اختيار خاطئ

71 4 1
                                    

اهدأ أيها الغبي الأحمر ، ما بالك تدق بجنون تكاد تخترق صدري
ما الذي سيحدث؟ كل ما علي هو التحدث معه ، ها هو يقف امامي ، لا شيء يستحق حتى تثير الجلبة و تجن رقصاً ، اهدأ قليلاً حتى اعلم ما سأقول ، يبدو انك تحتاج بعضاً من الهواء ، ها قد لبيتُ طلبك ، نعم هكذا اهدأ .
ما الذي اصابك في هذه الشهور القليله؟ بدأتُ أعاتبه ، انت الذي لم تكن لتلقي بالاً لأي احد ، ما الذي جعلك تنبض لهذا الكائن اللامبالي . و كأن عقلي اختار ان يجيب عنه ، لكن عوضاً عن الكلام قرر ان يريني....
لم اكن وقتها سوى، طالبة في كلية ، تجاهد ان تحصل على اعلى العلامات حتى تتخلص من واقعها المرير عسى ان يحمل مستقبلها معنىً اخر . لم اكن الهث وراء الحب او الرومانسية كما تفعل قريناتي ، لعلمي بأن كل شيء له وقته المحدد .
كان يوماً عادياً كأي يوم رتيباً اخر ، كنت افكر في أشياء عشوائية عندما سمعت وقع خطوات على الأرض الرخامية لارفع عيناي و اراه ، لم اعد اشعر بمحيطي و كأن الزمن توقف و لم اسمع سوى صوت الأحمق يسرع في وتيرته غير مبالاً بالقفص الذي يحبسه ولا بجارتيه اللواتي انحسر الهواء عنهن وكأنه قرر عدم الدخول. لم اكن قد رأيته من قبل مع ذلك لم استطع ان ارفع عيني عنه .
بدأ بالحديث ، كنت اسمعه لكني لم اكن هناك كنت محلقة، انقضت الدقائق الستون التي آثرت الرحيل على عجل ، عادت حواسي تدريجياً بعد ذهابه، نزل الهواء الواقف لرئتين سأمتا الانتظار .
بقي الأحمق يجن كلما رأيته لا يتيح لي الفرصة للتفكير ، يتوقف عالمي للحظات كلما رأيته.
توقف سيل الذكريات على صوته يتحدث لشخصاً ما ، عاد قلبي لاحتفاله مجددا لكن لن اعطي له الفرصة ، سأذهب للتحدث معه لا أستطيع الانتظار ، سأخبره عن المجنون الذي تيّم به منذ اللحظة الأولى ، سأخبره عن الليالي التي امتلئت بأفكاري عنه ، سأخبره عن حفلة الشواء التي يقيمها قلبي كلما رأيته يكلم فتاة ، سأخبره عن كل شيء ، اعلم أيها الوردي ان هذا لايصح لكني لا اكترث للعادات ، الان انا لا اهتم لأي شيء سواه ، تقدمت غير مكترثة بارتجافي ولا باللهيب الذي اكتسح وجهي و لا بالوقع المدوي لقلبي ، وقفت أمامه ، التفت لي بعينين متسائلة ، غرقت في سواد عينيه ، احاول ايجاد صوتي الذي قرر الاختباء مني الان ، رن هاتفه ليمنحني بضع ثواني علني اجده
احضر ما اريد قوله قبل ان تقرر أذناي ان تخونني وتلتقط ما قاله
اجل حبيبتي انا آتٍ!!!
سكت قلبي عن الضجيج ، لكن قدماي اختارت ان تخذلاني أيضاً، تجمعت الدموع لتعلن ثورتها، قررت الهروب قبل ان يبدأ الطوفان ، هدأ الأحمق اخيرا، كيف لقلبٍ مكسور ان يقيم الأفراح ؟ شرع عقلي هجومه ، يحاصرني بكلامه المعاتب ، انتهت قصة حبٍ حتى قبل ان تبدأ
لما كان عليك ان تختاره؟
اختار القلب مواساتي بأرتداء ثوبٍ قاسي لا ولن يتخلله او يزيل إقفاله اي احد
مع ذلك حتى الان لا اعلم لما اختاره......

هذيان ليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن