت اعده في عزا كانت هتبقى فايقة عن كدة ، حتي الدبلة بتاعه أحمد لسه لبساها في ايدها مشلتهاش " " إيه!! " انتفض من مكانه وجلس " انت مجبتش شبكه ولا دبله ليها أنتِ ناسي ، حتي السلسلة بتعتك قلعتها ولابسه سلسله أحمد دي مش معترفة بيك نهائي ، انت ناسي أن الجواز ده صوري " " لا مش صوري " " يعني إيه انت مش ناوي تطلقها! " " لا طبعاً انا عمرى ما فكرت أطلقها هتفضل علي ذمتي لآخر نفس فيا " " مش عارف جايب الثقة دي منين ، ده انت ممسكتش ايدها حتي هههههه قال جوزها قال! " ، وتركه وسط حنقه ورحل .
***
طرق الباب وفتحته السيدة وفاء ، دهشت عندما رأته " عبد الرحمن! " " انا اسف نسيت اتصل وأقول لحضرتك اني جاي " ارتبكت فهي لم تعتد الوضع بعد ثم أشارت له " أدخل يا بني ده بيتك تشرف في أي وقت " ، نظر بعينه في الشقة " سارة موجودة مش كدة " " اه يا ابني لحظه وبلغها " .
دخل الي الصالون وجلس بارتياح وشعر بسعادة لطالما تمني أن يصبح ذلك المنزل منزله ، وها هو يصبح من أصحابه رسميا ، وبعد برهه وضعت له السيدة وفاء العصير وقالت له " عشر دقايق علي ما سارة تلبس بس " " ولا يهمك يا طنط " .
بعد العشرة دقائق خرجت سارة بكامل ملابسها وحجابها ووقفت أمامه بدهشة " خير يا أبيه في حاجه؟ طنط والبنات كويسين " زم شفتيه وقال لها " أنتِ نسيتي أن احنا اتجوزنا أمبارح يا سارة! " ظلت لبرهة واقفه تفكر في وقع الكلمة عليها صحيح أن عقد قرانها كان البارحة إلا أنها لا زالت تشعر بأنها زوجه أحمد لا هذا الواقف أمامها! ، ردت بوهن " لا بس دة ايه علاقته بسؤالي مش فاهمه! " .
" أولا مينفعش تقولي ليا أبيه تاني خلاص ، لو حد سمعت يقول إيه ، ثانيا أنتِ مراتي من حقي اشوفك وقت ما انا عاوز " .
نظرت له مستغربة وهي تفهم معني كلامه لأول مرة، أهي حمقاء ما! هل كانت منومه؟ ما الذي دهها كي تفعل ما فعلت ؟ ، ثم تذكرت أجل انه الخوف والقلق ليس عليها بل علي أسرتها، خاصه عندما أخبرها والدها بأنه سوف يكون مرتاح كثيرا اذا قبلت بعرض عبد الرحمن .
" انا آسفة " قالتها وهى تنظر إلى الأرض بآسي، رفع رأسها واقترب منها للغاية لأول مرة بحريه وقال بعذوبة وهو ينظر في عيناها " متتاسفيش انا عارف ان الوضع غريب عليكي بس وحدة وحده هتتعودي " ، رجعت للخلف رغم عنها وازدردت لعابها "لما ينظر لي هكذا؟" .
ارتبك هو الآخر ثم نظر للخلف وأتى بعلبه زرقاء كبيره وفتحها أمامها ، نظرت ببلاهة للعلبة وهزت رأسها مستفهمه " دة ايه؟! " " شبكتك " " ملوش لزوم " ، كتم غيظه بصعوبة " لا ليها يا سارة " ، وأخرج الدبلة وخاتم الزواج وأمسك بيدها ، سحبتها سريعا فنظر لها محذرا " سارة هاتي ايدك " " لا انا لابسه دبله وخاتم " ، رد بنفاذ صبر " البيت كله عارف ان دول بتوع أحمد الله يرحمه وكمان أنتِ لابساهم في الشمال يا ريت تراعي شكلي شويا يا سارة " .
مد يده كي تضعها في كفه الضخم إلا أنها ازاحت يدها وراء ظهرها تخفيها عنه وكأنه لن يستطيع الوصول إليها هكذا ونظرت له والدموع تسقط من عيناها وشفتاها ترتعش رغم عنها ، ولكنه لم يشفق عليها ولم يدعها و شأنها واقترب منها كثيراً ومد ذراعه خلف ظهرها وامسك يدها بحزم واخرجها امامه والبسها الدبلة والخاتم رغماً عنها ، وهي تبكي وتتوسل له بدموعها وعيونها إلا أنه لم يعرهما أي انتباه .
ضمت قبضة يدها اليسرى بشدة بالغه ولم تستسلم له وهو يشدها وحتي عندما نجح واخرجها أمامه من وراء ظهرها ظلت مطبقة عليها بشدة زمجر بها " سارة " هزت رأسها رافضه ، فتحها رغم عنها ، وبكاؤها وصل للنحيب وعلا صوته .
لم تنتبه الي أن عبد الرحمن هو الآخر كانت يده ترتعش بشدة وبذل مجهود واضح كي يوقف تلك الرعشة كي لا تنتبه سارة ، وأخذ ينهر نفسه بشدة كف عن تلك الخيالات التي تدور برأسك لا يوجد شبح ل أحمد يقوم بحراسة سارة هذا مجرد وهم من خيالك .
قاومته بكل قوتها ولكنه نزعهم من يدها ووضعهم علي الطاولة بسرعة قبل أن يحترق منهم فهم ل أحمد رحمه الله ، ظلت تنظر نحوهم وهي تبكي " ليه عملت كدة؟ " " صدقيني دة لمصلحتك أنتِ " " انا مش عاوزة انساه هو بالعافية انا بحبه ومش عاوزة أنساه " كتم غيظه وامسكها من ذراعيها وحاول جلب كل الرقة والهدوء الي صوته بأعجوبة وأمسك بوجهها بين كفية " يا سارة اللي مات مبيصحاش تاني أحمد خلاص الله يرحمه " ، وضعت يدها علي أذنها غير مصدقة ، " أنتِ بتعذبي نفسك علي الفاضي يا سارة " " انا مرتاحة كدا انت اللي بتعذبني باللي بتعمله دة " .
لم يقترب في حياته كلها منها الي هذه الدرجة ولكنه لم يتعذب أيضا الي هذه الدرجة من قبل ، ازاحت يده وركضت الي غرفتها باكية تاركة إياه ينظر في الفراغ الذي كانت تملؤه منذ لحظات .
خرج وعندما سمعت السيدة وفاء صوت إغلاق باب المنزل ، ذهبت إلى الصالون ووجدت العلبة التي تحتوي علي المجوهرات ، وخاتم ودبله سارة لزوجها السابق موضوعه علي الطاولة ، امسكتهم وتنهدت بآسي وفرت دمعه من عيناها " الله يرحمك يا ابني " فسارة لم تخبرهم يوماً بنوبات غضب أحمد أو بأي من مشاكلها معه فكان لهم نعم الزوج لابنتهم الحبيبة ........
***
" لا يا أمل مش معايا " رد باقتضاب وهو يقود سيارته ، ثم سمع صوت تكهن أية من بعيد " قولتلك مستحيل تكون معاه " ، عدل سماعه الهاتف بأذنه وقال بنفاذ صبر " هي قالت هتجيلك امتي " " ماما بتقول انها خرجت من قبل الضهر " ، نظر للساعة أنها الخامسة دب الذعر في قلبه " طيب يا أمل اقفلي أنتِ الوقتي " .
أغلقت الهاتف ونظرت ل أية " انا خايفه اوي هي هتكون راحت فين كل دة " " اهدي بس إن شاء الله خير كلي أنتِ يالا " اضطرت أية لإخفاء قلقها علي أختها المريضة ، فامل مرضت كثيراً في ذلك الحمل وكانت تلازم الفراش ، وأية كانت لا تتركها ابدا خاصه انها لازالت في شهورها الأولي .
بعد دقيقة من التفكير دعس علي الفرامل مره واحدة دون وعي منه وسمع السيارات المارة وهي تسب وتلعن فيه ولكنه لم يهتم والتفت بالسيارة وانطلق الي المقابر قبل أن يحل الظلام .
دخل سريعاً وحالما وقعت عيناه علي سارة صعق مكانه تماماً ، ولكن لم تكن سارة الذي صعقه وجعله يجمد مكانه وإنما الشخص الواقف قبالتها وينظر نحوها وهي جالسه أمام ضريح أخيه المتوفي .
" التفت هذا الشخص الذي يرتدي بذله أنيقة سوداء وارتدي اسفلها قميص اسود وترك اول زر مفتوح ويقف بشموخ ويضم قبضة يده اليمني فوق اليسرى ، التفت نحوي وذهب الهواء من رئتاي ، لا يعقل هذا لا يمكن كيف هذا!!! ، إنه أخي تمسكت بالبوابة الحديدية كي لا اسقط أرضا نظر لي أحمد ووجهه لم يكن أكثر بياضا من الآن ، هز رأسه باستنكار لي وازدردت انا لعابي بصعوبة بالغه ، نظر أحمد الي سارة بآسي شديد ، فنظرت نحوها انا الآخر .
هل تراه؟ هل تعلم بوجوده؟! ، كانت مخفضة رأسها ولم تكن تنظر له نظرت نحوه مرة أخرى و لكنني لم أجده" , ذهب نحوها وهو منوم " سارة " " صدق الله العظيم " ورفعت رأسها بهدوء ونظرت له " ايوة يا أبيه " قال بوهن شديد " أمل قلقانه عليكي " ، نظرت في ساعتها " مخدش بالي خالص الوقت عدى بسرعة قوي " ومسحت دمعه فاره ووقفت أمام ضريح أحمد وقبلت قبضة يدها ووضعتها علي الضريح وقالت بحب " ربنا ينور قبرك يا قلبي " وذهبت بهدوء وخرج هو خلفها مباشرة وهو واهن يقسم انه رآه حق الرؤية ولكن سارة لم تره ، أي أنه من خياله "يا اللهي!" أراد أن يطلب من سارة أن تقود هي السيارة ولكنها كانت شاردة وشك في قدرتها.
لملم شتات نفسه المبعثرة وقاد السيارة بوهن شديد ، وبعد فتره قال بهدوء " مش انا قولت معدش ينفع تقولي ليا أبيه تاني؟ " ردت بتلقائيه " بس مفيش حد كان موجود معانا غير أحمد وهو عارف كل حاجة " ، شعر برعب شديد وصمت لم يستطع حتي الحديث معها هي الأخرى .
ذهب وهو صامت بها الي المنزل وحالما دخلا سألتها السيدة نور " كنتي فين يا سارة اتأخرتي ليه؟ " " كنت عند أحمد ومحستش بالوقت " " طيب تعالي أمل هنا " ، نظر حسام بشك نحو سارة الواهنة " أنتِ كويسه؟ " هزت رأسها بهدوء .
وضعت ايه الطعام مع فاطمه وجلس الجميع يأكل بصمت ، نظر كل من محمد وحسام نحو سارة وعبد الرحمن لا يبدو عليهم انهم عقدوا قرانهم منذ أسبوعين ابدا ، ف سارة ترتدي الأسود ولازالت وفيه لذكرى أحمد وحزينة عليه بشدة وهم يعلمون بأن عبد الرحمن يعلم بذلك تري لما تزوجها؟ ولما قبلت هي؟ ظل الأمر محير لكل من بالمنزل.
***
صعدت بخفه علي السلم واخرجت المفاتيح من حقيبتها وبدأت تبحث عن المفتاح المناسب ثم وضعته بالباب " سارة " كان يستند إلى الحائط وعقد ذراعيه أمامه بدي وسيم للغاية ومفتول العضلات ، لم يكن هكذا قبل الآن ويرتدي حذاء رياضي أنيق للغاية وبنطال جينز وقميص رائع لبني اللون ورمي علي كتفه العريض بلوفر وعقد ذراعيه بربطه واهيه ولكنها كانت أنيقة للغاية ، وشعره الأسود الفاحم لم يكن يوماً بتلك اللمعة الرائعة ، ابتسم لها وكشف عن أسنان ناصعة البياض لم تصدق ما رأته وهتفت بلهفه " أحمد " تخلي عن وقفته وضم وجهها بين كفيه ونظر لها بحب وهي الأخرى نظرت له بهيام وقالت وهي غير مصدقه " أحمد انت موجود ، طنط لازم تعرف " واشارت الي الشقة قبالتها " هتعرف بس الأول أنتِ وحشاني قوي يا سارة عاوز أعد معاكي لوحدنا " وأرسل لها غمزة رائعة ، هزت رأسها وهي منومه بسحره عليها ، أشار الي الباب بنظرة " افتحي الباب بس دخلي المفتاح جوا مش عاوز حد يدخل علينا " ضمته بحب شديد وأخذت تتأمله بوله واطاعته فتحت الباب ودخلت وهي ممسكه بيده دخل ورائها ، ثم فجاءه نظر الي في عيني كان يعلم أنني أراه وابتسم ابتسامة شيطانية وأغلق الباب.
انتفض بسرعة وهو يحاول التقاط أنفاسه المعذبة أزاح الغطاء بعصبية بالغه ووقف يلهث ، فتح نافذه غرفته سريعاً يطلب الهواء وكأنه لن يتنفس مره أخرى، مسح حبات العرق المتساقطة على جبينه بشدة وحالما دخل الهواء الي رئتيه تهاوي ببطء وظهره يستند إلى الحائط الي ان جلس علي الأرض.
غطي وجهه بكفيه ألن ينتهي عذاب الضمير؟! ألن ينتهي الشعور بالذنب اللعين؟!! لقد أصبحت زوجتي ، مر عليه شهر الآن يري أحمد تقريباً كل يوم منذ أن رآه يوم المقابر مع سارة وكأنه عرف طريقه إليه ، والأحلام تزداد وحشيه والخيالات أصبحت أكثر .
كان يعلم تمام العلم بأنه بحاجة إلي أن يري طبيب هو ليس بغبي أو واهم لكنه لم يجرؤ علي فعل ذلك ، فإذا ذهب سوف يتوجب عليه أن يحكي كل شيء وهو لا يثق بأحد البته ، ولا يريد لأي كان أن يعرف السر الذي خباءه بين ضلوعه لأربعة سنوات وعاش بمرارة تأنيبه ليل نهار.
مسح وجهه بعصبية ولم ينقصه حقاً ذلك الذي اتي يحدثه " انت السبب في كل اللي بيحصل ده سايب شبحه يلعب بيك " تنهد بآسي شديد " استغفر الله العظيم سبني انا مش ناقص " " اسيبك عشان يلعب بيك الكورة؟ " " ملكش دعوة ده اخويا وانا بحبه " " اه قولتلي اخوك , اخوك اللي انت فنيت عمرك عشانه وضحيت بكل حاجه مستخسر فيك حتي بعد ما مات انو يسيبك ترتاح وانت لسه بتدافع عنه " ، صاح به بغضب " انت عاوز ايه مني الوقتي؟ " " انا عاوز اريحك الحل عندي " " هتعمل ايه يعني ده خيال , شبح ،أحمد خلاص الله يرحمه " " انت اللي سايب شبحه يمشي براحته كل حاجه هنا كانت ليه لسه ب اسمه ، شقته اوضته كل حاجه روحه فيها " واقترب من اذن عبد الرحمن بشدة وتكلم بحيث شعر عبد الرحمن بأنفاسه الكريهة في أذنه وقال وهو يهسهس " أتخلص من كل حاجه متخليهاش تحس بروحه عشان تنساه " .
وابتسم الشيطان لنفسه لقد فعل ما يريده تركه ومضي . وهذا الأخير اخذ يفكر ما الذي يمكن أن يفعله كي يتخلص من شبح أحمد الذي يطارده ليل نهار؟! .
_ رآها وهي تدلف الي الحديقة من شرفه المنزل وسعد كثيراً ظل يراقبها الي ان اختفت ثم خرج بهدوء كي يستقبلها ولكن حالما رآها ذهبت البسمة من علي وجهه ، لقد كانت تفتح باب شقتها ولم تعلم بوجوده ، نظر حوله في كل مكان شعر بأن أحمد سوف يظهر في أي وقت الآن مثل الحلم وحالما انتبه الي ان هذا مستحيل كانت هي دلفت وأغلقت الباب خلفها ولم تعلم بوجوده حتي .
ظل متسمرا مكانه من الغضب فترة ثم أخرج يده من جيبه وتوجه نحو الشقة وهو غاضب لقد أتت وكل ما فعلته هو الدخول الي شقه أحمد ولم تهتم لأي شيء آخر ، ضغط الجرس أكثر من مرة و بعد برهه سمع صوتها علي السلم ، يعلم تمام العلم ما تفعله ولكنه لن يسمح بذلك من الآن سوف يصبح هو زوجها لا أحمد .
تأكدت شكوكه حالما فتحت الباب وهي دامعه العينين وعندما اشتم الرائحة المنبعثة منها سب ولعن عدة أشياء في نفسه ثم زمجر بها " أنتِ كنتي بتعملي إيه؟ " هزت كتفيها بلا مبالاة " كنت اعده فوق " مد يده بصعوبة بالغة وجذبها نحوه الي خارج الشقة اللعينة وزمجر بها وقال من بين أسنانه " اعدة بتعملي ايه؟ " دمعت عيناها " انت دخلك ايه سبني في حالي " وحاولت الرجوع الي الشقة مره اخري ولكنه جذبها بعيداً عن الباب بعنف و اوصد الباب واغلقه بالمفتاح وسحب المفتاح ووضعه في جيبه " انت بتعمل إيه! هات المفتاح " وذهبت لأخذ المفتاح منه ولكنه جذبها من ذراعيها وزمجر بغضب " مفيش دخول الشقة دي تاني " بكت بشدة " لا انا لازم ادخل جوا هات المفتاح " " أنتِ إيه! حسي بقي شويا مش مكسوفه أنتِ علي ذمتي وبتنامي وف حضنك هدوم واحد تاني " صعقت سارة منه ، فقال لها بقرف واضح " البرفان بتاعه مغرقك أنتِ مراتي فاهمه واللي بتعمليه دة اسمه خيانة " هزت رأسها غير مصدقه " لا الجواز ده صوري انت قولت كدة " " انا مقولتش كده " صاحت به " لا قولت " ، تمالك غضبه وصمت ولكنها لم تصمت وصاحت " هات المفتاح دلوقتي حالا " " المفتاح ده معتيش هتشوفيه تاني ابدأ والشقة دي متحرم عليكي دخولها أنتِ فاهمه ولا لاء " بكت بشدة وغطت وجهها بيدها وحالما ترك ذراعيها ركضت الي داخل شقه السيدة نور ، صعد عدة سلالم وأخذ يزفر الهواء بعنف وامسك برأسه من تلك العاصفة التي تمر به ، بعد أن هدأ قليلاً ندم علي صياحه بها هكذا وقرر أن يطيب خاطرها ويكلمها بهدوء أكثر .
دخل وتوجه الي حيث تجلس الأسرة عدى والده فهو في زيارة لعدة أيام لمنزل عمه خارج القاهرة ، بحث بعينه فلم يجدها " هي سارة فين! " لم يجبه أحد سوي محمد " طلعت فوق وأية طلعت تشوفها " ضغط فكيه بشدة وصاح قائلا " يعني مفيش فايدة فيها " وركض الي الأعلى ، ذهب خلفه حسام ومحمد وقف أمام غرفه أحمد ولم يستطع دخولها ، بينما هي كانت مرتميه علي السرير تضم الوسادة خاصته وتبكي بشدة وأية تحاول تهدئتها.
" اطلعي من عندك " صاح بها ، ارتعشت سارة ولكن ايه زمجرت به " بتزعق ليها كده ليه ؟ " " بقولك اطلعي يا سارة " صاح بها أكثر من الأول، استغرب محمد كثيراً من عبد الرحمن الذي يبدو وأنه يخشى دخول الغرفة .
قالت سارة من بين شهقاتها " هات المفتاح حاجه أحمد جوا " ثار عبد الرحمن كالثور الهائج، وركض الي الداخل حيث يوجد كرة كرستال تضع بها السيدة نور مفاتيح المنزل كله وأخذ كل مفاتيح شقه أحمد أو أي شيء يخصه ، ثم ذهب ولوح لها بعصبية بالمفاتيح " الشقة معدتش هتتفتح تاني أنتِ فاهمه ولا لاء " .
صعدت السيدة نور وهي تبكي وأمرت عبد الرحمن بحزم " هات المفاتيح " قال بحزم مؤكداً علي كلامه " الشقة مش هتتفتح تاني نهائي " صاح حسام به " انت اتجننت يا عبد الرحمن بتكلم ماما كده ازاي؟! " ، لم يعره أي انتباه وصاح بسارة " اطلعي برا الأوضه دى حالا " هزت رأسها بشدة رافضه " دي اوضه أحمد " صاح بغضب " اطلعي احسنلك " " لا دي اوضه أحمد وانا هفضل معاه ومش هسيبه أبدا " صاح بها وبالجميع بعد أن فقد كل أعصابه " أحمد ماااااات " .
بكت سارة بشدة هي والسيدة نور وكأنهم علموا حالا بخبر الوفاه ، سحب نفس عميق ودخل الغرفة بصعوبة وجرها بشدة وعنف الي خارج الغرفة ولم يستمع إلي صراخ أية به وقذف بها الي غرفته التي تجاور غرفة أخيه رحمه الله وأغلق باب الغرفة بالمفتاح وصاح بالجميع " إياك اشوف الأوضه دي مفتوحة تاني " ركضت سارة الي باب غرفه أحمد وأخذت تطرق الباب بشدة وعنف وتصرخ باسم أحمد وتستجديه وكأنه سوف يفتح الباب ويجيب صاح به حسام " انت بتعمل فيها كده ليه؟! " .
حاولت أية ومحمد تهدئته سارة ولكنهم لم يفلحوا ابدا ، وكأنها خرجت عن صمتها أخيراً ، فمنذ وفاة أحمد وهي صامته وتبكي وتقرأ القرآن له وتدعو له ولا تفعل شيء آخر ، لم تصرخ لم تخرج ما بداخلها من حنق علي هذا العالم البالي الذي يفعل بها الأفاعيل و حرمها من حبيب قلبها .
ذهبت الي عبد الرحمن وأخذت تضرب صدرة بقبضتها " حاجه أحمد جوا هات المفتاح عشان اجبها " أحكم قبضته علي ذراعيها وصاح بها " معتيش هتلمسيها تاني ابدا فاهمه ولا لاء " " لا مش ممكن " " من بكرة المهندس هايجي وها تيجي عشان نبدأ شغل في الشقة فوقي بقي لنفسك شويا " صرخت به " الشقه هتفضل زي ما أحمد عملها محدش هيلمسها ابدا واللي هيقرب ليها هموته أنت فاهم " ثم صرخت بحرقة " انت عاوز تمحي حاجته مش هتعرف ومش هسمحلك وحتي لو عملت كدة أحمد هيفضل علي طول هنا " واشارت الي قلبها " وهنا " واشارت الي عقلها .
زمجر بها وضغط ذراعيها بشدة أكبر " دي مش شقتك ، شقتك فوق يا هانم " " لا انا مش هتجوزك " " مش بمزاجك انا جوزك اصلا " جمدت سارة مكانها وكأنها اول مرة تعلم ذلك واستغرب الجميع رد فعلها هذا ، حتي عبد الرحمن أشفق عليها وتركها وفرك وجهه بشدة ثم وأخيراً نطقت بوهن " بس انت قولت أن الجواز ده صوري " ، شهق الجميع الآن ونظر عبد الرحمن الي نظراتهم التي تخترقه بغير شفقة أو رحمه ولكنه قرر انه لم يعد لديه شيء يخسره فهو خسر كل شيء وخسر الجميع منذ اللحظة التي قرر أن يتزوج فيها سارة.
قال بهدوء شديد " الفرح بعد شهر يا سارة اول ما الشقة تخلص " هزت رأسها رافضه بوهن شديد وقالت بتوسل له وهي تشير إلى نفسها " ازاي أنا مرات أحمد؟ " كان الجميع مصعوق لطالما شكوا بهذه الزيجة ، يبدو ان شيء ما يحدث هنا ، صاحت أية بهستيرية " إيه اللي انتو بتقولوه ده؟ انتو اتجوزتوا ليه؟ " وامسكت سارة وهزهزتها " اتجوزتيه ليه يا سارة؟ " كانت سارة مصدومة قالت وهي منومه تتمتم بكلمات غير مفهومة " الورث ، الناس ، فارس كان هيروح " وتراجعت إلي الوراء ووضعت رأسها علي باب غرفة أحمد وبكت بهدوء ونزلت ببطيء إلي أن جلست على الارض وهي تسند رأسها إلي الباب .
ذهب حسام ينهر عبد الرحمن " انت عملت إيه ، أنطق؟" لم يجبه عبد الرحمن بشيء بينما جلس محمد الي جوار سارة الباكية " سارة حاولي تهدي شويا وفهمينا في إيه " ردت بوهن " أنا مرات أحمد هو ضحك عليا " واخذت تبكي .
كانت أمل تسمع كل شيء من الأسفل وتبكي لحال أختها ولكنها لم تستطع الصعود وقد نال منها الإعياء بشدة أسفل السلم نزل حسام راكضا لها هو و أية واخذوها إلي الحمام.
اما السيدة نور جلست علي السلم وهي تحمد الله " الحمد لله ان ابوكو مش هنا كان راح بحسرته علي اللي ابنه الكبير بيعمله " وارخت رأسها علي الحائط وقالت بوهن وحرقة " اه يا حبيبي مشوفتش يوم حلو من يوم ما سبتني يا أحمد " وحدثت نفسها " طول عمره غلبان علي طول كان يتعب و هو صغير ، علي طول فرحته كانت ناقصه ولما كبر وشوفتو قدامي عريس عمل حدثه دمرت جسمه وخلتو كفيف وبعدها بشهر قلبه اتكسر بعد اللي حبها ما سبتو وفضل عايش في الضلمه لوحده ، ولما فرحت بيه أخيراً راح ملحقتش اشبع من حنيته ولا من نظرته ، ملحقتش اشبع منه ، ملحقتش افرح بيه ، يا رتني كنت مكانك يا بني يا رتني كنت مكانك ، بس خلاص الوقتي انت عند الكريم ، الوقتي انت عند الرحمن اللي مفيش احن منه ربنا ينور قبرك ويغفر ذنوبك ويرحمك برحمته ويصبر قلبي علي فراقك اللؤي يوم اللؤي يا حبيبي " وتنزل دموع حزنها علي فراق فلذه كبدها ، كانت تشعر بمرارة كبيرة لفقدها ابنها الحبيب وما فعله عبد الرحمن بسارة زاد من تلك المرارة ، إنها تخص أحمد وهي ليست مقتنعة ابدا بهذه الزيجة .
تركهم وذهب ، وذهبت سارة هي الأخرى إلا أن محمد لم يتركها وأصر علي إيصالها ، أما عن المنزل فقد ظل غارق بأحزانه لا جديد ..... .
_ بعدها بعدة ايام كان عبد الرحمن بمنزل السيد شاكر وبعد التحدث مع السيد شاكر قليلاً الذي أخبرته سارة برغبتها بفسخ عقد قرانها مع عبد الرحمن ، وبعد الكلام المشاورات دخل السيد شاكر الي سارة " سارة يالا اطلعي عشان تعدي مع عبد الرحمن شويا " اتسعت عيناها دهشة " هو مطلقنيش؟! " " سارة يالا من فضلك " وتنهد بشدة فهو مرهق من كثرة التفكير ، هو يعلم أن ابنته لا تزال تحب أحمد ولكن الي متي؟ لقد مر حوالي العام وحالتها سيئة وحزنها غير عادي وبعد أن وعده عبد الرحمن إنه سوف يدير باله عليها ، وأن سارة تمر بنفس ما مرت به عندما تهجم عليها عليِ :
" حضرتك امرتنا كلنا أننا نعاملها عادي عشان تخرج من حالتها دي وانا شايف إننا لازم نعمل كدة الوقتي عشان تفوق من اللي هي فيه ده " .
كما أنه يثق بعبد الرحمن كثيراً ويطمئن علي سارة معه ، حتي وإن استغرب من رغبه عبد الرحمن الشديدة في الزواج من ابنته فهو فسرها علي إنها من رائحة أخيه الحبيب ، فهو يعلم كم كان يعشق أخوة .
خرجت علي مضض وهي تنظر له بغضب وحالما ذهب والدها نظرت له شزرا " انت مطلقتنيش ليه؟ " كان عبد الرحمن مصر كل الإصرار على أن يؤثر عليها ويجعلها تنفض تلك الفكرة ، قال لها بوهن وحب " ازيك يا سارة وحشتيني " زمت شفتيها " انت هتطلقني ولا لأ! " حاول جذبها من ذراعيها ولكنها صاحت به " متلمسنيش " ، تمالك نفسه " طيب تعالى اعدي انا عاوز اتكلم معاكي شويا بس " كان يحاورها برقة وكأنها طفله في الروضة ويريد أن يفسر لها شيء ما ..... .
" انا عاوز أسألك سؤال يا سارة " عقدت زراعيها أمامها ولم تنظر له ، أدار رأسها برقة نحوه " تفكري لو أحمد شايفك أو حاسس بيكي هيبقي مبسوط من حالتك دي! " ، لمعت عيناها عندما فكرت في الأمر ايمكن هذا؟ هل يراني أحمد الآن؟ .
" أنتِ مش شايفه نفسك يا سارة بقيتي عامله ازاي وشك وعينك شكلهم مرهق أوي ليه عامله في نفسك كل ده؟! " ارتعشت شفتيها ودمعت عيونها " أحمد وحشني قوي محدش حبني قبل كده غيرة هو " أراد أن يبوح بكل شيء لها الآن ولكنه أمسك نفسه بصعوبة إذا فعل ذلك سوف يخسرها عليه بالمضي قدما في خطته " ووحشني قوي أنا كمان وماما وحسام وكلنا أحمد وحشنا قوي " انتبهت له أخيراً ، " أحمد كان بيحب مين وبيثق فيه اكتر حد يا سارة؟ " " حضر... انت " وضع وجهها بين كفيه " سارة انا عمرى خذلتك في حاجه أو سبتك لوحدك أنتِ أو أحمد؟ " .
هزت رأسها بوهن نافيه " طيب ليه خايفه مني ، انا بعمل كل ده عشان مصلحتك أنتِ " بكت ، " بس انت خدت المفتاح وقفلت علي حاجه أحمد " عض شفتيه رغماً عنه واقترب منها وامسك بكلتا يديها " يا سارة ده عشانك أنتِ صدقيني أنتِ بتعذبي نفسك وبتفكري نفسك بيه كل دقيقة عشان كده مش قادرة تتخطى حزنك عليه والحاجات بتاعه أحمد والشقة بيفكروكي بيه جامد وأنتِ بتتعبي بعدها ، صحيح بترتاحي لحظه لكن بتتعبي بعدين لازم تبقي قوية وتحاولي تنسي " " بس انا مش عاوزة انساه " ، أمسك رأسه وغطي وجهه من أين له بالصبر كي لا يصرخ بوجهها " افيقي ايتها البلهاء أن الرجل الذي تكنين له هذا العشق والحب ... ولكنه أزاح كلمات الرسالة من رأسه فهو قرر حفظ سيرة أخيه بعد وفاته كما أنه لا يستطيع أخبارها ، سوف تنهار وتنتهي وليس من العدل أخبارها .
" مش ده قصدي بس أنتِ مش بتعملي أي حاجه فى حياتك غير كده " بكت بشدة وقد احست أن عبد الرحمن الجالس أمامها هو القديم الذي كان عوناً لها .
" يا أبيه انا بقالي تلات سنين واكتر مش بعمل حاجه فى حياتي غير أني اهتم بيه بأكله وشربه ، لبسه ، اهتم بيه واسليه تقريباً معاه 24 ساعه وحتي لما مش بنبقي مع بعض كان بيكلمني علي طول علي التليفون وفجاءة مش لاقياه حوليا وكلكو بتلوموني ، طب أزاي قولي أزاي 3 سنين مفترقتش عنه غير وقت النوم وبس حتي كنت بحلم بيه وبفكر فيه وانا نايمه ، انا مش عارفة اعمل إيه؟ أنا كنت بعمله هو كل حاجه " وبكت بشدة " ضممتها الي صدري ولم تمانع ، أعلم جيدا إنها تضم عبد الرحمن الأخ لا الزوج لكن لا يهم لقد ظلمتها ، إنها محقه كل الحق لقد عاشت له فقط ، لقد كان الزوج والابن والأخ والحبيب وكل عالمها يدور حوله هو فقط ، وأنا أريد أن انزعها من عالمها رغماً عنها كيف؟! كيف وانا خير من يشعر بها ، خير من يعلم الأمها لأنه يكوي بنارة إلي الآن " .
لمحهم السيد شاكر وهو مار ورأي سارة تبكي بحضن عبد الرحمن ، كان واثق من أخلاق عبد الرحمن وكان يعلم أنه هو الوحيد الذي سوف يساعد ابنته علي تجاوز تلك المحنه .
لم يرد عبد الرحمن لسارة أن تذهب من حضنه أبدا، ضمها إليه أكثر وأخذ يربت علي ظهرها كي تهدأ، وتمتم بصدق حقيقي " انا آسف يا سارة سامحيني " نظرت له وللدموع التي تلمع بعينه وهزت رأسها موافقه .
جذبها مرة اخرى إلي حضنه ولكنها اعتدلت في جلستها وسحبت يدها من يده ومسحت دموعها، لقد استعادت وعيها ولن تفعلها مرة أخرى هو أكيد من ذلك .
***
كان الحفل بسيط للغاية ورفضت سارة كل المحاولات هي والسيدة نور كي يقام الفرح بقاعه , رفضوا فكره القاعة أصلا .
الح عليها ان ترتدي فستان الزفاف ولكنها لم تستجب له , لقد راها مرتان بالفستان ولكنه كان متشوق لان ترتدي الفستان له هو , كانت جالسه حزينة هو اكيد من ذلك فالزفاف موعده قريب جدا من الذكري الثانوية الاولي لوفاه أحمد ,"ان شبحه سوف يطاردني الي مالا نهاية" .
كان الجميع هادئ , بالكاد وافقت علي ارتداء ذلك الفستان الذي بالكاد هو الاخر يقترب الي فستان سهرة , نظر اليها بجواره وشعر بالغصة عندما تذكر منذ اسبوع .
" كانت بالشقة تضع اغراضها بالخزانة كانت وحدها وفي الحقيقة , كنت وحدي أنا الآخر افعل كل شيء بمفردي فلا يوجد أحد فرح بهذه الزيجة وتذكرت زيجة أحمد وحسام ومحمد وكيف ساعدتهم بتوضيب المنزل وأهدتهم الهدايا ,لكنني كنت وحدي تماما في كل شيء هكذا حالي دائما " .
وتذكر مرة اخري رغم عنه , دخل الي الشقة ولم تشعر به , جلست علي السرير تستريح بعد ان وضعت ملابسها بالخزانة , " ذهبت نحوها وابتسمت لها وجلست الي جوارها وسألتها برقة" " إيه رايك في الاوضة " هزت رأسها بوهن ووقفت واغلقت الخزانة وهمت بالخروج ولكني سددت عليها الطريق واضعا كل ذراع علي حافتي الباب " " راحة فين؟ أنتِ اتحبستي هنا خلاص " رجعت الي الوراء ودب الرعب في عيناها ," عاوزة انزل " " تؤ لازم تدفعي تذكرة مرور الاول " , صرخت بي فجأة " عديني عاوزة امشي من هنا " " سارة اهدي انا والله ..." " عبد الرحمن!! " جاء الصوت الغاضب من خلفي من والدتي التي رأتني وانا اسد الطريق علي سارة , التفت لها وحالما ازحت يدي ركضت سارة لتبكي في احضانها وامي نظرت لي شزرا بشدة .
اخذتها ونزلت بها الي الأسفل وتركتني , اقسم انني لم اكن انوي فعل أي شيء لها , انا فقط كنت امازحها كي تضحك ولم اتخيل ان ترتعب مني كل هذا الرعب .
_انتهي الواقع السخيف , اجل فانا لا استطيع ان ادعوه بحفل فهذه اهانة بالغه للكلمة , واذا كان قاموس اللغة العربية رجل لاطلق علي النار لأني اهنت هذه الكلمة شر اهانة .... .
بكت بشدة عند وداع والدتها ووالدها والجميع ينظر نحوي شزرا واعلم ان هذا غريب ولكني قاومت رغبة ملحه في الضحك بشكل رهيب حتي اني غطيت فمي كي لا يفضح امري تخيلوا معي هذا عريس يضحك يوم زفافه !!! , لو فعلت ذلك لربما كانوا اطلقوا النار علي !! .
بارك الله في فارس الصغير جاء وركض نحوي واصبح بإمكاني الضحك الآن حملته وضحكت له بمرح والآن فقط ولأول مرة بحياتي كلها استطعت فهم معني كلمه " هم يضحك " فبالرغم انني احمل هموم وتعاسة العالم الا انني اضحك ولا اعلم كيف هذا؟ ... .
صعدنا بالمصعد وعيون الجميع تنظر نحوها بشفقه ولي نظرة شر , اقسم ان محمد منع أية من غرز السكين بعنقي عدة مرات هذه الليلة , يجب ان اشكره بالغد , اما أمل كعادتها تمسكت بحسام ونزلت دموعها بهدوء ... .
نهاية الفصل
Please vote if you like it 😍 😊
أنت تقرأ
مذكرات حائر الجزء الأول "الحلم المستحيل" بقلم هالة الشاعر
Любовные романы_ خلعت الدبلة وخاتم الزواج كي تنظف الأطباق , أنهم لا يعنوا أي شيء لها ولكنها تخشي أن تغضبه ولا تريد إعطاءه فرصة كي يؤلمها مرة أخري, لكنها نسيتهم بالمطبخ تلك الليلة وصعدت الي غرفتها, وحينما رآهم وهو يشرب جن جنونه, صعد وطرق الباب بعنف فتحت له الباب وك...