نحن بشر ولسنا ملائكة

43 9 0
                                    

.
.
.

تنهدت ماري ببرود حين تفاجأت بمجيء دانبي من الخلف وبين يديها فنجاني قهوة سوداء وضعتهما على الطاولة بينما نظراتها متصلبة على اُختها الصغرى .. كيف تجعل ماري تتخلى عن جيمين وهي متمسكة به بشدة ؟ ألا توجد طريقة لتركه ؟ ليس كما لو كأنه ملاك خالي من الأخطاء لكي تتعلق به لكنه شيطان بهيئة بشري

همست دانبي بحدة : ايشش تبا له ، التفتت إليها ماري بأستغراب ثم قالت مُتسائلة بعدما رفعت فنجان القهوة إلى مستوى شفتيها الورديتين : هذا غريب ، كيف قد غيرت رأيك في المجيء والعيش معي بشقتي بعدما كان رفضك قاطعا غير قابل للنقاش ؟

ابتسمت دانبي بلطف ، لن تدعها في شقتها لوحدها كي يأتي ذلك المعتوه ويجعلها تقبل دون تردد بهذا الزفاف اللعين ، سوف تبقى هنا فردت على أختها الصغرى : أهذا يعني أنك لاترغبين بوجودي ماري ؟ .. اومأت ماري نافية وقد أحمرت وجنتيها من الأحراج لأن نبرة دانبي كانت مستاءة قليلا

فردت ماري بخفوت وتوتر :  لا طبعا لقد اسأت فهمي فأنا اتوق للعيش معك كعائلة مُجددا لكن فقط تغيرك لرأيك هو ما آثار استغرابي .. مررت دانبي اصابعها على حافة فنجان القهوة بكل هدوء وعينيها تراقبان ماري المتوترة لتقول بمغزى : سنعيش للأبد معا ولن يهم المكان اين

ابتسمت ماري بلطف وارتشفت القليل من فنجانها في حين كادت أن تعود لشرودها وبئر أفكارها لولا رنين جرس المنزل فجأة مما جعلها تقف بسرعة بينما قالت دانبي : اتتوقعين زائرا ماري ؟

قامت ماري بفتح الباب ليظهر من خلفه تايهيونغ بقامته الرشيقة وتقاسيم وجهه الوسيمة حيث أن عينيه تجولان بماري محاولا تقييم حالها الآن قبل إلقاء التحية

فأقترب واحتضنها بخفة قائلا : انا أسف لأنني لم أكن هناك عندما توفي والدك ، انا حقا لم أكن أعلم

شعرت ماري بالخجل والتوتر لكنها وضعت يدها خلف ظهره مترددة وهي ترتجف ثم قالت بهدوء ولطف : أشكرك فما قلته الآن يكفي .. كانت تقف سيدة روسلين بجانبه ومهما جاهدت في إخفاء دموعها على حال جارتها الصغرى لم تستطع فالتفتت نصف التفاتة وقالت بلهجة متكبرة مُصطنعة وهي تمد يدها المليئة بشتى أنواع الحلويات وعلبة قهوة

سيدة روسلين : خذي هذه الأشياء انا لا أعطيها لك لأنني أشعر بالشفقة نحوك فلا تُسيئي فهمي بل انا أقدمها لك فقط لكي لاتطرقي ابواب الغير على الرابعة صباحا ، لدي عمل لذا وداعا .. امسكتهم ماري مُتفاجة من رحيل سيدة روسلين وأضطرابها الشديد

وضع تايهيونغ يده على كتف ماري وهو يتقدم عابرا ذلك الرواق الصغير قائلا بتهكم : لقد كانت تبكي عندما علمت بوفاة والدك ، وطلبت مني القدوم معها كي تستجمع الشجاعة الكافية لتعزيتك لكن يبدوا أنني كنتُ بلا فائدة

رُوَايَةْ حُبّ مُزيَف.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن