الفصل " العشـــرون "
" أخــــــــــــــــــــوة "
دخل حسام كالمعتاد وقت الغذاء ، وجد الغذاء جاهز ولكن لشخص واحد ، التفت فلم يجد أمل في أي مكان ، صعد كي يبدل ملابسه في الغرفة التي اعدتها له وعندما نزل وجدها في المطبخ تتناول الطعام وهي جالسه علي احدي كراسيه العالية ، نظر نحوها مطولا ولكنها لم تلتفت له ابدا ، ذهب وتناول طعامه وهو يفكر ما الذي بها؟ انها كانت تنتظر كل يوم هنا وتأكل معي ، صحيح لم نكن نتكلم كثيرا ولكن عندما كنت اسالها كانت تجيب ، وها هي لا تنظر نحوي حتي ، هل ملت هذا الوضع؟ حسنا أنا لا الومها .
انتهت من تناول الطعام وغسلت الاطباق وحضرت مشروب دافئ ، وجلست امام التلفاز باسترخاء ، كانت هذه احدي القواعد التي وضعتها لن اختبئ بمنزلي بعد الان .
شعر بالخجل فهي كانت تصعد وتغلق باب غرفتها، ما الذي يفعله؟ هل يجلس معها ام يصعد هو؟ ، رفع أطباقه ونظفها وصعد الي غرفته يجيء ويذهب وظل بها هكذا فترة " اووف انا هعمل هنا إيه كل الوقت ده ، انا هنزل بقي انا هموت من الزهق " حدث نفسه بهمس .
عندما نزل وجدها مستلقية بحرية علي الأريكة وتمرجح قدميها وهي تقرأ شيء ما علي الجهاز اللوحي ، ابتسم لمنظرها هذا فهي تشبه الاطفال العابثون بأقدامهم ، فكر بأن يمزح معها فاطل سريعا من اعلي الأريكة " بتعملي إيه؟ " نظرت نحوه ببرودة لأنه فاجأها ثم اكملت قرأه بجهازها وهي تمرجح قدميها ولم تعره أي انتباه .
استغرب كثيرا ونزل الي منزل والدته وهو يفكر " هو إيه اللي قلب حالها كد؟ " وعندما نزل الي الاسفل ، جلست أمل تتأمل الباب المغلق خلفه وهي تتذكره وهو يقول " انا اسف يا أمل ، بس انا حاسس اننا اخوات وللأسف معرفتش مشاعري دي إلا يوم الفرح " وبعدها ركضت هي من امامه ، توعدته " مااااشي اما اوريك بقي يا استاذ حسام الاخوات بيعملوا إيه؟ " .
ظلت أمل هكذا حوالي الشهر تقريبا تتجاهله وكل عدة ايام كانت تنزل لشرب المياه ليلا وهي تعلم جيدا انه يشاهد التلفاز بالأسفل كانت تترك شعرها مسدول ومشعث ولكن بشكل محبب وتنزل عاريه الاقدام بمنامتها القصيرة وتأخذ كوب مياه دون ان تعره أي انتباه ، بدا يحيره الامر فعلا لما هي مختلفة هكذا؟ وكان يتأملها كل ليله تنزل فيها وهي ناعسه ويشعر بشيء غريب وحاول التكلم معها مرة وادعي انه يأتي بكوب عصير من الثلاجة ، ولكنها شربت كوب الماء وصعدت دون ان تعره أي انتباه وتركته وسط حيرته .
_ وبعد مرور شهر من التجاهل التام له ، دخل الي المنزل وهو متعب من العمل خلع سترته بإرهاق وتعلق نظره كالمدهوش علي اول السلم ، يا اللهي من هي هذه الفتاه التي يري؟ لم يصدق نفسه لقد تحولت أمل الطفلة البريئة التي يراها اخته الصغرى الي سيدة بارعة الجمال ممشوقة القوام ، نزلت بهدوء علي السلم بكعب عالي رائع لم يكن راها من قبل بمثل هذا الكعب وترتدي فستان بيج قصير رائع ملفوف حول جسدها وعاري الاكمام اظهر لون بشرتها البيضاء بنقاء وصفاء غير عادي وشعرها الفاتح تركته يسدل علي كتف واحد وهناك غرة رائعة جعلتها غاية في الجمال واللون البني الرائع علي شفتيها وطريقه رسم عينيها .
انها مذيعه ما او ممثله مشهورة او زوجه سياسي او أي شيء عدي الطفلة التي كان يراها كانت مخفضة نظرها ولم تعره أي انتباه كالعادة ، ترك الطعام وذهب اليها في المطبخ وهو كالمنوم ، كانت تعد حلوي ، تكلم بصعوبة غريبة " هو أنتِ خارجه فين؟ " نسي تماما انها محجبة وانها لن تخرج هكذا ابدا .
لم تنظر له واستمرت بأعداد الاكواب ، يا الهي ما هذا العطر التي تضعه؟ من هذه الفتاة بحق الجحيم؟! ، انها لا تشبه أمل بأي شكل من الاشكال ، امسك ذراعها " أمل من فضلك ردي عليا " يا الهي ان ذراعها في غاية الرقة والنعومة ، سحبت ذراعها منه ثم اعطته كرت مكتوب به " من فضلك أتغدى بسرعه عشان البنات جاين الوقتي " ، " اقدر افهم مش بتتكلمي معايا ليه؟ " ، نظرت له نظرة جعلته يزدرد لعابه وسال نفسه " ما هذا السؤال الغبي! " .
جلس الي الطاولة يتناول الطعام وهو يتابعها بكل حركة تقريبا ، وعندما انتهي اتت ورتبت الطاولة ثم وضعت كرت اخر امامه " يا ريت تجهز عشان البنات عاوزين يباركو لينا وبعد كده تنزل لانهم هيتكسفوا يعودوا وانت موجود " .
وقفت امام المرآه بالصالون ترتب هندامها وتسوي احمر الشفاه وهو مصعوق من انها تتصرف هكذا ، كصافي والفتيات التي اعتاد رؤيتهن في النادي وليست الطفلة التي عرفها والتي تخجل ويحمر وجهها بأبسط الاشياء ، وبعدها سمع جرس الباب ، تأكدت من هندامها مرة اخري وتحولت الي فتاة اخري تماما عندما فتحت الباب .
" بنات وحشتوني اوي " اخذن يصحن ويهللن ولم ينتبهن الي وجوده وهي كانت فرحه للغاية وصمتن بخجل عندما رأين حسام ، سلم عليهن بابتسامته المعهودة واحاط خصرها بذراعة ، فهو يريد مشاكستها قليلا " طيب يا امل انا نازل شويا يا حبيبي مش عاوزة أي حاجه " " لا يا حبيبي ربنا يخليك " وسوت له بذلته ، ومنحته ابتسامه ساحرة ، طبع قبله علي وجنتها والفتيات الخمس اللاتي قدمن للزيارة كن هائمات تماما وقلن معا في نفس الوقت " هييييييح " انتبه حسام لهن " نورتونا يا بنات وتشرفت بمعرفتكو ، اعتبروا البيت بتكو " ، ومضي نحو الباب وهي تهتف بسعادة " يالا يا بنات عشان افرجوا علي البيت " وبعدما اغلق الباب وجد سارة وآية يصعدون علي السلم معا ، كانت آية ترتدي اسدال الصلاة ولكنها ترتدي حذاء عالي جدا بالنسبة لكونها بالمنزل وكذلك سارة ارتدت فستان ما وعلي كتفها شال غريب ،فعلم انهن مثل أمل وتأكد من زينه وجوههم " ازيك يا حسام " قالتها كل منهن ودلفت آية سريعا الي المنزل وسالته سارة " البنات جم مش كده " " اها ، سارة من فضلك اه .. احم . بوصي هو مش انتو محجبات طب ازاي بتعرفوا تلبسوا كده يعني ، احم ..زي امل جوا كدة " كان متوتر للغاية .
عقدت سارة ذراعيها " احنا محجبات صحيح ، لكننا بنات بنفهم في الذوق وبنحب اللبس والميك اب " " بس محدش بيشوفكوا كده خالص " " طبعا لاء بنلبس كده في البيت بس ، ولما بنتجمع كبنات بس بنلبس ونعمل شعرنا ونتبسط إيه المشكلة في دة ؟! " " لا انا بس استغربت متوقعتش ان أمل ممكن تعرف تعمل كدة " سألته سارة بمكر " يعني عجبتك! " " اها اكيد ... اممم انا لازم انزل " ونزل سريعا ...... .
*** ***
" ههههههه " " يعني يا سارة بالذمة قالك كدة يعني اعجب بيا تفتكري حبني! "
" يــــــا رب الصبر! حب إيه يا هبله اللي لحق يحبه ليكي بس الوقتي! وحتي لو حبك احنا اتفقنا علي إيه ، يا امل مش لازم نتسرع ابدا وإلا هنندم " " حاضر " قالتها بخضوع .
انها تتعذب وتبكي كل ليله تقريبا علي حالها ولكن لن تفقد الامل ولن تصمت عن الدعاء كي يسخر الله لها قلب زوجها ، فقلبها لازال لا يريد سوي شيء واحد انشاء عائله والتمتع بمحبه زوجها وأولادها .
اصبحت أمل لا تتحاشي الجلوس معه بل تجلس في أي مكان تريده وانما لا تعره أي انتباه ولا تنظر نحوه حتي ، وهذا الفعل اثار حفيظته كثيرا فلم يعرف ما العمل!
وجاءت الخطوة الثانية :
فوجئ بأمل توجه له الكلام لأول مرة منذ مدة " انا خارجه مع البنات لو جعت في اكل في التلاجة ابقي سخنه " ، وصعدت الي غرفتها وبدلت ملابسها ونزلت امامه وتركته وهو مدهوش فهي لم تخرج ولو لمرة وقد قاربوا علي الشهرين معا لم تخرج إلا لزيارة والدتها او مع سارة لجلب اغراض المنزل .
نزل خلفها وسار بسيارته بهدوء الي ان وصلت الي مطعم مفتوح علي النيل مباشرة وانتظرت علي طاولة وطلبت عصير ، وشعر بالغضب يأكله ولم يعلم لماذا؟ وبعد عشرة دقائق بدأت الفتيات يتوافدن ، كانوا اربعة ظل يراقبها وهي سعيدة معهم وتأكل بمرح وبعد ذلك اتي شخص سلم عليهم واخذ يدردش مع واحدة منهم وقال شيء جعل الفتيات تضحك بشدة ، عض شفتيه من الغيظ اراد الذهاب وجلبها من هناك ، لم ينتبه الي نفسه انه ظل واقف طوال الساعة والنصف يراقبها ونهر نفسة بشدة " وانا مالي ومالها ، ايه اللي جبني هنا! " استأذنت وهمت بالخروج وهي تتحدث بالهاتف ، تري من الذي تحدثه! فر راكضا تقريبا نحو سيارته.
_ " أنتِ متأكدة يا سارة انو هنا؟! " " ايوة يا بنتي والله انا نزلت وراة جري ولقيته نزل ودخل وراكي وبعدها رجعت عشان احمد وهو لسه مجاش اكيد عندك " " طيب انا راجعه خليكي رقبي الجو كده شوفيه هيروح ولا لأ ؟ " .
" أنتِ يا بت يا اوزعة " جاءها صوت احمد من اعلي السلم " ايو يا بيبي " نزل السلم وهو يتكلم " أنتِ فين كده انا عاوز اعرف! في حاجات غريبة كده الايام دي ، من ساعة ما اخواتك جم البيت ده وانا مش عارف اتلم عليكي ".
دخل لها الشرفة وضمها الي صدرة وقبل راسها عاندته بمرح " عاوز ايه يا غيران ؟ " " عاوز اقفل عليكي واحبسك ومتخرجيش تاني ابدا " قبلته وهي تضحك " هتخطفني ؟ " " ههههه انا خاطفك اصلا بس أنتِ اللي مش واخدة بالك عشان عبيطه " وضحك الاثنان معا وجلسا علي الأرجوحة بالشرفة وهو يضمها ويتحدثون معا بحب .
يا الهي كم هو حنون ، همست لنفسها " يا رب ياااااا رب يا أمل متتحرميش من حب حسام وحنن قلبه عليها يا رب ، يا رب أمل مدوقش اللي شوفته مع علي " .
دخل حسام الي الحديقة بالسيارة وراقبته وهو يصعد راكضا الي الأعلى ، راسلت اختها " حسام جه " وما هي إلا دقائق حتي نزلت أمل هي الأخرى من سيارة الاجرة ، صعدت أمل وحاولت مسح أي تعبير عن وجهها ولم تتفاجأ عندما وجدته بالشقة ، فهو ركض وقفز فوق الأريكة واخذ يلتقط انفاسه وامسك بجهاز التحكم وادعي انه يتابع شيء ما .
صعدت الي الأعلى مباشرة دون ان تعيره أي انتباه ، اغتاظ كثيرا فهي كانت تضحك وتأكل بشهية منذ قليل ، وعندما راته تجهم وجهها .
صعد الي الأعلى ولم يطرق غرفتها بل دخل حانقا ، وصاحت هي بوجهه لأنها كانت تبدل ملابسها ، تراجع قليلا وارتدت هي ملابسها سريعا " انت ازاي تدخل كده انت نسيت نفسك! " " كنتي فين ؟ " " اظن قولت لك قبل ما اخرج " .
كان كل منهم غاضب وحانق علي الاخر بشدة " مع مين؟ " " وانت مالك! " امسكها من ذراعها " كنتي مع مين بقولك " نزعت يدها منه " انت اتجننت سيب ايدي " " انطقي يا أمل انا بحذرك ! " " مع شله الجامعة" وصرخت بصوت أعلي "اخرج بره الوقتي " " والشلة دي ولاد وبنات ؟ " " وانت دخلك إيه ؟ " " انا جوزك يا هانم مش كيس جوافة ولا نسيتي " " لا منستش بس واضح انك انت اللي نسيت يا حسام احنا اخوات فاهم ولا مش فاهم " وصاحت به " اخرج برة اوضتي " .
افاق حسام علي الحقيقة المرة عندما دمعت عيناها وتحجرت بها الدموع تماما مثلما حدث معها يوم الزفاف، اختنق من قله الهواء برئتيه وركض الي الاسفل ومن الاسفل الي سيارته وطار بها بغير هدف .
اما هي فتهاوت علي السرير ولم تعلم هل تفرح لأنه يغار ويسال ويهتم ، ام تحزن لتذكر ذلك اليوم المشؤم .
***
" احنا بقلنا شهرين ونص ولسه علي حالنا يا سارة واضح ان مفيش فايدة من اللي بنعمله دة " علت الدهشة وجه سارة " والله! بجد يا امل! احنا متفقين علي سنه وحضرتك مخلصتيش نص المدة ونفسك رااح " " يعني اعمل إيه يا سارة بس عجبك اعدتي لوحدي كدة " " معلش يا أمل انا عارفه انها حاجه تزهق بس اتسلي مع آية والله لولا احمد كان زماني معاكي ومش سيباكي استحملي شويا يا قلبي " .
ثم سرحت سارة قليلا " مش عارفة يا أمل بس آية فيها حاجه ومش راضيه تتكلم ابدا " " طول عمرها عنيدة وأنتِ عارفة " " طب والعمل تفتكري محمد عامل إيه مزعلها كدة! " " معقول يا سارة أنتِ مش بتشوفي هو بيبوص عليها ازاي ده بيموت فيها وهي ولا معبراه " ثم اردفت " هههههههههه " كانت تضحك بسخريه شديدة " بت يا أمل اتهبلتي ولا ايه بتضحكي كده ليه؟ " " عشان اختك دي طول عمرها قادرة يا ريت نعرف نعمل زيها كده ونخلي اجوزنا هيموتوا علينا " .
عضت سارة شفتاها لتلك الملاحظة فهي تعلم محمد جيدا ، هناك خطب ما انها اكيده من ذلك .......
***
جلس محمد يشاهد التلفاز ويقلب بغير هدف فيه ثم سمع صرخة صغيرة من آية وصوت كسر في المطبخ هرع نحوها وقال بلهفة " آية أنتِ كويسه في إيه؟! " نظرت له شزرا ثم لملمت الزجاج المنثور بغضب وسط رفضه التام " استني انا هلمه حسبي تتعوري " وعندما لم تعره أي انتباه " آية بلاش عند بقي! " صاح بها ، مما جعلها تفقد انتباهها وجرحت يدها جرح كبير وقفت والدماء تسيل منها وحاولت اخراج الزجاج من يدها ، صاح غاضبا " عجبك كدة! " وامسك بيدها واخرج الزجاج منه ووضع يدها اسفل المياه ولم يستمع لأي من اعتراضاتها .
جلب احدي مناديل المطبخ النظيفة واخذها معه بلطف وصعد بها الي غرفته " خلاص مش مهم هي مش كبيرة اوي " " بس بقي كله من عندك! " رد بنفاذ صبر ، انكمشت آية علي نفسها وهو يصيح بها هكذا.
اخرج ضمادات ومطهر وقام بالازم بهدوء ومهارة ولا حظت وهو يضمدها الجرح الغائر بكفه وتذكرت كيف انقذها هذا اليوم من مصير مأسوي وشردت وهي تتذكر تلك الايام ، نظر لها محمد بعد ان انتهي وهي شاردة وتنظر للجرح الذي بيده فاغلق كفه وافاقت هي الأخرى من شرودها ابتسم لها برقه " كان نفسي تبقي ذكري حلوة منك ، ليه كلمتيني وحش بعدها؟! وكأني هستغلك يا أية ، مع اني عمري في حياتي ما فكرت فيكي بالشكل دة " .
وقفت آية وهمت بالخروج وهي واجمة ولكنه سد عليها الطريق ووضع ذراعه امامها "آية خلينا نتكلم بقي احنا بقلنا اكتر من شهرين وانا سايبك براحتك مش عاوز اضغط عليكي بس لازم تسمعيني حتي " ، همت بالذهاب من الناحية الأخرى ولكنه وضع ذراعه الأخرى واصبحت حبيسه ذراعيه وخلفها الدولاب .
صاحت به " محمد! " " يا ستي هو انا لامسك ما انا بعيد اهه ، أنتِ اسيرتي " وابتسم لها " هتفضلي اسيرتي كدة لحد ما تسمعي اللي عندي وبعد كدة اعملي اللي أنتِ عاوزاة " وتوسلها بكل رقة " اسمعيني بس والله ومش عاوز حاجه تانيه " " مينفعش اسمعك إلا وانت واقف كده يعني ! " " ايوة لأنك هتهربي وتجري علي الاوضه " زفرت الهواء بعنف " قول وخلصني " كانت آية تشعر باضطراب رهيب بسبب قربه الشديد منها هكذا صحيح انها لم تكن ملامسه له إلا انها تستطيع الشعور بأنفاسه وتشم رائحة عطرة وسرت رعشه غريبه في جسدها من جراء توسلاته لها كي تسمعه مما جعلها ترضخ له .
ازدرد لعابه ولم يعرف من اين يبدا " آية انا كنت فعلا انسان وحش وطايش وبعمل أي حاجه ، بس عمري في حياتي ما تخطيت حدودي مع أي حد من عيلتي ومكنتش قادر افهم سبب رفضك ليا باستمرار ويوم ما قولتيلي " مشكلتي اني عارفه اشكالك " الكلمة دي فضلت تزن في دماغي وتضرب فيه كأنه شاكوش ولما لقيتك واقفة بتصرخي في الشارع كنت هموت من الخوف عليكي، عمري في حياتي ما خفت كده زي وقتها ولما رديتي عليا جامد يوميها ، سبت البلد ورحت إسكندرية وقربت من ربنا وندمت وتوبت والله العظيم ، يوميها مسحت كل الارقام والصور واي ايميل كان يربطني بأي حد وفضلوا يحاولوا معايا لكن مكنتش بعبرهم وفضلت من الشغل للبيت مع اخواتي عشان يسبوني في حالي ومبقتش اخرج لوحدي خالص وحتي تقدري تسالي عبد الرحمن " نظرت بعيدا عنه ، " انا مش هسال حد انا واقفه اسمعك عشان تسبني ومتتحججش كل شويا " تنهد بآسي " ماشي براحتك ، ويوم الفرح " وشعر بوقع هذه الكلمة عليها كم كان سيء هذا اليوم .
حاول التكلم بهدوء اكثر " انا والله ما عزمت حد فيهم ، لا ولاد ولا بنات انا اتفجأت بيهم ، وعز هو اللي حطلي الحاجات دي وقولت له يشلها بس مرضيش ، وقولت هتخلص منها بعدين بس اتلبخت فيهم وهما بيبصوا عليكي وبيكلوكي بعنييهم ، كنت واقف بموت من الغيرة ونسيت كل حاجه وانا اللي خلصت الفرح بدري عشان اخلص منهم ، ثم ارتبك وهو يحاول ان يقنعها بصحه كلامه " طب .. طيب بوصيلي يا آية من فضلك لو انا منتبه للحاجة دي كنت هسبها في جيبي كده وانا عارف اني رايح المطار كنت هخبيها حتي عشان محدش يقبض عليا ومكنتش سبتها في جيبي كدة " .
بدي كلامه مقنعا نوعا ما واخذت آية تفكر فيه، لكن ماذا عن الفتيات ما الذي يمنعه كي يعود اليهم هو فقط يأتي الي المنزل بعد العمل لأنه يريد ان يستجدي عطفي كي اصدق " اللاعيبة " واسلم له نفسي .
بينما هذا الاخير كان فرح لأنه قريب من حوريته التي يعشقها تنفس رائحتها وقبل راسها وهو فرح ، انتفضت آية ودفعته عنها بكل قوتها لقد ثبتت ظنونها انه فقط يريدها ان تستسلم له " انت اتجننت؟ ازاي تلمسني! " صاحت به غاضبه ، توسلها " يا ايه أنتِ مراتي والله العظيم انا مظلوم " صرخت بغضب والدموع منهارة علي خدها " قالوا للحرامي احلف " وجرت نحو غرفتها واغلقت الباب جيدا عليها وارتمت علي السرير تبكي بحرقة، انها لا تثق به البته وما المها حقا انها تعلم ان جزء منها منجذب نحوه ولكن لا لن تستسلم ابدا حتي لو قتلت قلبها اللعين بيدها.
اما هو فقد تهاوي بآسي علي السرير وهو ينظر لجرح يده الذي لا يساوي شيء مقابل جرح قلبه الغائر ، وتمتم بآسي " كله سلف ودين " وتنهد بشده هو يعلم انه يجب ان يعاقب علي افعاله لطالما جعل الفتيات يقعن في غرامه وبعد ان يتأكد من انها تحبه وتعشقه يتركها ويذهب لغيرها وها هو يشرب من كأس المرارة ولوعه الفراق .... .
نهاية الفصل
ألا يوجد في الحب شيء سوي اللوعة؟!!
اجل انه كله لوعه والم، لما اذن يبحث عنه الجميع؟
لما يريد احد ان يعذب نفسه هذا العذاب؟
ولكن هل صحيح ان " اجمل حاجة في الحب عذابه " .
كيف؟!! انه الم ولوعه ، كيف يكون هذا اجمل شيء به!
وماذا لو انتهي بالفراق؟
يا الهي لما نعذب أنفسنا بأيدينا، ولكن مهلا
مهلا ، لا ليس من ايدينا بل هو من فعل الحب نفسه لأننا لا نملك
سلطان علي قلوبنا،
ولو كان بيدنا اختيار من نحب ومن نكرة لما تعذب احد من قبل بلوعة أبدا.
اذا الحب مكتوب ، مفروض علينا لأننا لا نختاره ،بل هو من يختارانا ويضعنها تحت رحمته .
يا الهي هل الحب قدر ومكتوب؟ ام اختيار من فعل ايدينا لم اعد اعلم أي
شيء فانا ........
" حائر "
الفصل الجاي بعنوان خائن تفكروا مين المقصود؟!!Please vote if you like it 😍 😊
أنت تقرأ
مذكرات حائر الجزء الأول "الحلم المستحيل" بقلم هالة الشاعر
Romance_ خلعت الدبلة وخاتم الزواج كي تنظف الأطباق , أنهم لا يعنوا أي شيء لها ولكنها تخشي أن تغضبه ولا تريد إعطاءه فرصة كي يؤلمها مرة أخري, لكنها نسيتهم بالمطبخ تلك الليلة وصعدت الي غرفتها, وحينما رآهم وهو يشرب جن جنونه, صعد وطرق الباب بعنف فتحت له الباب وك...