الثاني والعشرين "الخديعة"

7.3K 278 11
                                    

الفصل "الثاني والعشرين"
"الخديــــــــــــــــعة"
" حرام يا أحمد ابوس ايدك اسمعني بس " تعالي صوت صراخ سارة وبكاؤها وأحمد يعنفها ويسحق كل من ذراعيها بعنف شديد وصاح بغضب بالغ " مش عارف اتخدعت فيكي ازاي المدة دي كلها ، أنتِ واحده خاينه متسويش أي حاجه انا هطلعك من حياتي كلها فكراني مغفل يا هانم بتستعميني ؟!!" واخذ يهزها بشدة اكبر " انا وحدة زيك أنتِ تستعماني كده فكرة نفسك مين فوقي ... "
" كفاية يا أحمد هي ملهاش ذنب " " انت تخرس خالص، انت اخر واحد في الدنيا دي كلها كنت اتصور انو يستعماني " وصاح بغضب هادر " انت مش اخويا ولا اعرفك انت فاهم، مليش أي علاقة بيك من النهارده " كان عبد الرحمن ملجم ولم يعرف ما العمل ما الذي يستطيع فعله كي يخلص تلك المسكينة من يديه ويشعر بأن كل شيء انتهي وتهاوي الي الابد.
"من انهارده معتش ليكي اعده في البيت ده أنتِ فاهمه غوري من هنا" ولطمها لطمه علي وجهها اسقطتها ارضا وجعلت الدماء تسيل من فمها ، دفنت سارة راسها بالتراب واخذت تبكي بحرقه شديدة ، لقد تدمر كل شيء وانتهي في لحظه ضعف منها.
حاول عبد الرحمن ان يجعلها تقف إلا انها رفضت مساعدته وسط صياح أحمد " لما اكتر اتنين كنت بثق فيهم خانوني ، امال الدنيا اللي بره دي اعمل فيها إيه؟؟ اعيش فيها ازاااااي؟؟ " كان يصيح بهستيرية غير عادية وعبد الرحمن كاد ان يبكي لحال تلك المسكينة الباكية ولم يهتم ابدا لنفسه لأنه يعلم انه السبب وليس بيدها أي شيء.
جاءت كل من أمل وآية وانتزعاها من براثن أحمد الغاضب وشهقت كل منهم لما حدث لوجهها بكت الفتاتان بشدة لحال اختهم وتدمر مستقبلها بعد ان طردها أحمد من المنزل ، صعدوا بها وهي واهنه وخلفهم حسام ومحمد وبعدهم عبد الرحمن وتركوا أحمد يصيح بالأسفل، همت سارة بالدخول الي شقتها كي تأتي بأغراضها.
"استني هنا معتش ليكي دخول الشقة دي" التفتت سارة للسيدة نور الغاضبة وسط شهقات أية وأمل ، نظرت سارة الي الاسفل لقد تدمرت نهائيا لم تشعر من قبل بالمهانة في حياتها مثلما تشعر الآن، جذبتها من ذراعها بعنف وادخلتها شقتها وصاحت بأمل " خوشي هاتي هدومها من جوا وحاجتها " تسمرت أمل مكانها تنظر برعب نحو حسام ، فصاحت اكثر من السابق " بقولك خوشي الوقتي!" نظر لها حسام وبعدها فتحت الباب ودخلت لجلب اغراض اختها.
اجلست السيدة نور سارة علي الأريكة وجاءت أمل بحقيبة بها اغراض سارة ووضعتها وعندما همت بالدخول لسارة منعتها السيدة نور وصاحت بأولادها " كل واحد ياخد مراتو وعلي شقتوا يالا مش عاوزة اشوف وش حد هنا " لم يري كل من حسام او محمد والدتهم بهذه العصبية من قبَل وامام بكاء أية جازف محمد فاستسمحها " بس يا ماما من فضلك ..." زمجرت بصوت أعلي" مش عاوزة اسمع نفس كلب هنا قولت اطلعوا فوق! " جذب حسام أمل ومحمد آية وركبوا المصعد معا واجهشت الفتيات بالبكاء وكل من محمد وحسام ضم زوجته إليه في صمت فهم لا يستطيعون وعدهم بأي شيء يهدئ بالهم القلق علي اختهم.
دخل عبد الرحمن وهو ينظر لسارة بآسي شديد لما حدث معها إلا ان والدته صاحت به " اطلع علي اوضتك حالا " ولم يستطع السيد شهاب ان يهدئها .... .
قبل تلك الحادثة بحوالي ثلاثة اشهر ......
***
"إيـــــــــــه!!! " صاحت سارة "أنتِ بتقولي إيه يا أمل هو ده اللي اتفقنا عليه!" "يا سارة مهو اتغير معايا خالص وبقي بيحبني ، ده بقالو عشر ايام وهو بيحاول معايا بكل طريقة عشان أسامحه " عضت شفتها السفلي بغيظ " ماشي يا أمل " حاولت سارة ان تهدأ من نفسها فلا احد يتغير بهذه السرعة ، " ربنا يسعدك يا حببتي ، انا اسفه بس لازم اقفل الوقتي ورايا شغل كتير " " ماشي سلام " " هو قالك إيه الصبح يا أمل؟ " تنحنحت أمل " هو ساب ليا ورقه وقال انو مستعجل " .
نظرت سارة بضيق نحو مكتب حسام انه لا يبدو عليه أي سعادة ، وتعالي الشك بداخلها كثيرا ، هناك خطب ما اكيد .... .
اغلقت امل الهاتف وتذكرت ما حدث معها الليلة الماضية ، لقد صعدت بمعاد نومها الي غرفتها وحالما فتحت الباب دهشت مما راته، لقد كانت الغرفة مليئة بالشموع والورود في كل مكان وكان المنظر ساحر بحق دمعت عينها من الفرحة وحينها خرج حسام من مخبأة ومد يده نحوها فوضعت يدها بكفه وهي غير مصدقة إنه جهز الغرفة هكذا من اجلها ، كان ممسك بوردة حمراء كبيرة بيده وفك ربطة شعرها وتركه يسدل علي اكتافها ، ثم وضع الوردة خلف اذنها وهي منومه بابتسامته الساحرة و تحت تأثير لمساته ورائحة العطور والجو الرومانسي هذا جذبها الي الداخل وعلي الحان الموسيقي الحالمة التي ادارها اخذها بين ذراعيه واخذ يرقص بها وسط دهشتها ، كان ينظر لها بحب شديد ثم سرح بعينيه قليلا وتذكر منذ اسبوعين فقط اتخذ حسام قراره ولم يهتم بأي احد او بأنه سوف يظلم أمل مرة أخرى معه هكذا ولكن لا يهم أي من هذا سوف يفعل ما يريده ويحصل علي ما تزوج من أجله ..... .
افاق من شروده هذا وضم أمل إلية اكثر وقبل راسها وقال لها هامسا بأذنها " انا مبسوط اوي انك بين ايديا ، انا كنت اعمي ومستحيل اضيعك من ايدي تاني ابدا " دمعت عيناها لكلامه هذا بشدة.
حسنا .. وسط رقته والموسيقي الحالمة والشموع والورود وتلك الرائحة الرائعة ، لم تكن تلك المعركة عادلة ابدا ومن هي لتنتصر! فاستسلمت لحبيب قلبها كي تصبح اخيرا زوجة له بكل معني للكلمة ....
_ " حسام في حاجه ؟"
نهض وادار ظهرة لها وارتدي ملابسه سريعا وظل شاردا مدة ، جلست أمل وقد دب  القلق في قلبها ، نظر لها وابتسم بهدوء وربت علي وجنتها " نامي أنتِ يا حبيبي وارتاحي انا لازم اطلع الورد والشمع عشان تعرفي تتنفسي كويس وأنتِ نايمة " ابتسمت له وبدأ هو بإخراج الشمع والورود ثم انحني نحوها واعطاها ورده حمراء وقبل راسها ،" خليكي هنا هجبلك عصير واجي متتحركيش اوك " هزت راسها وهي مبتسمة لأنه يهتم بها .
اخرج الورود والشموع واطفاءها وهو واجم ونزل الي الاسفل وشرب كوب ماء كبير ثم وضع راسه اسفل الصنبور وادار الماء البارد وظل تحته فترة لابأس بها وبعدها جفف نفسه واخذ أنفاسه المتلاحقة وعض شفتيه من الندم ثم تمتم " اللي حصل حصل لازم اكمل للأخر لحد ما اخد اللي عاوزة " سكب العصير وصعد لزوجته ... .
لم يستطع النوم ابدا وحالما اصبحت الساعة السادسة انسحب من جوارها تاركا لها ورقه " حبيبي انا متأسف بس في شغل مهم اوي لازم اخلصه واضطريت انزل بدري" وانطلق بسيارته يهيم علي وجهه بغير هدف لشعورة بندم رهيب، لم يكن يعلم ان امل تحبه لهذه الدرجة وشعر بأنه وغد ما ولكن لم يعد هناك مجال للتراجع.
استيقظت أمل وهي فرحة وعندما مدت يدها الي جوارها لم تجده ووجدت الورقة ووردة موضوعه علي الكمود بجانب مكان حسام.
***
دخل محمد خلف أية مثل كل ليلة ولكنها نظرت له بتحير " مفيش داعي انا خلاص بقيت بنام كويس ومفيش كوابيس بتجيلي " ابتسم بوهن " وفيها إيه؟ عشان ابقي مطمن عليكي يا آية " ربعت يديها برفض " من فضلك انا عاوزة اتعود انام لوحدي تاني " ، نظر للأرض بآسي" خلاص يا آية زي ما تحبي تصبحي علي خير " " وانت من اهلة " ، مضي في طريقه ثم التفت لها " ممكن متقفليش الباب بالمفتاح " اثار حفيظتها " ليه بقي؟ " ردت بحدة " عشان لو تعبتي ولا حاجه بالليل اقدر ادخلك " ازدردت لعابها " ربنا يسهل " شعر بيأس يدب في أوصاله من جديد وخرج واغلق الباب وراءه وانتظر برهة وعندما لم يسمع صوت اغلاق الباب فرح ولكن حالما وصل الي غرفته سمعها وهي توصد الباب بالمفتاح ليذهب الفرح ويحل محلة حزن ، ندم ، لوعه .....
وفي اليوم التالي هاتفها " انا مش هقدر اجي علي الغدا واحتمال اجي بكرة لو عاوزة تنامي عند سارة او أمل عشان متخافيش لوحدك براحتك " " لا انا هنام لوحدي عادي " شعرت برغبة ملحه في سؤاله الي اين سوف يذهب ، حينها سال هو " مش عاوزة تعرفي هروح فين؟! " كان صوته حزين ومرهق " انت حر تقدر تروح مكان ما انت عاوز يا محمد " " ماشي يا آية علي العموم في شحنة اسمنت متأخر وانا هسافر للمصنع اشوف المشكلة فين خالي بالك علي نفسك مع السلامة " وفي المساء بعد العشاء عرضت عليها السيدة نور ان تنام معهم بدل من الصعود وحدها وكذلك سارة وأمل، إلا انها رفضت ذلك وصعدت شقتها وهي تشعر بوحشه غريبة بدل من ان تكون سعيدة.
صعدت غرفتها كي تبدل ملابسها وبما انه ليس موجود قررت التحرر من ملابسها الطويلة وارتدت شورت وقميص قطني عاري الاكتاف طفولي للغاية ونزلت الي الاسفل واخرجت مشروب غازي من الثلاجة وجلست علي الاريكة تقلب في التلفاز بغير هدف.
اصبحت الساعة الثانية عشرة صباحا وبعدها بخمس دقائق سمعت صوت المفتاح بالباب وشعرت برعب شديد من عساه ان يفتح الباب في هذه الساعة وصاحت بغضب ممزوج بالرعب " مين اللي بره؟ " ، دخل محمد ووجدها تختبئ خلف وسادة عملاقة تضعها امامها كدرع واقي ، ترك الاغراض من يده ودخل لها مسرعا بينما تهاوت هي علي الاريكة وهي تضع يدها علي قلبها " حرام عليك رعبتني " امسك وجهها " أنتِ كويسه " هزت راسها موافقة " انت مش قولت هتبات بره؟! " " خلصت اللي ورايا وجيت كنت عارف انك هتعندي ومش هترضي تنامي عند حد " " طيب هحضر لك حاجه خفيفة للأكل ".
وعندما وقفت وازاحت الوسادة تأملها محمد بشدة فهي لا ترتدي هكذا امامه ابدا
صاحت به "محمد!!"، لم يهتم بها وظل ينظر الي خصرها تقريبا غضبت منه كثيرا وهمت بالصعود ولكنه امسكها من ذراعها وظل ينظر لها واشار بيده علي الرسم " حورية " نظرت للرسم علي ملابسها ونظرت له ببلاهة " قصدك اريال عروس البحر " ، ابتسم بشدة " ايوة عروسه بحر " وظل مبحلق للرسم .
اشارت بيدها علي علامة الجنون " محمد انت اتهبلت في عقلك؟! " كان ينظر للرسم بشكل غريب ثم قال ببلاهة " الحلم " اخذت تلوح بيدها امام عينه الا انه لم يتحرك له جفن وظل ينظر للرسم علي ملابسها.
نظر لها فجأة وصاح " لازم أحققه الوقتي " صفقت أية كل يد بالأخرى  وقالت بآسي " كان بدري عليك والله " جرها من يدها نحو الباب فصاحت به " عاوزني انزل كده! " " اه اه هاتي روب وطرحه بسرعة " " هو إيه دة انا مش فاهمه حاجه! " " يالا يا أية الوقتي " وركض بها الي الأعلى واثناء ارتداءها للملابس خلع سترته ورماها ارضا ، فصاحت به " انت بتعمل إيه! " لم يعر سؤالها اهتمام وجرها من يدها للخارج ونزل بها الي القاعة الرياضية ثم اغلقها خلفة جيدا واضاء الانوار.
كانت هذه اول مرة ل أية بالقاعة الرياضية ذهلت من كبر هذه القاعة المعدة بأحدث الاجهزة الرياضية وحمام سباحة لابأس به ايضا جرها محمد الي الحمام وسط دهشتها وسألها بسرعة وهو يخلع ملابسه " بتعرفي تعومي مش كدة! " " لا مش كدة!! انا عمري ما نزلت البتاع ده ، انا أخرى ابلبط في البحر وبابا ماسكني كمان " نظرت له ، ثم صاحت به وهو يخلع ملابسة امامها وهي تغطي وجهها بكفيها " محمد إيه اللي بتهببه دة! " وادارت وجهها بعيدا عنه .
" اه معلش معلش " كان يتكلم بسرعة رهيبة ذهب لجلب ملابس السباحة خاصته من دولاب القاعة الرياضية وبدل ثيابه وذهب ل أية وازاح عنها الطرحة والعباءة " انزلي يالا " " لا انا خايفة مبعرفش اعوم " تكلم بسرعة " مش مشكلة انا عازوك تغطسي مش عاوزك تعومي " شهقت بفزع " إيه انت اتجننت!! " كانت آية مصعوقة منه اجلسها علي الحافة وجعل ساقيها بالمياه ونزل هو الحمام ثم امسكها من خصرها وانزلها رغم عنها " اهئ اهئ يا ماماااا " ، ظل ممسكا بها بينما هي شهقت حالما نزلت الي المياه " متقلقيش هتتعودي علي المايه الوقتي هي بس في الاول بتبقي ساقعة "
" انت عاوز تغرقني دي اخرتها بقي؟! " " هههه انا بحقق الحلم " قالت برعب وهي تجاهد كي لا تغرق "حلم .. ايه . ده؟"
" هتشوفي الوقتي "  وسبح بها الي وسط الحمام " عاوزك تخدي نفس عميق وتنزلي تحت وانا هروح لأخر الحمام وبعد شويا تشاوري ليا بس وأنتِ تحت المايه ماشي " " لا هغرق مش هعرف " " متخفيش ثقي فيا بالله عليكي شويا ، امم بوصي اغطسي معايا كام مرة الاول  وبعدين هروح واسيبك ماشي  1،2،3...  " وبالفعل نزلت معه عده مرات وعندما اعتادت الوضع بالأسفل تركها وذهب ونزلت هي الي الاسفل واخذ يتأملها اسفل المياه وهي تلوح بيدها وشعرها الطويل يطير حولها بالمياه مثل الحلم ولكنها كانت اجمل مائة مرة ، انها حوريه بكل معني للكلمة.
تحقق حلمة اخيرا وابتسمت آية له والفقاعات تخرج من فمها ثم اشارت له بيدها فسبح سريعا نحوها واخذها الي السطح وسط ضحكها وهو يتأملها بحب ، سعلت قليلا من المياه " مجنون انت والله ، فهمني بقي اللي بيحصل " حكي لها محمد الحلم الذي يراها فيه ويتكرر معه دائما، وكان يود ان يعلم ما الذي تقوله له اسفل المياه ،" ها كنتي بتفكري في إيه تحت؟ " " في انك مجنون " " يعني أنتِ كنتي بتقولي كده في الحلم! " ضحكت كثيرا ، "وانا هعرف ازاي؟".
حملها ورفعها عن المياه واخذ يلهو ويلعب معها وهي تضحك بشدة ، وبعد فترة جعلها تسترخي بالمياه واخذ يعلمها عدة اشياء كي تطفو بسهولة علي المياه ، مر عليهم حوالي الساعة وكان هو فرح للغاية من هذا التقارب بينهم وهي كانت نائمة علي ظهرها بالمياه وتلوح بيدها ، سبح نحوها وجعلها تنظر له " آية ممكن نبقي اصحاب؟ " ضحكت " اسفه مبصحبش " " اممم طيب ممكن نبقي عشاق " زمجرت بطفولية تحذره " وبعدين معاك! " " ما هو يا نبقي اصحاب يا عشاق اختاري " " يا سلااام إيه الظلم دة؟ مفيش حل تالت " هز راسه نافيا " خلاص هشفق عليك خلينا اصحاب احسن " " يعني مش هتهربي مني في اوضتك، هناكل سوا ونتكلم سوا ونخرج سوا زي الصحاب اتفقنا ، تنهدت " امم ماشي " نظر لها بحب فارتبكت " انا تعبت خلينا نطلع بقي " قبل راسها وسبح معها الي الحافة ورفعها من خصرها الي حافه الحمام ، وصعد الي جانبها بخفه هو الأخر وجلب لها المناشف وصعد الاثنين وهم يضحكون معا.
قابلهم عبد الرحمن الذي لم يذق طعم للنوم وهو يسير بالحديقة ووجد محمد يضم آية بشدة كي لا تبرد " مساء الخير يا عُبد " وصعدوا بالمصعد سريعا ، ابتسم عبد الرحمن بوهن ووضع يده علي راسه " الي متي سوف اظل هكذا الي متي؟، لقد عشت عمري كله اعمل حتي اعلو بشركة ابي واضمن حياة جيدة لأخوتي وحالما فكرت بنفسي واحببت كان هذا الحب السبب في دمار كل شيء" ، فكر كثيرا بأن يترك مصر كلها ويذهب ولكنه خشي علي سارة كثيرا من الممكن ان يبتز هذا المجرم سارة ويدمر حياتها مع أحمد ،" لا بد وان اعلم من هو الذي يرسل تلك الرسائل اللعينة ...." .
وفي تلك الليلة بعد ان اخذ حمام وبدل ملابسة نام محمد والبسمة علي وجهه واغلق عينيه وهو يتمتم " الحمد لله " كان سعيد للغاية بما حدث مع آية منذ قليل وشعر وكأنه يطير بين السحب .
***
اما أمل بالرغم من انها اصبحت زوجة حسام اخيرا إلا انها متحيرة من امرها ، وقررت انها لن تخبر سارة فهي حذرتها وهي لم تستمع الي تحذيرها ، ولم تكتفي بهذا بل اعمت نفسها ايضا عن تلك الشكوك وتركت نفسها لتقع في غرامة من  جديد ..... .
_ بعد عدة أيام من ذلك التقرب الذي حدث بين محمد وآية اصبح الجو بينهم لطيف، ودائما يحب ان يمازحها وخفت حدة خلافاتهم المعهودة بشكل كبير، مما جعل السيدة نور تهمس لسارة في يوم وهي تتأملهم معا "تفتكري خلاص بطلو نقار!" زمت سارة شفتيها وهي تفكر" معتقدش يا طنط لسه قدامهم شويا حلوين علي ما يعقلوا " لتضحك السيدة نور كثيرا وتربت علي ظهر سارة " معاكي حق والله " " بتضحكو علي إيه؟ " سال أحمد فأخذت سارة قطعه حلوي ووضعتها بفمه عنوة كي يصمت، ونظرت للسيدة نور وضحكوا معا بشدة ... .
_ " أيـــــــــــــة ياااا أيـــــــــة " كان محمد يصيح بها من الحديقة هرعت آية نحو الشرفة واطلت برأسها الي الاسفل لتنظر له، وكذلك كل من السيدة نور وسارة وامل كل واحدة من شرفتها " بتصرخ كدة ليه يا محمد؟ انا مش منبة عليك متعملش كدة " " بنادم علي مراتي ، انا حر الله! " ثم نظر الي آية وهو يضحك " البسي وانزلي انا عزمك علي الغدا " " وانت عشان تعزمني تفضحني كده؟! " سارة وامل في نفس الوقت " يا سيدي يا سيدي " " اممم بس انا خلاص حرقت .. قصدي طبخت المكرونة " " معلش هنسخنها بكرة بسرعة يالا " تمتمت لنفسها
"هنسخنها إيه؟ دي تبقي فاحمه لو شمت النار تاني!! "  خرج أحمد الي الشرفة الي جوار سارة التي كانت تلوح للسيدة نور بجوارها ثم نظر الاثنان الي الأعلى ولوحت أمل لهم ، قرصت يده " انت ليه مش بتعزمني وتعملي مفاجأة اتعلم من اخوك الصغير " كان عبد الرحمن بالأسفل وسمع الحوار الدائر ، بينما صاح أحمد بمحمد " انت يالا انا حاسس ان نهاية الجوازة دي علي ايدك حل عننا يا اخي! " ربت عبد الرحمن علي كتف محمد اثناء صعوده " تعالي أتغدى معانا يا ابيه " " مرة تانيه يا سارة " " طيب اعزمني انت بقي علي الغدا طالما أحمد مش راضي " " ان شاء الله " وصعد سريعا وهو يحدث نفسه "كفي عن الحديث معي رجاء ...." .
كانت الايام جميلة بين محمد وآية وكأنهم محبين لأول مرة والمنزل كله كان يتحدث بالهمس عن الهدوء الحادث بينهم وكيف ان الصراخ والمشاكل بينهم كامنة.
حل الليل وصعد معها كي يوصلها الي غرفتها وابتسم بحب " تصبحي علي خير " نظرت الي الأرض وتمتمت " وانت من اهلو " ، اقترب منها كثيرا حتي شعرت بأنفاسه علي وجهها وقبل جبينها قبلة طويله معذبه وبعدها اسند جبينه الي جبينها ، بينما تعالت انفاسها هي الي الغاية وشعرت باضطراب شديد وتمتمت بعد ان اشتعلت وجنتها من الاحمرار " يالا بقي روح نام " " مش ممكن انام معاكي انهاردة ، هنام مؤدب صدقيني " وغمز لها بمشاكسة ، رجعت الي الوراء ورفعت حاجبها بمكر "انت هتطور العلاقة من اصحاب لأخوات ولا إيه؟" .
ذهب المرح من وجهه " إيه اخوات دي؟! " " يعني تبقي زي اخويا بالظبط " " لا ابوس ايدك بلاش الكلمة دي بتحسسني اني سوسن كدة!! "  " خلاص يبقي روح اوضك عشان مفيش اصحاب بيناموا مع بعض " ضحك لها " منا قولت لك هنام مؤدب " زمت شفتيها واردات إغاظته " سوسن يعني " " الله يسمحك ، بس انا مش هزعل منك " دفعته آية خارج الغرفة " يالا علي اوضتك " رد بمشاكسة " من حق الجميل يدلع " .
وقفت خلف الباب تلتقط انفاسها وتكتم ضحكها من هذا الموقف و وضعت يدها علي وجنتها التي احمرت كثيرا " انا عارف انك ورا الباب بتكتمي ضحكتك وبتحطي ايدك علي خدك " ثم اردف بصوت معذب " طيب سمعيها ليا ينوبك فيا ثواب " ، نظرت الي الباب بدهشه وجرت نحو السرير وتدثرت بالغطاء وهي تفتش في الباب عن أي فاتحه يمكن ان يكون راها منها، صاح من خلف الباب " يا بختك يا سرير واخد في حضنك الحبيب "  صاحت بدهشه " محمد!! " " تصبحي علي خير يا قلب محمد " ، ضمت الوسادة الي حضنها واخفت وجهها بها ولم تعرف ما الذي يمكن ان تفعله كي تتخلص من تلك المشاعر التي تجتاحها كانت تبتسم بشدة وتشعر بشعور جميل.
ثم وفجاءة صاح محمد " يا بخت المخدة الي أنتِ حضناها " وركض الي غرفته وتركها مصعوقة تماما!! .... .
_ دخل مساءا وهو مرهق من العمل الذي لم يستطع إنهاءه قبل السادسة ، وعندما دخل الي غرفة الطعام ابتسم كثيرا الي ما راه لقد كانت السفرة معدة بشكل رائع وهناك شموع رائعة وورود منثورة بكل مكان وظهرت آية له وهي ترتدي فستان قصير رائع عاري الاكمام ، وتضع احمر الشفاه ذاك الي جعل عقله يطير من قبل وزينة وجهها وشعرها الغجري الطويل الذي يلتف حولها.
ذهبت نحوه وساعدته بخلع سترته جذبها الي حضنه وهو يتأملها بشغف " ده حلم ولا بجد! " تمتمت برقة " بجد " همس لها " طب اثبتيلي " قبلته قبلة رقيقه علي وجنته ، ضم وجهها بين كفيه " ياااه يا أية اخيرا " ابتسمت له بعذوبة وضمها هو إليه بشدة واخذ يستنشق عبير شعرها الرائع وهو يتمتم بسعادة بالغة " الحمد لله يا رب " تركها من حضنه علي مضض " انا جعانه اوي يالا بقي ناكل " نظر بمكر " لازم اكل الوقتي يا آية ما طول عمرنا بناكل " ادعت العبوس في وجهه " مقدرش ارفض لك طلب " وقبل راسها وتركها وهو مكرة.
جلست آية علي راس الطاولة وهو الاخر علي راسها " ما تيجي جنبي احسن اعده بعيد كدة ليه؟ " " كدة احسن " لمَ تغيرت نبرتها هكذا تسأل في نفسه ولكنه نفض تلك الوساوس ، كانت الطاولة معدة بشكل رائع ولكن كل الاطباق والكؤوس فارغة تماما.
ضحك محمد " هو فين الاكل يا آية " اشارت بيدها الي طبق عملاق في وسط السفرة مغطي بغطاء فضي عملاق، ذهبت البسمة عن محمد وشعر بوجود خطب ما فنظرات آية تغيرت تماما وتحاول جاهدة ان ترسم الابتسامة علي وجهها ، رفع الغطاء بحذر وهو ينظر لعيناها وحالما رأي ما اسفل الغطاء حتي تلاحقت أنفاسه بشدة وجلس وهو واهن ، ازدرد لعابه بصعوبة بالغة وحدثته نفسه بعذاب "ألن ينتهي العقاب ابدا!".
تجمعت الدموع بعيون آية وهي تنظر نحوه باشمئزاز ثم وقفت وسحبت من اسفل مفرش السفرة عدة صور وقامت وهي تقول باستهجان شديد وصوت الحسرة والقهر مخنوق بحنجرتها "الطبق الرئيسي مش عجبك!" كان اسفل الغطاء صورة له هو والفتاة التي قابلوها في النادي وهو يقبلها في وجنتها ، وتلك الأخرى التقطت لنفسها " سلفي " معه ، رمت آية نحوه بصورة أخرى وهي تقول بمرارة " طيب إيه رأيك في المقبلات؟ " ورمت أخرى "والسلطة" وأخرى "والشوربة" وأخرى "والحلو"، كانت المرارة تزيد بصوتها كلما تحدثت.
وها هو يشعر بالمهانة مرة أخرى وهي تلقي عليه الصور هكذا وفي نفس الوقت شعر بالأسف عليها فقد بدت منهارة تماما ، وقفت امامه وصاحت به " مش مكفيك كل دول وجاي تلف عليا انا كمان " ، نظر لها بانكسار " والله يا آية انا ...." صاحت بهستيرية " اخرس ، متجبش اسم ربنا علي لسانك ، كداب من غير ما اسمعك انت فاهم كدااااب ، كفاية بقي كفاية ربنا ينتقم منك ، تمثل للدرجة دي عشان توصل للي انت عاوزة " اخذت انفاسها " صح زي ما هي قالت لي بالظبط من اول يوم شوفتك فيه ، ده حرباية بيتلون بكل لون لحدما يوصل للي هو عاوزة " وصرخت بة "  حسبي الله ونعم الوكيل فيك " وهرعت الي غرفتها باكيه مفطورة القلب وتركته غارق في خزي الماضي .... .
_ اما عن امل فبدأ الشك يدب في قلبها مرة أخرى رغم معامله حسام الحسنة للغاية معها ، إلا انها تشعر بخطب ما فهو دائما شارد الذهن ويتصرف بلياقة غريبة معها ولم ينطق اسمها مرة واحدة ، بل كل مرة ينطق حبيبي ، قمر ، ... أي شيء من هذا القبيل ، كانت مشتاقة لان تسمع اسمها منه كثيرا ولكنها لم تجرأ علي أخباره بهذا .
دائما لا يجعلها تتحرك كثيرا وذات يوم راها وهي تنظف المنزل " حبيبي بتعملي إيه؟ " ابتسمت له " بنضف الشقة " " لا سيبي من ايدك فاطمه تبقي تعملها او هجبلك حد يعملها مرة كل اسبوع " " عادي يا حسام انا مبعملش حاجه خالص اصلا " جعلها تترك المكنسة الكهربائية من يدها وقال لها بصوت رصين " لما اقول حاجه تتسمع مش عاوزك تتعبي نفسك في الشغل مفهوم " شعرت بسعادة رهيبة وقتها أيعقل ان يكون احبها الي هذه الدرجة ولكن حرصه الزائد بالا تتحرك كثيرا جعلها تشك بالأمر.
واخيرا قررت مواجهته ، كان يدعي انه جالس لمشاهدة التلفاز الا انها تعلم جيدا انه شارد الذهن  "حسام" " هااه  ايوه  حبيبي " رسمت بسمة " هو انت عارف اسمي يا حسام؟ " ازدرد لعابه ثم قال " إيه السؤال دة طبعا عارف اسمك " ، عندما رات التردد في عينيه قررت البوح بكل شيء في داخلها " انت خايف تغلط في اسمي مش كدة يا حسام؟ " ذهب اللون عن وجهه واغلق التلفاز ونظر الي الأرض ووضع راسه بين كفيه.
يا الهي ان كل شكوكي صحيحه ، ما هذا الجحيم الذي أعيشه؟!!  ، " عملت كدة ليه؟ ليه مثلت عليا " وصاحت اكثر " رد عليا!! " كانت انفاسها مضربه للغاية وقف وهم بالخروج ولكنها جذبته من ذراعه " انت رايح فين وسايبني كدة ، فهمني حالا في إيه؟ وليه عملت اللي عملته اتكلم ؟! " .
لم يستطع النظر في عيناها " فعلا انا لازم اتكلم انا متعودش اكذب والوضع بقي صعب كدة عليا " غاص قلبها بصدرها " امل انا نفسي ابقي اب وأنتِ كمان نفسك تبقي ام وانا مش هلاقي لنفسي ام لولادي احسن منك عشان كدة عملت اللي عملته وقربتك ليا " تهاوت في الكرسي الآن فقط فهمت لما لا يجعلها تتحرك كثيرا ويهتم بصحتها، انه يأمل بان يحدث حمل ولم يفكر فيها هي لحظه كل ما يريده هو الطفل!!.
انخفض امامها " انا عارف اني وجعتك تاني بس انا قولت يمكن لو بقي بنا طفل الوضع يتغير ، خلينا نحاول نجيب طفل والحب هايجي بعدين " اصبحت الغرفة تتراقص امام عينها بشدة تمنت لو تصفعه صفعه مدويه علي وجهه ولكن يدها خانتها وسقطت، وسقطت هي الأخرى لتغيب عن الوعي ... .
***
صحيح ان سارة تبدلت حياتها بعد عناية عبد الرحمن بها إلا انها حملت عبئ ثقيل آخر جعلها تشعر بالاشمئزاز من نفسها وتمنت لو تبوح لأحمد بالحقيقة كي تتخلص من وخز الضمير الذي يؤرقها ليل نهار وأثقل كاهلها مره أخرى فهي لم تفكر بيوم من الايام انها سوف تخفي شيء عن أحمد .... .
_ جلست الثلاث فتيات يوم الخميس علي الأرجوحة بالحديقة ، لم يستطعن الذهاب الي والدتهم كعادتهن كل خميس فهن واجمات كثيرا ولا يريدون لها ان تراهن وهن بهذه الحالة ، ضمت سارة الجالسة بالمنتصف آية بشدة من الخلف وكذلك ضمت أمل سارة وكانت كل من أمل وآية يمرجحون الأرجوحة بشجن وسارة لم تستطع ان تلمس الأرض كالعادة فهي اقصر اخوتها قامة رغم انها الكبيرة ، كل واحدة منهن اغمضت عيناها واكتفت بحنان اختها فهن افضل معا .
كانت السيدة نور تراقبهن من الشرفة وتتسأل تري ما الذي حدث لهن؟ فالثلاث فتيات منذ عدة ايام وكل واحدة منهن بعالم اخر ولم يجلسوا ويمرحوا معها كعادتهم ، ونظرت الي الطاولة لتجد ابنائها الاربعة يتحدثون بهدوء بخصوص شيء ما .
عضت سارة علي شفتها السفلي من  الالم يا الهي الن ينتهي هذا الألم اللعين لمَ يراودني كل فترة؟! .
نظر عبد الرحمن نحو الثلاث فتيات ونظر لحسام ومحمد عله يجد أجابه وشعر بوجود خطب ما ، اما عن أحمد فكان يتحدث بطريقة عادية ، حسنا لمَ سارة حزينة هل هي حزينة من اجل اخوتها؟! ، قرر الذهاب والصعود الي الأعلى لا يريد ان يفكر فيها فحزنها يأسره وهو بغني عن أي من تلك المشاعر .  بالرغم من انه لم يتلقى رسائل منذ اسبوعين لكنه اكيد من ان الشخص الذي يرسلها يخطط لأمر اكبر .
تعالي صوت أحمد مع محمد حول شيء ما ووقف بعصبيه بالغة يصرخ باسم سارة، فزعت سارة والفتيات وذهبت هي نحوه " في إيه يا أحمد؟ " " ملف المعادي مين اللي خلصه؟ " ردت بوهن " أبيه " " ليه هو اللي خلصه مش أنا قايل لك أنتِ؟"  سألها بعصبيه بالغة ارتعشت وتمتمت بصعوبة " مهو . أصل . أصل كان عندي شغل كتير وقلت له وهو وافق " رمي العصا بعنف بالغ وجذبها من ذراعيها وعنفها بشدة بالغة واخذ يصيح ويصرخ وهي تتوسل له كي يتركها لأنها لا تشعر بأنها بخير وهو لم يستمع " أنتِ هتفضلي كده لحد امتي مش عارف اعتمد عليكي؟! ، زهقتي مني يا هانم ولا إيه لو زهقتي قولي " " خلاص يا أحمد سبها بقي حرام عليك " " اخرس خالص يا محمد مش عاوز اسمع نفس حد بيدخل خالص " .
كان حنق آية وأمل فوق كل شيء وزاد كثيرا علي محمد وحسام لمحاولاتهم الواهنة لتخليص سارة من أحمد الذي يهزها ويعنفها بشدة بالغة ، نزل عبد الرحمن مع السيدة نور مسرعين علي صراخ أحمد .
جرت كل من أمل وأيه وقرروا عدم الاستسلام لتلك العائلة انتزعوا سارة من يديه بشدة وتلك الاخيرة تبكي بحرقة علي الاهانات المتكررة التي تتلقها امام عائلته كل اسبوع او اثنين حتي اصبحت بلا كرامة تماما ، صاحت به أيه بغضب بالغ " حرام عليك انت كل شويا تبهدلها قدمنا كده ، انت معندكش دم! " وصرخت أمل بكل حرقة " انتو فاكرين انكو اشتريتونا بفلوسكو سايبنها مخضرة " وامسكت كل واحدة بيد سارة ومشوا بعيد عنهم وركضت أمل الي الأعلى واتت بحقيبة يدها ونزلت مسرعة الي اخوتها الذين اصبحوا امام البوابة ولم تستجب لرجاء السيدة نور بأن يظلوا ، اسرعت الي اختيها وكل منهم تمسك الأخرى بيد ونظرت أيه خلفها شزرا نحو محمد الذي تقدم كي يلحق بهم وصاحت " واوعي حد فيكو ييجي ورانا " وتركوا المنزل والعائلة كلها تنظر نحو بوابة الحديقة التي خرجوا منها لتوهم ، لم يستطع محمد الصمود وهم بالذهاب ورائهم ولكن عبد الرحمن قال بوهن " سبهم بلاش تضغط عليهم يا محمد " ... .
***
" ايوة يا نور ازيك يا حببتي ، بقولك هما البنات فين؟ بكلمهم من بدري محدش بيرد هو في حاجة؟ " تهاوت السيدة نور في مقعدها "إيــــه!! لا يا حببتي هما بس مش هنا " " اه عشان كدة مجوش دة انا مستنياهم.. هما فين يا نور؟ " " دا دا والله ما اعرف " ثم افتعلت ضحكة خرقاء " دا العيال جم يصرخوا من شويا خدوهم والواد محمد اعد يقول هنخطفكوا ومشيوا من الحديقة تلاقيهم نسيو التلفونات " " ههه ربنا يسعدهم طالما مع اجوازهم خلاص اصل قلبي وجعني عليهم من الصبح ، لو تعرفي تكلمي حسام ولا محمد خليهم يكلموني ونبي عشان اسمع صوتهم " ازدردت السيدة نور لعابها " حاضر هشوف عبد الرحمن يشوف هما فين " " مع السلامة " .
دخل السيد شهاب من المنزل والسيدة نور تحاول تجميع نفسها ، " في إيه؟ ولادك مبلمين كده ليه! والبنات فين؟ " هتفت بجزع " كارثة يا شهاب كارثة " وقصت له ما حدث .
صعد الشباب وهي تخبر السيد شهاب الذي هاج وصاح بأولاده " اقول للراجل إيه؟!! ضيعت بناتك اللي انت مأمني عليهم انا وولادي! " ، صرخت السيدة نور بهم " وفاء اتصلت وبتسال علي البنات مبيردوش ليه "  صاح محمد بهستيرية " إيه! هما مش عندها " نظر حسام في ساعته " دول بره من اربع ساعات!! " صرخ السيد شهاب بهم جميعا " تقبوا وتغطسوا وتطلعوا بيهم ومش عاوز شاكر ياخد خبر عشان ميعرفش اني مخلف شوية عياااال " تحسس أحمد طريقة بوهن وتهاوي علي كرسي ووضع راسه بين كفيه وذهب والده له واراد معاقبته فصاح به " انا اللي الحق عليا اني ساكت ليك ، الراجل مأمن علي بنته هنا وفاكر انو مجوزها لراجل يحميها، لكن لاء مجوزها لعيل يصوت ويبهدل فيها علي الهيفة والتافهة قدام الناس " وصرخ بة اكثر من الاول " لو طلبت الطلاق انا اول واحد هيوافق انت فاهم " دب الرعب في اوصال أحمد حالما تخيل حياته فارغة دون سارة .
اخذ عبد الرحمن يجري عدة اتصالات ويلف ويدور حول نفسه ثم اطلق العنان للسباب واللعنات وركض الي سيارته ليهيم بالشوارع ويبحث عنهم دون هدف، حاول حسام ومحمد الاتصال بهم وبعد فترة من البحث وجدوا هاتف أيه وسارة واما عن أمل فهاتفها مغلق ، رجع عبد الرحمن في الساعة الثانية صباحا وفقدت السيدة نور رباطة جأشها واخذت تبكي وتدعو الله " استر يا رب استر " وقالت بوهن " لازم  أبوهم يعرف يا شهاب " تحدث بتعب بالغ " اكلمه أقوله إيه يا نور؟ ، ضيعت بناتك التلاتة دور عليهم معايا! " .
صعد عبد الرحمن في تلك اللحظة والتفت العائلة نحوه كان متجهم كثيرا وسالت السيدة نور بلهفة " إيه يا عبد الرحمن مفيش حاجة يا بني" " سالت في المستشفيات والأقسام كلها مفيش حاجة " وصعد إلي غرفته وجلب المسدس ونزل سريعا " لازم نبلغ " قالها بغضب شديد " ضربت السيدة نور علي وركيها " أتفضحنا خلاص " ، فقد أحمد رباطة جأشه " يعني جرالهم إيه؟ راحوا فين معقول اتخطفوا! " .
لمعت عين عبد الرحمن ، واخذ يطرق براسه في الحائط هو يصرخ ويلعن منعه كل من حسام ومحمد وصاح به السيد شهاب " في ايه يا عبد الرحمن؟ اتجننت انت كمان! " " انا غبي ازاي مفكرتش في كدة! " ، صاحت به السيدة نور" في إيه اتكلم اعصابنا مش ناقصة " تكلم بوهن بعد ان دمر الصداع راسه " بقالي فترة بيجيلي رسايل تهديد " " إيه!!! " شهقت العائلة كلها ، وصدمت السيدة نور " يا مصبتي البنات اتخطفوا " بكي أحمد وفقد محمد أعصابه واخذ يعض علي شفتيه وحسام شعر بذنب شديد يجتاح كل ذرة منه .
" تهديدات إيه انطق يا عبد الرحمن " صاح به والدة بشدة كما لم يفعل من قبل ، تهاوي عبد الرحمن وجلس علي الأرض واسند راسه الي الحائط " ناس عارفه حياتنا معرفش ازاي.. وبعتوا اربع رسايل وبقالهم اسبوعين مبعتوش حاجة ومطلبوش حاجه " والتقط انفاسه المقطوعة " وانا قالب الدنيا عليهم بقالي فترة ومقدرتش اوصل لحاجه " ، صاح محمد به بغضب بالغ " لما انت عارف كده ازاي تسبهم يمشوا لوحدهم حرام عليك ضيعتهم " هز عبد الرحمن راسه بآسي " مكنتش اعرف ان الامور ممكن توصل لكدة ابدا " ، واخذ يتمتم لنفسة " كل حاجه ضاعت كل حاجه راحت خلاص " .
انهار أحمد تماما " ابوس ايدك يا عبد الرحمن شوف حل لو عاوزين إيه اديهولهم انا مقدرش اعيش من غير سارة " صاح محمد به " انت السبب اخرس خالص " صاح أحمد هو الاخر " محدش حاسس بيا ، محدش حاسس بيا خالص محدش عايش زي " ولوح بأصبعه بعصبيه بالغه " كلكوا بتشوفوا وانا لاء هي نظري فاهمين يعني ايه نظري يعني هرجع اعمي تاني " واخذ يبكي بحرقه " دي بتعملي كل حاجه لحد الجزمة والشراب متخلينيش البسهم واقلعهم لو حدي ، معايا في كل خطوة مبتسبنيش لحظه واحدة " ومسح دموعه بعصبيه " انا هموت لو جري لها حاجه " .
وذهب نحو عبد الرحمن الجالس علي الأرض " ابوس ايدك اعمل حاجه يا عبد الرحمن أي حاجه ورجهم تاني " لم يحتمل عبد الرحمن ضعف اخيه هذا امسك بوجه اخيه بحزم كي يطمئنه ويعلمه بأنه لن يتركه ابدا ، ووقف واتجه الي المطبخ ووضع راسه اسفل المياه وسط ترقب العائلة كلها واخذ نفس عميق ثم اخرج هاتفه وطلب الرقم لكنه وجده لازال مغلق ، طلب رقم اخر وظل يكرره " انا اسف والله يا عصام بس الموضوع ضروري لازم اعرف مكان حد ، تقدر تجبلي مكانه لو معاه التليفون مش كدة ، مينفعش قبل كدة ، طيب بكرة هكلمك " .
استند الي الطاولة بكلتا يديه وتكلم بصعوبة ونفاذ صبر " مش هينفع نبلغ قبل مرور 24 ساعه علي غيابهم والظابط صاحبي قافل تليفونه مش عارف اوصله " سال محمد " طب والعمل؟ " " عصام الزيني بيشتغل في شركه تليفونات يقدر يعرف هما فين بس ميقدرش يروح قبل تمانيه الصبح " قال حسام بهلع " لسه هنصبر 6 ساعات كمان !! " ، بينما أحمد قال " اصلا التليفونات بتاعتهم هنا " خبط عبد الرحمن علي الطاولة بعصبيه شديدة وهو يصرخ " يلعن دة حظ " ، تردد حسام " بس أمل ممكن يكون معاها التليفون بس مقفول هيقدر يوصله ؟ " " منعرفش مفيش عندنا حل تاني ده آخر أمل " قالها عبد الرحمن ثم نزل يهيم بالشوارع بسيارته عله يجد شيء ما وكذلك كل من حسام ومحمد .
_ شعر حسام بالندم يأكله ، هو السبب بشكل ما عن فقدانهم لو لم يكن اهان أمل بتلك الطريقة لما اخذت اختيها وخرجت وتمني لو يرها مره أخرى كي يعتذر منها .
ومحمد هو الاخر كاد ان يفتك بالمقود اسفل يديه وهو يبحث بعينه في كل مكان ، أيعقل ألا يرها مرة أخرى؟ ما الذي سوف يفعله بها الخاطفون؟ لابد وانها خائفة للغاية وتبكي ، عض شفتيه بشدة  اقسم لو مس احدا منهم شعره منها لقتلتهم جميعا ، انه هو المسؤول عن فقدانهم لأنها غاضبه من الصور التي راتها ، اقسم اني بريء واخذ يلعن من فبرك تاريخ تلك الصور الملعونة التي التقطها ايام عبثة ، تساقطت دموعه وهو يرجوا الله " يا رب متورينيش فيها حاجه وحشه ، يا رب انا راضي بقضائك ، يا رب محدش يأذيها ، يا رب يرجعوا بالسلامة وفي داهيه أي حاجه " .
_كانت عين عبد الرحمن محمرة للغاية ولكنه اخذ يقاوم البكاء بشدة ، اذا حدث لها شيء ما لن يسامح نفسة ابدا ، انه هو السبب هو من تركهم يذهبون وهي ليس بيدها أي حيله هي لا تعلم أي شيء وهي من سيدفع ثمن غلطته هو ، ثم سكن الشيطان بعينه التي ازدادت احمرار " اقسم ان مس احد ما شعرة منها سوف يفني هو وكل من يعرفه من علي الأرض ....."
ظلوا هكذا الي السابعة صباحا وعادوا الي المنزل وقد نال الخوف والرعب من قلوبهم علي غياب الفتيات .
_ اخبر عبد الرحمن صديقة بالرقم ولكن ذلك الأخير اخبره بأنه لن يستطيع الوصول له قبل العاشرة وظلت الاسرة اسيرة الانتظار .
كانت السيدة نور بالشرفة تراقب الطريق حين قال السيد شهاب بآسي " لازم نكلم شاكر معتش ينفع نسكت اكتر من كده " " اصبر يا شهاب لبعد الصلاة يكون صاحب عبد الرحمن رد علينا جايز نلاقيهم قبلها ، اصبر لما الصلاة تخلص كلمة " واخذت تراقب سيارة أجرة قادمة من اول الشارع وهي تشعر بشيء غريب نحوها وشهقت حالما توقفت امام باب المنزل وهتفت " البنات جم!!! " .....
***
" الخميس الساعة الخامسة مساءا " :
ركبت الفتيات في اول سيارة اجره ونزلوا امام النيل وكل منهن دموعها تنزل بصمت علي وجهها ظلوا هكذا قرابة الثلاث ساعات الي ان اصبحت الساعة الثامنة مساءا .
مسحت سارة دموعها " معقول هنروح لماما ومناظرنا كدة ؟! " " بس انا مش عاوزة ارجع البيت الوقتي " وقالت أيه هي الأخرى " وانا كمان " " نبات في فندق ينفع ! انا معايا فلوس " رفضت سارة عرض أمل" لا أنا وأيه معناش بطاقة " " طيب هنروح فين بابا هيصعب عليا اوي لو شافنا كده احنا التلاته " نفخت سارة بشدة " استغفر الله العظيم يا رب ، نرجع نجيب بطايقنا انا وأيه ولا إيه انا مش طايقه ابات هناك انهاردة " " لا مش هيسبونا نمشي تاني ، احنا نروح لسهي نبات عندها اهلها مسافرين هاتي يا أمل موبايلك " سالت سارة " أنتِ متأكدة ان اهلها مسافرين؟ " " ايوة هي قايله ليا امبارح راحوا لأختها في اسكندرية " ، انهت أيه المكالمة واغلقت الهاتف " ليه كده؟! " سالت أمل ، " عشان يتربوا ويعرفوا ان الله حق هما فاكرين إيه ، عشان مبنحكيش حاجة لأهلينا عشان منزعلهمش يقوموا يبهدلوا فينا كدة!! " كان حنق أمل وسارة فوق كل شيء لذلك وافقوا علي قرار أيه .
ذهبوا الي سهي وفي الطريق توقفوا لشراء المسكنات لسارة واشترت امل عدة اغراض لهن وبعدها ذهبوا الي سهي التي استقبلتهم خير استقبال .
_ "ايوة يا ماما " " كده يا أيه متكلمونيش اليوم كله كنت هموت من القلق عليكو ، حسام ومحمد خدوكو فين؟ " رفعت أيه شفتها ببلاهة ولم تعرف بما تجيب والدتها " قصدك إيه؟ " كانت أمل وسارة يرسلون لها الاشارات كي تفهم ولا تبوح لوالدتها بشيء " اه اه . احنا في النيل .. علي المركب " " طيب يا أيه خلو بالكو من نفسكو اصلي قلقانة عليكو اوي " " متقلقيش يا ست الكل احنا تمام " " مع السلامة " .
_ " مفهمين ماما اننا معاهم " " احسن يبقي مرعوبين يستهلو " قالت امل بتشفي واضح !! ، " بس طنط نور يا عيني زمانها زعلانه اوي " " فعلا احنا لازم نرجع بكرة عشان نطمنها علينا " قالت امل ردا علي سارة بينما تمتمت أيه " هي ملهاش ذنب " واحتضنت الثلاث فتيات بعضهن البعض وناموا بنفس السرير رغم وجود اخر بالغرفة ولكنهم يريدون ان يشعروا بالأمان من بعضهن البعض ..... .
نزلت السيدة نور والسيد شهاب بسرعة الي الاسفل ولكن حسام ومحمد ركضوا قبلهم وتمني عبد الرحمن لو يركض مثلهم ولكن أحمد كان ممسك به بلهفه بالغه ويتخبط بعصاه علي غير هدي ، صاح محمد ب أية " انتو كويسين حد عملكو حاجه انطقي؟! " صرخت به " متلمسنيش انت فاهم " بينما سال حسام بوجوم " انتو كنتوا فين؟ " ، نهرته أمل بعصبية " ملكش فيه احنا راجعين عشان نطمن طنط وماشين " صرخ محمد " انتو بتستهبلوا انتو عارفين جرلنا ايه بسبكوا! " التفت الثلاث فتيات علي انفسهن يبكون لصياح محمد وحسام بهم .
" اخرس منك ليه " صاح بهم السيد شهاب وازاحهم عنهم وضمهم بشدة هو والسيدة نور ، قالت سارة من بين شهقاتها " احنا . جينا عشان طنط وماشين يا عمي خلاص " وارتمت بحضن السيدة نور اخذ كل من السيد شهاب والسيدة نور يربتون عليهم ويحسوهم بأن يكفوا عن البكاء " كده يا بنات كنتوا فين قلقتونا عليكو " سالت السيدة نور.
ردت أمل بخفوت " كنا عند سهي ونمنا عندها معرفناش نروح لبابا كدة امبارح ، قولنا نهدي الاول " عاتبها السيد شهاب بهدوء " كده يا أمل تمشوا وتسيبوا البيت هو انا مش زي بابا كنتو جيتوا عندي وانا قطمت رقبتهم علي صدرهم قدامكو " ثم اردف " يالا اطلعوا عشان ترتاحو " قلن الثلاث معا " لااا " صاح محمد بغضب " ومين سهي دي بقي اللي انتو نمتوا عندها؟ " صاحت سارة به " قصدك إيه يعني هنكون فين علي العموم احنا جينا عشان خاطر طنط وماشين خلاص ارتاحوا كلكوا " ، " انا مش قولت تخرس يا حيوان! " وكلم الفتيات بحزم " يالا علي فوق لما اشوف صرفه فيهم " ربتت السيدة نور عليهم ودخلوا جميعا الي المصعد ودخلوا شقة السيدة النور ، جلسوا الي جوار بعضهم والثلاثة ينظرن الي الأرض لما سببوه من ازعاج للسيدة نور والسيد شهاب .
" احنا اسفين والله يا عمو منعرفش ان حضرتك وطنط هتضيقوا كده " " ليه يا سارة هو انتو مش ولادنا!! " شعرت بالخزي منه ونظرت الي الأرض ، وعندما دخل محمد وحسام صاح بهم السيد شهاب " مش عاوز اشوف وش حد فيكو البنات هيفضلوا هنا " قالت  أمل " بس يا ..." " مفيش بس معنديش بنات تغضب وتسيب البيت اللي جوزها يزعلها تيجي هنا وانا هربيه مفيش خروج من البيت ، يالا علي فوق ارتاحوا  شويا " صعدت الفتيات وكل منهن محتارة لا تريد ان تبات في غرفة زوجها صعد عبد الرحمن خلفهن وكلمهن بهدوء " انتو كويسين يا بنات؟ " هزوا رؤوسهم بآسي " حد ضايقكوا امبارح؟ حد عمل ليكو حاجه؟ " هزوا رؤوسهم بالنفي بخزي ، اطمئن قلبه " طيب يالا واقفين كده ليه؟ صعدت السيدة نور في تلك الاثناء " إيه يا بنات واقفين كده ليه لسه هنا " واشارت الي غرفة حسام " ما تدخلوا يا بنات " هزت امل راسها بالنفي " مش هندخل هنا " " طيب خوشوا الاوضه دي " واشارت الي غرفه محمد ، هزت أيه راسها بالنفي ، فطنت السيدة نور لهن وقالت بنفاذ صبر " وبعدين معاكو بقي! " " خلاص يا ماما سبيهم علي راحتهم تعالوا في اوضتي يا بنات " " مش عاوزين نضايق حضرتك " " لا مفيش حاجه يا سارة اتفضلوا " وادخلهم الي غرفته وجلست الفتيات علي السرير وحالما خرج عضت سارة شفتيها بآسي " احنا ازاي مفكرناش امبارح ، معرفش ان الموضوع هيكبر اوي كده " هزت أمل راسها موافقة " يا سلااام يعني هما يعصبونا ويجننونا واحنا اللي نشيل الليلة كمان " كانت أيه حانقة للغاية .
ظللن هكذا وبعد فترة طرق الباب وقال عبد الرحمن " انا يا بنات " فتحت أيه له الباب ودخل " معلش هاخد بس شويا حاجات عشان الصلاة " ولملم عده اغراض وسط حرج الفتيات وخرج ، اما السيد شهاب همس لأسرته كلها اثناء ذهابه لصلاة الجمعة " مش عاوز البنات تعرف ان في رسايل او في خطر مفهوم ، كويس اوي ان ربنا ستر ومن بكرة تجيب امن للفيلا يا عبد الرحمن " .
وبعد الصلاة عاد الشباب وعاد عبد الرحمن ومعه حلوي و شكولا للفتيات وصعد بها لغرفة الفتيات وطرق الباب " انا عبد الرحمن يا بنات " فتحت له سارة ، ابتسم لها " ها ازيكو الوقتي " " الحمد لله " " طيب ممكن اعد معاكو ولا مينفعش " " اتفضل يا ابية دي اوضتك " دخل واستكان الي طاوله الزينة واعطاهم الحلوى والشوكولا واخذ يمزح معهم الي ان اصبحوا افضل حالا وبالفعل اكلوا من الحلوى وكفوا عن البكاء .
" يالا اجهزوا عشان انا عزمكوا علي الغدا بره " رفضت الفتيات في البداية ولكنه اصر ومازحهم " انا مش بأجر الاوضه ببلاش لازم تدفعوا ضريبة " وعندما تعللوا بأن ملابسهم رثه ولا يريدون رؤية ازواجهن اخذ عبد الرحمن أيه التي جلبت اغراضها هي و اخوتها ولم يجعل محمد يتعرض لها او حتي سمح له بالحديث معها وخرجت الفتيات معه وذهب بهن الي مطعم رائع علي ضفاف النيل واخذ يضحك معهن الي ان اصبحوا علي خير ما يرام وبعد تناول الغداء اخذهم الي منزل السيد شاكر واخبرهن بأنه سوف يعود بعد ساعة لأخذهم ، صعدت الفتيات وحالما تأكد من صعودهن ذهب لإجراء عدة اتصالات لتأمين المنزل ، ومن ثم هاتفهم ونزل الثلاثة له وهن بخير حال .
" احنا تعبناك معانا اوي انهاردة " " متشكرين بجد يا عبد الرحمن " قالت له كل من أمل وأيه بينما مازح هو سارة الجالسة الي جواره " ما اخواتك حلوين اهم وبيقولوا عبد الرحمن اشمعني أنتِ؟ " التفتت ونظرت بعتب لأختيها " عشان هما لسانهم طويل " .
ضحكت أية بشدة وقالت " أحمد ربنا انها جيت علي قد ابية سارة عندها مبدأ اللي اكبر منها بخمس سنين يبقي عمو علي طول " نفي بهلع بالغ " لا لا عمو إيه!! هي ناقصة! خليها ابيه زي بعضوا " ونظر لها شزرا " الحزام يا أوزعه " وصلوا الي المنزل وكان الشباب بالأسفل يبدو عليهم الحنق الشديد ، لم تنظر أي منهن نحوهم ودلفوا الي المصعد مع عبد الرحمن الذي ضحك بشدة " ولسه هنربيهم ربايه شرعي " سالت أيه بمرح " ازاي؟ " " بكرة هتيجوا الشركة معايا " " يوووة يا ابيه انا مش عاوزة اروح الشغل " " ههههه لا هتروحي وهنربيهم هناك وهنا عشان يحرموا يزعلوكو تاني " ، اراد عبد الرحمن استفزاز المجرم كي يخرج من مخبأه ويخطئ ويستطيع هو الامساك به .
بينما شردت أيه وأمل فكل منهن مشكلتها اكبر من ذلك ولكن لا يوجد لديها حل سوي الصبر فكل منهن تخشي الطلاق ولا يعلمون كيف ستكون الصدمة علي والدهم اذا تطلقت كل منهن .
دخلت الفتيات وقبلن راس السيدة نور والسيد شهاب واعتذروا منهم لانهم جعلوهم يشعرون بكل هذا القلق .
" المهم الغلط ميتكررش تاني يا بنات، ها روحتوا فين؟ " قالت ايه بمرح " روحنا مطعم علي النيل وكمان روحنا لبابا وماما " " كويس جدا انا شايف انكوا حسن ولا إيه " نظرت أمل لعبد الرحمن " البركة في عبد الرحمن بقي عذبناه معانا انهاردة " جلس عبد الرحمن واسند ظهرة الي الخلف ووضع قدم فوق الأخرى " مش عارف تعب ايه اللي بتتكلموا عليه! انا ولا هارون الرشيد معايا 3 عرايس ومحدش قدي " ضحكت الفتيات والسيدة نور بشدة وعاد الجو مرح نوعا ما مره أخرى ... .












نهاية الفصل.

مذكرات حائر الجزء الأول "الحلم المستحيل" بقلم هالة الشاعر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن