The mercy clinic

15 3 2
                                    


يوم مليء بالرياح ، احد ايام اكتوبر الشهيرة بتغيرات الطقس المستمرة ، في زقاق مغطى بأوراق الشجر الصفراء المتساقطة و على جانب الطريق كان مبنى يدعى ب عيادة الرحمة...
اصدرت الباب الزجاجية للعيادة صريراً عندما فتحتها مالكتها ، أدارت لافتة مفتوح حتى تبدأ باستقبال الزبائن لهذا اليوم. كدأبها اتجهت الطبيبة البيطرية للحجرة الخلفية لتطمئن على مرضاها الذين كانوا يتألفون من ثلاث كلاب بقوائم مكسورة وأربع قطط تعاني من أمراض مستعصية.
كالعادة فتحت النافذة لتدع نسائم الخريف الباردة تدخل ، كل الحيوانات بدأت بالتثاؤب و التمدد بوقت واحد وكأنها قد تدربت على ذلك ، ملئت الأوعية الفارغة بالماء والطعام وتحققت من علاماتها الحيوية قبل ان تعود للأمام وتستعد عبر تأكدها ان كل شيء بمكانه الصحيح و ارتدت معطفها الأبيض الذي لا تشوبه شائبة.

رن جرس الباب ليعلن دخول امرأة في منتصف أعوامها الثلاثين ، تحمل قطة ذات لون برتقالي كالجزر الا انها كانت لا تتحرك إطلاقاً سوى بعض الأنفاس المتباعدة تخرج من منخريها. رفعت الطبيبة عينيها عن حاسبها المحمول و بألطف ابتسامة على وجهها سألت المرأة بعطف وهي تنظر للقطة .
" كيف يمكنني مساعدتكِ سيدتي؟"
" حسناً ، لدي..لدي الكثير من الفئران التي تجوب المنزل وقد نصحني احدهم بوضع السم لها ففعلت ذلك لكنني غفلت عن حقيقة ان من الممكن ان قطتي ستلتهم احد الفئران الميتة ، لقد استيقظت هذا الصباح لأجدها هكذا" أجابت المرأة بصوتٍ خفيض .
زمت البيطرية شفتيها وابتلعت ريقها قليلاً قبل ان تقول " فهمت ، سأضع لها بعض المحاليل ليتخلص جسمها من السموم لكن علي ان أكون صادقة معكِ سيدتي ، في حالتها هذه قد لا تنجو"
تنهدت المرأة ووضعت يدها على صدرها وقالت للقطة و هي تمسد فروها الكثيف و كأنها تعتذر لها " اوه..يا صغيرتي أنا آسفة كثيراً"

بعد مضي 15 دقيقة ورغم محاولات الطبيبة العديدة لم يكن هناك اي علامات تحسن وكما تنبأت الطبيبة فقد فارقت القطة الحياة
مالكتها كانت تبكي عندما اقتربت منها البيطرية و نظرة غريبة ترتسم على وجهها ، انتظرت للحظات و قالت بتعاطف " أنا آسفة على خسارتكِ سيدتي"
تمتمت المرأة بشيء ما قبل ان تقف لتغادر من دون القطة .
" انتظري قليلاً ، لابد انكِ قد تعرضتِ للسم أيضاً ، حبذا لو تدعيني اعطيك المضاد " اقترحت الطبيبة بشكل عرضي.
فكرت المرأة لثوان قبل ان توافق بإيماءة .
" نعم نعم لابد اني لم اغسل يدي بعد ان تخلصت من القارض الميت " قالت تحدث نفسها وهي تفرك راحتيها ببعضهما.

" حسناً ، اجلسي هنا سأعود سريعاً" محاولات الطبيبة لإخفاء ابتسامتها العريضة التي وجدت طريقها على وجهها باءت بالفشل و هي تتوجه للمخزن.
ببطء متعمد ، تجولت بنظرها بين الزجاجات المتراصفة على الرفوف ، قبل ان تجد ضالتها ، الدواء المثالي ، العقاب المثالي.
عادت تردد أغنية ما تحت انفاسها ، اقتربت من المرأة و قالت بلطفٍ مصطنع " هل انتِ مستعدة؟"
" نعم ، انه شرٌ لابد منه أليس كذلك؟" ابتسمت المرأة وكشفت ذراعها ثم أغمضت عينيها عن مشاهدة نصل الابرة يخترق جلدها..

لحظات مرت ، بدأت الرؤية تختفي لدى المرأة وشعرت بدوار مفاجىء " ما..بماذا حقنتني؟" خرجت الكلمات بصعوبة قبل ان تنهار على الأرض الرخامية.
أدارت الطبيبة اللافتة مغلق لتجيب بسعادة واضحة " انه شيء حتى تنامي ولا تصنعي اي ضوضاء"

طرفت المرأة بعينها لتفتحها على ضوء الفلورسنت الساطع
برعب نظرت حولها ، فقط لتجد نفسها مقيدة على طاولة جراحية في غرفة خالية الا من طاولة صغيرة عليها بعض الأدوات المعدنية و رائحة المطهر تغمر المكان.
بفزع حاولت التخلص من قيدها الا ان اطرافها لم تتعاون معها ، حاولت الصراخ لكن قطعة القماش بفمها منعتها ذلك.

" اوه..لقد استيقظتِ! جيد الان يمكننا البدء" أتى الصوت من زاوية مظلمة قبل ان تخرج منها الطبيبة بردائها الجراحي الأزرق و قفازاتها البيضاء الناصعة.
وقفت بجانبها تنظر اليها بإعجاب كما لو انها قطعة فنية ، ازالت القماش من فمها حتى تتكلم
" لماذا تفعلين هذا بي ؟ ماذا فعلتُ لكِ؟ ماذا ستفعلين بي؟" سألت المرأة بخوف جليّ
ابتسمت الطبيبة البيطرية ، عينيها تلمع بخبث و قالت بصوتٍ خفيض
" لا ترتعدي، انني فقط سأجعلكِ تذقين القليل مما جعلتِ قطتكِ تمر فيه ليس الا ومن ثم... حسناً ان حيواناتي جائعة ولا أستطيع اخبارك كم يحبون اللحم الطازج"
صرخت المرأة ملئ رئتيها وهي ترى الطبيبة تقترب و بيدها حقنة اخرى ، انحنت عليها و همست " لا تعلمين كم امقت الذين يتسببون بإيذاء حيواناتهم او اهمالها"

صرخت المرأة مرة اخرى عند سماعها ذلك الا ان هذا لم يكن مفيداً ، فقد كانت حبيسة حجرة مصممة لتكون عازلة للصوت ولا جيران ليسمعونها على اي حال....

في الأثناء كان هناك رجل يحمل كلباً مصاباً بحروق عدة ينظر لعلامة مغلق ، و اسم العيادة يلمع بضوء الشمس
عيادة الرحمة.....

هذيان ليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن