تسللت النسمات الهادئة عبر الستار الأبيض الخفيف ، تزيحه قليلا لتكشف عما تخفيه ، مدينة غارقة في الظلام والهدوء ، لم يكن وقت الاستيقاظ قد حان بعد الا انه كان وشيكاً .
تجلس ترشفُ قهوتها الساخنة ببطء متعمد ، تراقب المدينة وسكونها عبر اللمحات التي تتيحها لها الستارة ، غير مهتمة كفاية لترفعها وتنظر كما تشاء. راقبت الأفق يتلون بألوان خفيفة تدريجيا ًً، شاهدت الطيور تترك أعشاشها لتحلق بحثاً عن قوت يومها ، ترتفع تارةً وتنخفض تارةً .
تخيلت نفسها محلقة معها عبر الأثير غير عابئة لأي شيءً اخر ، تذهب لاماكن مختلفه كل يوم ، أماكن تحلم بزيارتها ولكن لا تستطيع ، تخيلت المنظر من الأعلى ، كل شيء صغير و بلا أهمية ، شعرت بالهواء يتخللها كلما حلقت ابعد ، شممت الروائح المختلفة لكل مكان تزوره و الشوارع المتفرعة تبدو كخطوط تم رسمها بعشوائية و رأت الوجوه العديده تقابلها كلما انخفضت للأرض .
كانت السماء الان تصطبغ بلونٍ ذهبي معلنة بداية اليوم ونهاية التخيلات الجامحة كذلك ، تجرعت ما بقيّ في كوبها من قهوة باردة أنهتها بتنهيدة عميقة ثم دحرجت عجلات كرسيها المتحرك بعيداً عن النافذة.
أنت تقرأ
هذيان ليل
De Todoانها ال 3 صباحاً، يسود الهدوء ذلك الهدوء المريع ، أحياناً تقاطعه ضوضاء الحشرات الليلية ، الجميع غارق في سباته ، و قد باشروا بأحلامهم بالفعل. هذا الوقت الذي يزداد فيه احساس الوحدة،عندما لا يكون هناك رفيق سوى الافكار التي لا هوادة لها ، كل فكرة تس...