انتِ مثل فتيات الهوى

43 11 0
                                    

.
.
.

مدت ماري يدها إلى الأمام تريد أن تقبض بأصابعها المتوجعة يده الباردة و قد تصاعد الدم من شفتي جيمين الأرجوانيتين فجمدت أجفانه و قد خيل لها أن الموت قد ناله فزحفت اليه و الدموع تراود مقلتيها و الخوف يسحق قلبها

وضعت أناملها المجروحة على وجهه الشفاف الشاحب بأمل وحيد في نجاته ثم صاحت بصوت عالي وهي تتذكر أحداث ليلة البارحة كيف أقترب بسرعة منها وأحتضنها بين أضلعه ليجعل لها مأوى ، كيف تمسك بها رافضا تركها  بينما هما يسقطان من تلك السيارة إلى أسفل المنحدر

كيف تدحرج جيمين على الأرض بين تلك الصخور الصلبة لافظا آخر أنفاسه ، كيف سحبها من وسط ذلك الحطام والدم شق طريقه من فمه فبالرغم من أنه يكرهها إلا أنه فضلَ حياتها على حياته نظرت من خلف قميصه الممزق لترى صدره المائل للازرقاق

فأطلقت صيحة موجوعة وقد فقدت آخر قطرة أمل في نجاته ، بكت وهي تضع رأسها على صدره بقلة حيلة محتضنة أياه ، لقد أحبته .. لقد كان أول شاب نبضَ قلبها بجنون في حضوره ، لكن والآن وقد فاضت روحه ما الذي تبقى لها لتفعله ؟
فجأة فتح جيمين عينيه الداكنتين وقد شحب لونهما لكن بهما من نبض الحياة مايكفي لبقائه على هذه الأرض مقاتلا

عم سكون في المكان ولم يكن يُسمع سوى بكاء ماري المرير على صدره ، فجمع جيمين مايكفيه من قوة ليتحدث : ماري أبعدي جسدك الثقيل عني .. نظرت إليه ماري غير مصدقة ثم رمت نفسها مرة أخرى بقوة لتحتضنهُ بين ذراعيها

حضنته ماري بأمتنان والشكر لنجاته وصوت بُكاءها كالصدى في ذلك المكان الموحش فكح جيمين بألم وبالرغم من مُحاولاته العديدة لفك يديها عنه إلا أنه لم يستطع ، عندها أستسلم وترك يده تستقر بكل لطف على ظهرها ، فقال بهدوء : ماري

أمسكت بوجهه الممتلئ بشتى الخدوش لتنظر إليه ثم عادت لتحضنه مجددا لترد عليه : لقد ظننتك میتا ، يا إلهي كم أشكرك رمقها جيمين بنظراته الباردة فابتعدت عنه ورفعت يده لتضعها بحجرها رافضة تركه بأية طريقة كانت كأنها لا زالت غير مصدقة أنهما قد نجيا من موت عنيف

بينما استقام جيمين هو الآخر و اعتدل في جلسته ليتأوه ممسکا بصدره ليقول بنبرة حاقدة : ايا كان من فعل هذا سيدفع الثمن أضعافا .. صاحت ماري بقلق : ماذا ؟ جيمين هذا ليس وقت التفكير في الانتقام فأنت بالكاد تستطيع الجلوس و قدمك مصابة أيضا ، لن نحصل على المساعد بهذه الطريقة

بالرغم من أنه يرفض الإعتراف بانه بمجرد ان يخطوا خطوتين سيخر ساقطا على ركبتيه وبما أن وجودهم في أسفل المنحدر والوصول إلى الطريق العام يتطلب وقتا كما أنه يشعر بحمى شديدة تجتاح كيانه و تحثه على ترك كل شيء

رُوَايَةْ حُبّ مُزيَف.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن