الفصل الحادى عشر (11)

8.1K 207 17
                                    

#قوة_روح
#من_خلف_الزجاج٤
¶¶ الفصــــــل الحــادى عــشــر ( 11 ) ¶¶
♪♪ •• بعنــــوان " أتنفســــك " •• ♪♪

فتحت "مريم" عيناها بتعب من تأثير المخدر لتشعر بثقل على بطنها وأختناق فى جسدها يقيد حركاتها ، نظرت لتراه نائمًا بجوارها واضعًا رأسه على بطنها ويطوق خصرها بذراعيه بأحكام حتى لا تهرب منه مُجددًا ، حاولت أفلات نفسها منه برفق دون أن تقظه ولم تستطيع ، شعر بحركة جسدها أسفل رأسه ليستيقظ من نومه ويرفع رأسه للأعلى لتراه كما هو جميل بشكله الفوضوى وشعره مبعثر وعيناه منتفختين قليلًا بسبب النوم ، كانت تتأمله وهى تسُب نفسها غيظًا من أفعالها وكيف تركته ورحلت ، تحبه بجنون ومع ذلك تركته ، كانت تتطلع لعيناه وهى تفكر كيف رحلت لتفتح السُبل والأبواب إلى أحدهن تطمع به وهو حبيبها هى فقط ، أعتدل فى جلسته وهو يأخذ يدها بين كفيه وهكذا هى الأخرى جلست أمامه على الفراش تتحاشي النظر لعيناه بخجل من فعلتها وهى تعلم جيدًا بأنه غاضب الأن ويكاد يقتلها على ذهابها لمكان كذلك وجريمتها بقتل طفلهما وهى تستحق ذلك حقًا ، بداخل عقلها تعلم بأنها تستحق هذا لكن قلبها يخشي غضبه فهو ليس بسهل وإلا ما كان ليصبح اليد اليمنى والمحركة لـ "أدم الجوهرى" فحقًا هو بداخله وحش لن يستطيع إيقافه أحد ، ظل ناظرًا عليها مُنتظر أن ترفع رأسها وتتقابل عيناهما ليبدأ العتاب واللوم ولا بأس بقليل من الشجار والغضب فحقًا هى تستحق هذا ، لكن لم تفعل ذلك لم ترفع نظرها له بل أخفضت رأسها قليلًا وشعرها يحيط وجهها وبشرتها البيضاء ، رفع يده إلى ذقنها ليرفع رأسها له وتتقابل عيناها الزرقاء مع عينيه البنية وقال بنبرة هادئة :-
- وبعدين ؟!

تنحنحت بهدوء وقالت بتلعثم :-
- يزيد أنا ....

قطعها بقبلة على شفتيها رقيقة ، لم يكن ينوى مُصالحتها كان يريد شجارها والغضب عليها ، أراد الصراخ بها وعقابها على جريمتها وما أقترفته فى حقه وفى حق جنينهما الموجود بأحشاءها ، أراد صفعها كالمرة الماضية لكن لا يعلم ماذا حدث حين تقابلت عيناهما وسمع أسمه من شفتيها ، فإذا كان الحب جنة حقًا فهى لعنته التى أصابت قلبه ولا سبيل للخلاص منها أبدًا ، أبتعد عنها واضعًا يده بجوار عنقها الدافئ وقال :-
- مريم .....

بترت حديثه هى هذه المرة بعناق قوية حيث لفت ذراعيها حول عنقه بشدة وبدأت تبكى بضعف وهى تتمتم له بالكلام :-
- أنا أسفة والله يا يزيد ، أسفة عشان سيبتك وعشان مقدرتش ظروف شغلك وأنك مش مؤظف عادى ، أسفة أنى مبقتش أديك حقك الشرعى زى ما أنت عاوز ، أسفة أنى ببعدك عنى وببوظ كل لحظة حلوة بينا ، أسفة أنى عصبيتك وتطلع أوحش ما فيك وخليتك تشوف نفسك وحش ، أسفة عشان فكرت أموت أبننا وروحت لمكان زى دا ، أسفة عشان قولتلك طلقنى ، أسفة على كل حاجة بس متسبنيش ..

أبتسم بحب على طفلته الباكية وبدأت تجهش فى البكاء تلوم منها وتعاقب نفسها بدلاً منه ، مسح بيده على رأسها بحنان وقال :-
- أهدى يا مريم ...

قوة روح ( من خلف الزجاج الجزء ٤ )/ نور زيزوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن