قصة

19 3 0
                                    

لقد حانت ساعة السحر ويجب ان اتوجه الى مكاني المعهود في الروضة الحسينية لاجتمع مع أقراني من الحمائم ، لاستمع الى ما حدث قبل ١٣٨١ هـ ، لقد اصبح هذا دأبنا ، نجتمع هنا لنستمع لوقائع يومٍ مشئوم ، وقائع يوم العاشر من شهر محرم ، سنة ٦١ هـ .
احداث أليمة تناقلتها الأجيال جيلً بعد الآخر حتى وصلت ليومنا هذا ، رواها لنا جدنا الأكبر الذي حضر ذلك النهار المؤلم ، بقي يرفرف جناحيه في سماء ارض الكرب و البلاء ، ارض نينوى ...
لقد رأى كل شيء وشهدَ جميع الأحداث و شعر بوجوب نقلها لابنائه و ابنائهم من بعده ، لنشهد جميعاً على قسوة الإنسان بأخيه الإنسان ...
قسوة لم ترحم حتى الرضيع ذا ال٦ اشهر ، شقوا وداجه بسهم الشر ، بين ذراعي ابيه..
احرقوا خيامهم ...
بقي جدنا هناك و رأى الحسين بن علي ، سبط الرسول و هو يستقبل الموت على ايدي الطغاة قائلاً " ان كان دين محمدٍ لن يستقم الا بقتلي ، فيا سيوف خذيني " ...
رأى أخيه العباس و هو يرفض شرب الماء بعد ان وصله بمشقة
لم يرد الشرب قبل الأطفال العطاشى حتى سُمي ساقي العطاشى
رأى زينب بنت علي تبكي بجانب جسد اخيها المضجر بالدماء قائلةً " يا رب تقبل منا هذا القربان "
رأى جثث يُمثل بها و رؤوس تُقطع وتُحمل على الرماح ، خيام تُحرق ، أطفال و نساء تُسبى ...
رأى فئة ظالمة تقاتل رجلٍ  كل ذنبه انه أراد إحياء سُنة جده...

هذيان ليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن