بارت 3

424 42 15
                                    

شمس یوم جدید طلت علی جامعة تشانغ إن تداعب طلابها بدفیء و حنان،، کان کل شي  طبیعیا کما جرت العادة، وصل تاو بدراجته
الهوائیة متأخرا بعض الشيء فنزل منها وهو یقول بتذمر : مللت من هذه الدراجة السخیفة من الأفضل لکریس أن یستعجل بتصلیح دراجتي الناریة لم أعد أتحمل هذه الدراجة اللعینة أکثر

إستدار لکنه فورا إنتفض بذعر عندما أخافه شخص ما کان یقف أمامه مباشرة لتنفجر تایون ضحکا وهي تقول بسخریة : أخیرا نجحت في إخافتك تاو الشجاع

تاو بحدة : هذا بسبب أني کنت أفکر بأمر أخر إبتعدي عن طریقي سأتأخر عن المحاضرة

تجاوزها لیسیر بکل ثقة بعیدا عنها و فورا لحقت به تایون تسیر بجانبه و تقول بجدیة : لما تهتم فقط بالمحاضرات ؟! أم أنك هذه حجتك لإبعادي عنك ؟!

وقف تاو لیرد علیها لکن قبل أن یتفوه بأي کلمة رأی لونا قادمة من بعید و تحمل بعض الکتب فنظر لها بحدة،، رفعت لونا بصرها لتقع عیونها علی تاو بالصدفة فوقفت مکانها تنظر له بهدوء،، فجأة إبتسم تاو بسخریة و أحاط ذراعه حول عنق تایون و قال : طبعا لیست حجة لإبعادکي عني أنتي زمیلتي و صدیقتي کیف أفکر بإبعادك أنتي ممیزة جدا بالنسبة لي

إبتسمت تایون بسعادة و سألته بحماس : هل أنت جاد ؟ هل أنا ممیزة بالنسبة لك ؟!

“ طبعا “ : قالها تاو بثقة ثم أضاف : فلنذهب للمحاضرة لقد تأخرنا

أومئت تایون رأسها بالإیجاب مبتسمة و سارت معه وهو یحیط ذراعها حول عنقه،، مر علی لونا و نظر لها بإزدراء للحظات قصیرة و أشاح بوجهه فیما لونا بقیت مکانها تتبعه بنظراتها الهادئة حتی إختفت عن أنظاره ثم تنهدت بيأس و سارت في نفس مساره فهي متجهة لنفس المحاضرة أیضا

دخلت للمحاضرة و رأت تاو قد إختار مکانا و جلس بجانب تایون،، تنهدت بیأس و ذهبت لتجلس خلفه مباشرة، نظر بزاویة عینه للخلف و أدرك أنها تجلس خلفه فتظاهر بالتحدث مع تایون طوال الوقت وهي تنظر له بهدوء و ملتزمة الصمت،، إمتلأت القاعة بالطلاب و أتی البروفیسور بعد لحظات لتبدأ المحاضرة 

أخرجت لونا قلم تاو من حقیبتها و قررت أن تعیدها له،، مدت یدها نحوه لکن قبل أن تنادیه قررت کتابة ملاحظة إعتذار أولا کتبت شیئاً علی ورقة صغیرة ثم وضعت سبابتها علی کتفه و طرقت علیه برفق،، إلتفت لها بنظراته الحادة فأعطته القلم و البطاقة دون قول کلمة،، أخذهما من یدها بعنف و أدار لها ظهره مجددا، فتح الورقة و قرأها في سره : أسفة بشأن الأمس لم أقصد التسبب بطردك أعذرني

قلب تاو عینیه بملل و رمی البطاقة جانبا علی الأرض فتحولت ملامحها للحزن خاصة عندما أهدی ذلك القلم لتایون

أخذت تایون القلم و قالت مبتسمة : رغم أني أملك العدید من الأقلام لکني سأخذ هذا لأنه هدیة منك و سیصبح قلمي المفضل

إبتسم لها تاو بطریقة مصطنعة فیما لونا خفضت بصرها بیأس،،

شابین یجلسان في نفس الصف الذي تجلس علیه تهامسا عنها : أنظر لتلك الفتاة الجمیلة هناك،، کانت تدرس في أمریکا لکنها إنتقلت لجامعتنا حدیثا
رد الأخر ببرود : تعلم أني لا أرکض خلف الفتیات هانبین، في الحقیقة هن من ترکضن خلفي

أجابه هانبین بجدیة : لکن هذه لیست أي فتاة عادیة بیکهو،، سمعت أن والدها مات في حادث سیارة قبل ستة أشهر و ورثت وحدها جمیع ممتلکاته، هي الأن أغنی فتاة في قارة أسیا کلها

نظر بیکهو للونا بطریقة خبیثة و قال بهدوء مخیف بینما یدلك ذقنه : فتاة جمیلة و ثریة و عزباء،، هذا کنز یجب أن أستغله جیدا

طوال فترة المحاضرة کان تاو یتهامس مع تایون و یضحکان معا فیما لونا تراقبهما طوال الوقت بنظراتها الحزینة،، تاو من حین إلی أخر کان ینظر لها بزاویة عینه و یبتسم بسخریة ثم یتجاهل وجودها تماما

فجأة تحولت ملامح یونا للغضب بدل الحزن و قالت في نفسها : لا تحزني لونا هذا لیس طبعك یجب أن تصلي إلی هدفك مهما کلفکي الثمن،، لقد تعبتي کثیرا حتی وجدتي تاو و إنضممتي لجامعته لا یمکنکي أن تضعفي الأن

هزت رأسها بثقة لکنها رأته یضحك مع تایون فأضافت بحدة : کنز یقف خلف هذا الأحمق وهو یتودد لفتاة بسیطة ترتدي ملابس موضتها قدیمة جدا

جرفها الحماس لتقول بصوت عالي : تاو أیها الأحمق

نظر لها کل من في المدرج بإستغراب و لأن تاو کان یقف أمامها مباشرة ظنوا أنه کان یزعجها فإنفجر الجمیع ضحکا بسخریة،، نظر لها تاو بغضب فهذه ثاني مرة تحرجه أمام الطلاب لیسمع ثرثرة شباب قریبین منه : یبدو أنه حاول التودد لها لکنها رفضته
طبعا الفتاة ثریة جدا و جمیلة لیست حمقاء لتوافق علی مواعدته

نظرت لونا بحزن لتاو فهو الأن في أقصی درجات غضبها منه و هذا ما لا تریده أبدا و بعد تواصل بصري حاد للحظات حمل تاو أشیاءه و خرج من المدرج غاضبا،، هذه المرة لم یطرده البروفیسور بل خرج بکل إرادته و تبعته لونا مجددا بنظراتها الحزینة،، هذه المرة قررت أن لا تبقی مکتوفة الأیدي فما یحدث الأن سیجعل تاو یکرهها و لیس هذا ما تریده فهي بحاجة للتقرب منه و کسب ثقته،، حملت حقیبة یدها و خرجت بسرعة لتلحق به،،

تاو کان مسرعا في مشیته یسیر بسرعة کبیرة و ملامحه حادة في أقصی درجات غضبه بینما لونا ترکض خلفه و تنادیه بصیاح : تاو إنتظر تاو أنا أنادیك

وصلت إلیه لکن قبل أن تلفه لها سبقها بحرکة قویة و دفعها نحو الجدار لیثبت ذراعیه حولها و یسألها بحدة : هل أتیتي إلی هذه الجامعة من أجلي مالذي تریدینه مني ؟!

خفق قلب لونا بسرعة کبیرة بسبب سٶال تاو الذي صدمها کثیرا،، ظنت أنه کشف أمرها و علم أنها إنتقلت لهذه الجامعة من أجله و کانت تفکر بکذبة مقنعة لإنقاذ نفسها من هذا الموقف بینما تاو ینظر لها بکل غضب

_______________Sheitana23_________

  ( مکتملة ) Please hate meحيث تعيش القصص. اكتشف الآن