الفصل الثالث من الجزء الثاني

8.7K 465 45
                                    

شعر رائف بالأسى تجاه رامى ، لقد كان قاسيا معه للغاية ، يبدو بالفعل انسانا يعانى كما قالت داليا .
بحياته ألم كبير لم يتمكن من تجاوزه . لقد رأت داليا ما لم يره أحد .

حمحم بحرج ليعيد رامى لتركيزه ويقول : رامى أنا آسف .
نظر له رامى متسائلا : على ايه ؟
رائف : كنت قاسى معاك جدا
ورغم كل الألم الذى احتل ملامحه منذ لحظات ابتسم ، ابتسم لينظر له رائف بتعجب ، أين ذهب الألم !!!
أين اختفت المعاناة !!!
كم هو بارع في إخفاء مشاعره !!!

بسمته تلك تعتبر سابقة أيضا ، تألم وابتسم أمامه فى يوم واحد .
تحدث رامى ببساطة : أنا القسوة هى حياتى بعينها . ماتخافش أنا مش زعلان من كلامك .بالعكس كلامك فادنى جدا .
هم بالمغادرة ليستوقفه رائف : رامى ..
عاد ينظر له ليقول بقلب متألم : ارجوك ما توجعهاش . خلى بالك منها .

إنه يعشقها ..يرى رامى ذلك بوضوح .
ترى ما قصتهما !!!
هل كانا حبيبين !!!
هل هو حب من طرف واحد !!!
يقتله الفضول ليعرف الحقيقة رغم خوفه منها .

تساءل بترقب : انت تعرفها من زمان ؟؟
ابتسم رائف : من خمس سنين .
عاد يتساءل بترقب أكبر وقلب يرتجف : بتحبها ؟؟؟؟
تنهد رائف : مش مهم انى بحبها . الأهم أنها ماحبتنيش .

تألم قلبه بشدة .. كم هو مؤلم ذلك العشق .
لكن مهلا . هو حتى هذه اللحظة غير واثق من قبولها له بكامل تشوهه الجسدى والنفسى .
زفر بضيق وهو يعود لمكتبه بينما توجه رائف نحو الإدارة فهو يشعر أن بعده افضل للجميع.

***

فر من المشفى فور انتهاء عمله ، لم يستطع أن يبقى بعد الحقائق التي تكشفت اليوم .
ليس مرتبطا بمحاضرات ذلك اليوم لذا عاد إلى غرفته المتهالكة مثله تماما .
قبع لما تبقى من اليوم يطالع الجدان !!!
فراشه المتهالك !!!
الشباك الوحيد المطل على القاهرة القديمة . لكم كان رفيقا له في لياليه الطويلة !!
ترى ما سيكون رد فعلها إن رأته بهذه الغرفة !!!

اخيرا حزم أمره . الغد اصعب يوم بحياته . سيطلعها على كل شئ .
إن رغبت بالتراجع فليكن . لم يتعمقا بعلاقة تحرق قلبيهما .
يمكنه احتواء الألم إن تراجعت الأن .لطالما كان بارعا فى احتواء الألم.

ألقى بجسمه المرهق فوق الفراش المتهالك الذى لم يعد صالحا له منذ سنوات ليتكوم على نفسه . اغمض عينيه مجبرا عقله على التراجع عن الواقع .
______

منذ عادت من المشفى لم تغادر غرفتها . اتى أخيها الأصغر يدعوها للغداء لتعتذر منه ، رغم أنها تحب صحبته فى إجازاته قصيرة المدى لكن اليوم لا تشعر برغبة في صحبة أى كان .

دخلت والدتها إليها بعد الغداء في محاولة للتعرف على سبب عودتها المبكرة أو سبب انعزالها هذا .
لتغادر بعد ساعة دون أن تفلح في حثها على التحدث .

حكاية مشوهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن