الفصل الأول من الجزء الثاني

10.2K 465 36
                                    

جمعة مباركة 💖💖
لا تنسوا قراءة الكهف والصلاة على الحبيب المصطفى
ولا تنسونى من صالح دعائكم

________

الفصل الأول

حالة جديدة شديدة الصعوبة . المصاب طفل فى السادسة عبث بالموقد فى غياب والدته وعجز عن السيطرة على اشتعال النار التى وصلت لخرقة قديمة تستخدمها أمه للتنظيف . ألقاها أرضا لتسقط قرب سلة المهملات المجاورة لإسطوانةالعاز  دون أن ينتبه الصغير الذى غادر المطبخ ليلعب بالمياة .
المرحاض يفصله عن المطبخ جدار واحد متهالك إنهار فور انفجار الإسطوانة لتنال النيران من الصغير .

منذ ساعات لم يشعر رامى بمرورها يقف أمام غرفة الطوارئ . هو أيضا تسببت إسطوانة غاز بكارثة حياته .
هذا الصغير محظوظ حقا . والدته المنهارة تلك ستدعمه . علم أثناء إنهاء إجراءات دخوله أنه يتيم الأب . لكن والدته تكفيه . كان بحاجة شخص واحد جواره فى معاناته . كان سيكتفى بأحدهم .

لكنه لم يملك أحد .

يقف عاقدا ساعديه دون أن يحيد بعينيه عن باب الغرفة الذى اخيرا فتح بعد انتظار مهلك ليخرج منه ثلاثة أطباء .
أرهف السمع دون أن يتحرك قيد أنملة عن مكانه..هو فى الحقيقة يعجز عن الحركة وليس رافضا لها  .
سيكون بخير!!! ؛ هذا ما تقوله الطبيبة لوالدته المنهارة الباكية .

____

خرجت وعينيها تنظر لمكانه الذى لا يتغير . منذ تسلمت العمل بهذا المشفى ؛ عام كامل وهى تراقب مراقبته للمرضى . خاصة الأطفال منهم .

هو هنا دائما ..مع كل إصابة جديدة يكون بنفس المكان .قريب مراقب ..بعيد مترقب . طمأنت والدة الصغير وغادر أحد زملائها لينظر الأخر إلى حيث تنظر .

تنهد بحيرة : غريب جدا رامى ده ؟
رفعت عينيها عن رامى لتنظر ل رائف : ليه يا رائف بتقول كدة ؟؟
رائف : طبعا كلنا فاهمين إنه كان ضحية حادث حريق . إحنا دكاترة وده تخصصنا . لكن وقوفه الصامت ده مريب . عاوز يدعم الحالات اكيد مش هيبقى بالشكل ده.
عادت داليا تنظر ل رامى : مش يمكن مقدرش يتجاوز الحادث اللى اتعرض له . وقوفه وصمته ده خوف .
رائف : جايز .. أنا رايح اجيب قهوة .اجيب لك معايا ؟
هزت رأسها نفيا وهى تتجاوزه للأمام نحو رامى الواقف بملامح متجمدة ، نكس رائف رأسه بحزن وإلتف مغادرا .

اقتربت حتى وقفت أمامه لينظر لها بتعجب ..هو يضع حول نفسه هالة بمساحة كافية تمنعه المتطفلين . تحركت عينيه فقط عن باب الغرفة لتستقر على وجهها .

يعرفها .داليا ..طبيبة شابة إلتحقت بالعمل منذ عام .. نشيطة وناجحة ولم تتغيب عن العمل طيلة العام ولو ليوم واحد .
ابتسمت له بود : داليا محمود
لم يبد عليه أنه استمع لها .خبت بسمتها لوهلة ونظرت أرضا ثم عادت ترفع عينيها له : ماتخافش هيبقى كويس . حالته مستقرة وإصابته مش خطيرة .

حكاية مشوهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن