الفصل الأخير

12.1K 735 183
                                    

التاسع

منذ بدأ الاحتفال لم يبتعد عنها ولو أنشأ واحدا وهى ايضا لم ترحب بالبعد عنه رغم إلحاح صديقاتها من حين لآخر . أما أخيها فلم يسلم رامى من مشاكساته طيلة الحفل .

لم يكن حضور عمه ذو تأثير لقد كان معظم الوقت وحيدا إلا من اقتراب زملاءه بالجامعة وقد سمح مؤخرا بتقدم بعض العلاقات لتقترب من الصداقة . وكذلك العاملين بالمشفى . حتى ذلك الصيدلى العجوز كان وجوده أكثر تأثيرا من وجود ياسر .

أعلن محمود عن المؤسسة ليترك بعدها المجال ل رامى ليتحدث عن معاناة هؤلاء الضحايا ومن غيره يمكنه أن يعبر عنهم !!!
فى تلك اللحظات زادت قربا ونحت خجلها جانبا لتمسك ذراعه الأيمن وتحيط خصرها متكئة على صدره .

ابتسم لها ثم رفع المكبر ليقول : المؤسسة مش هتحتاج تمويل مادى كبير خصوصا إن لحد دلوقتي معانا اكتر من عشرين دكتور من أكبر دكاترة التجميل منهم اللى مستعد يعمل اكتر من جراحة فى الشهر مجانا ..
صمت لحظة لتتعلق به الأعين فيقول : الناس دى بتبقى محتاجة اللى يقف جمبهم .اللى يبتسم ويقولهم انتو مش مسخ ..مش وحوش ..بالعكس انتو ضحايا واحنا موجودين علشانكم . محتاجين حد يطمنهم لأنهم بيبقوا مرعوبين ..محتاجين يحسوا بالأمان ..بالأمل .. بأنهم لسه بشر وليهم حق يعيشوا ...

صمت تام ساد القاعة والكل يستمع لصوت رامى وكلماته التى تعبر للقلوب مباشرة انتهى لتعلو موجة من التصفيق الحار وتعلو الهمهمات والاغلب يريد أن يتقدم للمساعدة .
دارت حول نفسها لتنظر له بفخر ليلقى بنفسه بين ذراعيها يرفعها عن الأرض مستنشقا عبيرها بقوة وكأنه يلتقط أنفاسه بعد عدو طويل .

اقترب محمد ليربت على ذراعه : خلاص يا كبير نزلها الناس بتتفرج .
لم يبد أن أحدهما استمع لما قاله ليخرج هاتفه : والله لو مانزلتها لاصوركوا .
وضعها رامى أرضا فورا ونظر له بغيظ : عاوز ايه يا ارخم خلق الله ؟؟
اقترب محمد ليقف بينهما ويرفع هاتفه : عاوز اتصور مع اختى يا كبير .
اسرع رامى يضع كفه فوق هاتف محمد : وانا قلت مفيش تصوير فى الفرح .
زفر محمد بضيق الكل يشعر أن رامى منع التصوير أثناء الاحتفال لشعوره بالعجز .
ابتعد محمد خطوة ليعيده رامى ممسكا ملابسه من الخلف كاللصوص : ماتزعلش ابقا أتصور معاها فى السيشن .
اشرق وجه داليا وهى تتساءل بلهفة : بجد يا رامى هنتصور ؟
تجاهل وجود محمد وهو يحيط وجهها : طبعا يا حبيبتى .. بس نبقى لوحدنا ومحدش يحتفظ بصورتك .
قربها منه أكثر : اصل انا بغير ومحبش حد يشوف صورة حبيبتي .
اقترب محمد برأسه منهما ليقول ببرود : مش تقول كدة يا راجل وانا فكرتك معقد
التفت له رامى ببطء لتقول داليا  : محمد غور من وشى الساعة دى .
نظر لها متصنعا الصدمة : وانا كنت خايف عليكى منه .
عاد ينظر ل رامى الذى رفع كفه ليهوى به على رأسه الحليق ليتاوه محمد : والله ما أنا سائل عنكم وهروح اروش مع اصحابى .
امسك كفها عائدين لمقعديهما ليقول : أنا ماضربتوش بجد ده بيستهبل .
ضحكت داليا : ولا ضربته عادى اخوك الصغير .

حكاية مشوهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن