ماتزعلوش منى لما اتاخر عليكم بقا لى نص ساعة بنزل الفصل والتاب معلق
الرابع
كان لقائهما الأول هادئا جدا خلا تماما من أى ضغط من ايهما تجاه الاخر ،بعض الأحاديث العابرة وألفة تتسلل بتروى .
عاد رامى للمنزل ذلك اليوم بعد يوم عملى طويل ليشعر برغبة في مطالعة انعكاس وجهه فى المرآة تلك التي الرغبة التى افتقدها لعمر مضى.
وقف أمام مرآته بلا تردد يتأمل ملامحه ربما للمرة الأولى بحياته ، لم يشعر مطلقا بالرغبة في تفحص ملامحه .
وجهه الاسمر ، ملامحه الجادة ، لقد ساهمت ذقنه المنمقة فى إخفاء خلل شفته العليا بشكل كبير ، رأسه الاصلع الذى يزيد طلته هيبة و شدة .
وعينيه ...
عينيه تبتسمان !!!!بلى أنهما كذاك . لم ير تلك السعادة الخفية بعينيه منذ الأزل ، إنها سابقة ، عليه أن يحفظ تلك الصورة جيدا .
اخيرا وبعد سنوات يشعر بالامتنان لتلك المرآة .***
كانت داليا أكثر تحديداً ، ترى علاقتهما تسير بسلاسة مطلوبة مع شخص ک رامى يخطو للمرة الأولى في عالم المشاعر ويتعرف للمرة الأولى على لذة العشق . تشعر بالراحة لمجرد هذا اللقاء الهادئ .
مرت عدة أيام على نفس الوضع ؛ يتقبلان وقت الراحة يحتسيان كوبا من القهوة ثم يعبر كل منهما الآخر لبقية اليوم اكتفاءا بتلك اللحظات المشتركة .
علم الجميع خبر انتقال رائف لمشفى اخر بناءا على طلبه هو ، وكم زاده هذا القرار احتراما له . أما داليا فشعرت ببعض الراحة ، لم تكن الأمور جيدة برؤيته يتألم وهى عاجزة عن مساعدته ؛ لم يكن الأمر بيدها ، كانت مرغمة . بالحسابات العقلية ترجح كفة رائف بلا شك . أما القلوب فلها حسابات اخرى .
تمنت أن تسأله العديد من الأسئلة ، لكنها تنتظر أن ترى قدرته على الإجابة . لا تريد خطوات للخلف .
جلسا اليوم مثل الأيام السابقة ليضع النادل القهوة أمامهما .امسك الكوب وعبث به مخفضا عينيه وهو يقول : شكلك عاوز يقول حاجة .
ابتسمت لمبادرته : هو فى حاجات كتير لازم تتقال .
نظر لها بترقب : زى إيه ؟
داليا : زى مثلا أمته حصل لك الحادث ؟ اهلك كان رد فعلهم ايه ؟ انت عايش فين ؟ ومع مين ؟
ضحك رامى رافعا كفه : خلاص كل دى أسئلة ؟ أنا فكرتك هتقولى حاجة تانية خالص .
قطبت جبينها : حاجة تانية ازاى ؟
حمحم بحرج : يعنى فكرتك مضايقة من قعدتنا سوا كل يوم
اشاحت بكفها علامة عدم اهتمامها بالأمر ليتابع : أنا ياستى كنت في الإعدادية واهلى صراحة ماكانش ليهم اى رد فعل للحادثة لأنهم ببساطة ماتوا كلهم فيها .شعرت بالصدمة ، كيف يتحدث بهذا الهدوء وهو يخبرها ببساطة أنه فقد عائلته بحادث مأساوى . رمشت بعينيها عدة مرات بتوتر ليقول : ماتخافيش أنا مش مجنون . أنا بس عشت وجع كتير جدا اقوى من وجع الحريق وموت اهلى .
أنت تقرأ
حكاية مشوه
General Fictionحادث أودى بحياة أقرب الناس إليه وحكم عليه أن يحيا منبوذا للأبد. أمامه طريقين ؛ إما التسول و إما الإجرام . لكنه أراد أن يخلق لنفسه طريقا ثالثا .عزة نفسه تمنعه التسول وإن هلك جوعا ، و قلبه النقى يمنعه الإجرام رغم ما تعرض له من تنمر وجحود هل ينجح ؟؟ أ...