اعتذر عن التأخير
السابع
اعتاد رائف مشاكسات تلك الفوضوية التى تثير جنونه ، اعترف أمام نفسه اخيرا أنه أصبح يحب شعوره بإستثارتها له .
هما دائما الشجار .هو ينتقد دائما وهى تصر على إقناعه برأيها الذى يتجاهله ظاهريا .هى ليست فوضاوية بشكل مبالغ فيه . مثلها مثل الكثيرين فاقدى الأمل في التغيير لذا لم يعد الأمر مهما بالنسبة لهم .
طالما صرخ بوجهها ؛ أخطاء الأخرين ليست مبررا لاخطائك .
وطالما ابتسمت وقالت بنفس البرود : سأقنعكمؤخرا أصبحت تصف سيارتها بشكل حضارى ، هو سعيد بتأثيره عليها وإن لم تعترف به ، رأى سيارتها تتقدم سيارته فأفسح لها المجال لتصف سيارتها اولا من باب اللياقة .
ترجل عن سيارته ليجدها تنتظره ، لم يعد يرى هيئتها غير مهندمة ؛ بل لها طلة خاصة بها ، عليه أن يعترف بذلك .
اقترب بود قلما يحدثها به : صباح الأمل يا دكتورة امل .
نظرت له بدهشة : صباح الخير يا دكتور رائف . كنت محتاجة رأى حضرتك فى حالة جت امبارح .سار بجوارها عليهما السير مسافة لعبور السيارات المصفوفة بفوضى أمام المشفى وكأنها أمام أحد المتاجر . لفت نظره فتاة يستند إليها رجل مسن واضح من معالمه أنه على وشك فقدان وعيه .
أشار بيده ل امل لتصمت وهو يتجه نحوهما ، اختل جسم الرجل ولم تعد الفتاة قادرة على حمله ليسقط أرضا وهى تصرخ : بابا
اسرعا نحوهما لتقول برجاء : ارجوكم ساعدوني ادخله بابا عنده سكر ، معرفتش ادخل بالعربية .
امسك معصم الرجل ونظر ل امل : غيبوبة .لازم ندخله ياخد انسولين .
انحنى يرفع الرجل لتفتح امل حقيبتها وتقول : ندى له انسولين وبعدين ندخله فى كل الأحوال هياخد فحص ربع ساعة .وفى لحظات كانت أعدت المحقن وحقنته بالعقار قبل أن يحمله رائف بمساعدة الفتاة للداخل .
إلتقيا بعد ساعة فى الرواق ليتجه نحوها : هو انت عادى شايلة انسولين فى شنطتك ؟
لتجيب بعفوية : طبيعى اشيل انسولين علشان عندى سكر .رمشت عينيه رغما عنه وشعر بوخزة فى صدره ؛ إنها مريضة !!!
تلك الطبيبة حديثة التخرج ، حديثة السن !!!
مريضة بمرض مزمن !!!قبض قبضته لاعنا كل لحظة هاجمها فيها ليفيق من شروده على صوتها : مالك يا دكتور ؟؟
نظر لها فورا ، هو لن يغير سلوكياته معها ستعد ذلك شفقة لعلمه بمرضها ، كما أنه احب مشاكستها ، ليترفق فحسب .
اشاح بكفه : إيه يا بنتى !! هو انت كدة علطول زى المدفع .
ضيقت عينيها وهى على وشك مهاجمته ليبدأ هو : لوك لوك وضيعى الوقت ع الفاضى .. اتفضلى ورينى الحالة .
زفرت بضيق وهى تسير أمامه ليبتسم ويتبعها وقد نبع داخله احساس غريزى لحمايتها لم يحاول طمره أو إنكاره____________
أنهى رامى محاضراته الصباحية ليتوجه إلى المشفى حيث سيسعد برؤيتها ، دخل من الباب ليقول الحارس : استاذ رامى فى حالة جديدة صعبة جدا .
انعقد حاجبى رامى وتوجه لمكتبه . ترك حقيبته وتوجه من فوره إلى غرف الفحص . ما إن وصل للرواق حتى رأى نفس المشهد الذي يتكرر .
ورغم أنه مشهد متكرر إلا أنه لايزال مؤلما ..وبشدة .
اقترب من العجوز التى تبكى . جثى أمامها ينظر لها بشفقة : إن شاء الله خير . أهدى علشان ما تتعبيش .
رفعت العجوز عينيها تنظر إليه لتقول من بين شهقاتها : بنتى وجوزها وعيالها الامبوبة انفجرت والشقة ولعت بيهم .
أنت تقرأ
حكاية مشوه
General Fictionحادث أودى بحياة أقرب الناس إليه وحكم عليه أن يحيا منبوذا للأبد. أمامه طريقين ؛ إما التسول و إما الإجرام . لكنه أراد أن يخلق لنفسه طريقا ثالثا .عزة نفسه تمنعه التسول وإن هلك جوعا ، و قلبه النقى يمنعه الإجرام رغم ما تعرض له من تنمر وجحود هل ينجح ؟؟ أ...