اعتراف

49 4 1
                                    

ها قد أتت بمشيتها الفاتنة ، تمشي الهوينا على أوتار قلبي ، تجول بنظرتها اللامبالية , تبتسم بعفوية كل من تلقاه ، لا تعلم بانها قد سرقت فؤادي بابتسامتها تلك.
مرت بجانبي ، لم أجرؤ على التكلم و كأن الكلام يخرج عند حضورها ، وهي كالعاده لم تنتبه لي ، انها دائما تأتي مبكره نصف ساعة ، لقد جعلتني اعتاد على ذلك أيضا .
تحتسي قهوتها الساخنه بعد ان تستنشق عبيرها ، مسكينة القهوة لا تعلم كم هي محظوظة لانها نالت حبك ، تتصفح كتابها قليلا ، تكتب بضع كلمات ، كم أتشوق لمعرفتها ، لعل وعسى أستطيع فك ألغازها .
تذهب إلى قاعة المحاظره ، ليس لديها ادنى فكرة عن المتيم بها يمشي وراءها ، دائما تجلس بجانب النافذه ، وتنظر إلى الخارج بنظره حالمة كالتي أسرتني بها ، اه كم اخشى ان ينتبه لها احد غيري .
أتظاهر بالتركيز مع ما يدور حولي لكن افكاري تقودني اليها على الدوام ، أراقبها كيف تمسك القلم ، كيف تجيب ، كيف تتكلم بصوتها الشجي الناعم ، كيف تضحك ، ااه عندما تضحك يضيء وجهها باكمله ، كيف انها تبدو قويه لا تخاف شيء تارةً و كيف تبدو رقيقه ، طفلة حتى تارةً أخرى .
خرجت ولم استطع اللحاق بها ، اختارت كتبي ان تعيقني عن حلمي وتتناثر امامي ، بنفاذ صبر جمعتها و انا العن الكتب ومن صنعها .
بقيت ابحث عنها لبرهة قبل اجدها جالسة على مقعدها المفضل ، احد المتطفلين يتكلم معها ، كيف يجرؤ! الا يعلم انها خاصتي ، اندفعت نحوهما بغضب لم اشعر بمثيله من قبل ، نظرت الي بعينيها السوداوين و كأنها قد صبت ماءاً بارداً على نيران غيرتي .
" اريد التكلم معك للحظه " نظرت اليها غير آبه بنظرات الطفيلي المتراشقة ، لكنه اختار صواباً وغادر
" نعم بالطبع ما الأمر؟" اه لكم اعشق صوتها ، جلست قبالتها وانا اشعر بزلزال هائج داخلي
" انا..انا" توقف عقلي عن التفكير
" هل بإمكانك عدم التحدث لاحد" لم تستطع جملتي ان تشفي غليل عينيها المتسائلة
" وان لا تستنشقي قهوتك "
" وان لا تضحكي أمام احد"
شبكت يديها و شبح ابتسامة يلوح على ثغرها ،
" ولما لا افعل هذه الأشياء" سألت بتحدٍ غريب ، وجدتني أجيبها بكلام يخرج من أعماقي بصوت خفيض " لان هذه الأشياء هي التي جعلتني أقع في بئر غرامك السرمدي"
انتظرت ان تثور في وجهي او ان تتركني وتذهب
" احمق! ولما تظنني اتي مبكراً ، لانني اريد ان اراك قبل الجميع" ابتسمت بأجمل شكل و خداها متوردان خجلاً ،
انني اغرق في محيط عشقها اكثر فاكثر....

هذيان ليلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن