الفصل السادس من الجزء الثاني

8.9K 481 41
                                    

السادس

يجلس رامى وعمه فى موعده تماما بصحبه والد داليا الذى نظر بدقة ل رامى وشرد فيما حدث منذ اسابيع .
عودة للوراء...
تدخل داليا حجرة المكتب الخاصة بوالدها بعد أن اذن لها ، رأى فورا الاضطراب على ملامحها ليشجعها على التقدم : تعالى يا حبيبتي .
تقدمت لتجلس أمامه ، نظرت للملف المفتوح على المكتب : حضرتك مشغول؟ قضية جديدة؟
اغلق الملف بلا تردد : أيوة يا ستى بس مفيش حاجة فى الدنيا تشغلنى عنك . مالك يا داليا ؟
حمحمت بحرج وقالت : هو يا بابا .. اصل فى موضوع ..

ابتسم محمود لينهض عن مقعده ويلتف ليصبح أمامها ، امسك كفها البارد وفرك ظهره بإبهامه : تعالى اقعدى جمبى .
نهضت بلا تردد تتبعه للاريكة : جلس واجلسها بجواره ، احاطها بذراعه بحنان : ها احكى لى بقا .

بدأت تتحدث بتردد.. دقائق وبدأ والدها يطرح بعض الأسئلة ليتحول حديثها لنقاش تعرف والدها من خلاله عن كل ما يخص رامى .
لم ينكر إحساسه بالراحة لاختيارها شخص كهذا لم تؤثر عليه الأحقاد ولم تردعه نظرة المجتمع القاسية .
لكنه لن يطلق حكما حتى يراه بنفسه . رأى الفخر بعينيها وهى تخبره أنه حصل على شهادة الدكتوراة منذ يومين فقط .هنا تأكد أن ابنته مغرمة بهذا الشاب . فالمرأة لا تفخر برجل إلا إن عنى لها الكثير .

وحين أخبرته منذ أيام برغبة رامى فى مقابلته . نحى كل أشغاله جانبا وحدد موعدا قريبا . فكم يريد تفحص ذلك الرجل عن قرب .

افاق من شروده على صوت ياسر الذى لاحظ تطلعه ل رامى وشروده ، هو لا يعلم أن رامى يكره أن يتطلع إليه شخص بهذا الشكل ، لكنه يرى أنه يعانى تحت نظرات محمود .

ابتسم ونظر ل ياسر مرحبا : نورتنا يا استاذ ياسر انت والدكتور رامى .
ابتسم ياسر : منور بأهله يا استاذ محمود حضرتك طبعا غنى عن التعريف . اسم حضرتك ونزاهتك وسمعتك يشرفوا اى حد .
ابتسم محمود ونظر ل رامى : متشكر يا استاذ ياسر . ساكت ليه يا دكتور؟

رفع رامى عينيه ينظر له ليجد بهما شيئا من الفزع ، أخبرته داليا أن رامى لديه بعض المخاوف من التعاملات الاجتماعية نظرا لما عاناه من قبل .
ابتسم له مشجعا : داليا كلمتنى عنك ، بس صراحة مش مصدق إن فى مجتمعنا شخص زى ما هى بتوصفك .
لم يجب رامى سوى ببسمة شاحبة ليعلم محمود أنه غير مستعد للتحدث عن ماضيه فتابع : فى مهنتى قابلت ناس كتير جدا اخدوا ظروفهم حجة علشان ينحرفوا .
اعتدل بجلسته : أنا ليا وجهة نظر فى النقطة دى ...
حصل على اهتمام رامى ليتابع : الانحراف ده استعداد . يعنى شخص مهما كانت ظروفه وحشة عمره ما ينحرف لعدة أسباب يا إما بيخاف من العقاب يا إما شايف نفسه أعلى من الجريمة يا إما عنده هدف ومصمم يوصله يعنى معندوش استعداد ينحرف لانه شايف إن فى حاجة لازم يعملها عكس شخص تانى يستسهل الانحراف وده لانه معندوش هدف ولا شايف للدنيا امل . تعرف يا رامى ؟؟
نظر له رامى ليقول : أنا سعيد بوالدك لأنه رباك صح . لولا تربيته اللى حافظت عليها كنت ضعت . هو كمان اكيد فخور بيك .
اسرع ياسر يقول : الله يرحمه كان مكافح طول عمره .

حكاية مشوهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن