اللهم لا إله إلا أنت سبحانك، أني كنت من الظالمين.
الحلقة الثالثة
استمعت لشجارهما بشرود وكأنها بعالم أخر، لا يهمها الأن سوى حماية ابنها، ونجدته من مصير كمصيرها بيد سعد أو أشقاءه، وستفعل ولو كلفها الأمر حياتها، فقد سبق وخسارتها بالفعل، أما ابنها فلا وألف لا، لذا فقد هبت نافضة عنها ثوب الشرود بعد سماعها له يشكك بنسب ولدها، باتهامه القذر، وطعنه بشرفها.
ـ سلمى ثائرة: أخرس يا حيوان، سليم ابن صالح، أنا أشرف منك ومن أهلك كلهم، صالح معتبش البيت من يوم طلاقنا الأخير، حتى أبنه كانت الدادة اللي بتدويه عنده يوم في الأسبوع يقضي اليوم وترجع به.
ـ سعد مذهولا: بتشتميني يا سلمى، طلع لك لسان وبتردي علي [بتهكم] وبدل أنت محترمة كده، مرجعتيش لأهلك ليه تعرفيهم اللي حصل، فضلتي لوحدك ليه سنة بحالها ياعالم هببتي فيها أيه.
ـ سلمى منفعلة: مش لما يبقي لي أهل أبقى أرجع لهم، كنت عايزني أرجع لمين، أرجع لك أنت، عشان تبيعني مرة تانية، ولا تتاجر بابني وتبتز أبوه بيه.
ـ سعد شامتا: وأديكي أنت وابنك رجعتولي يا سلمى، وكلمتي هتمشي على رقبتك أنت وابنك، خصوصا بعد ما أخواته ما تبروا منه وقالوا ملهوش علاقة به.
ـ سلمى مهتاجة لسماعها له يضع طوق تبعية ابنها له حول رقبته: بتحلم يا سعد، كلمتك دي تمشيها على عمتي هي أتعودت على كده، لكن أنا وأبني تنسانا للأبد، ولو متخيل أني عشان لسه قاصر هتتحكم في تبقى بتحلم، لعلمك أنا مش فاضلي أكتر من ثلاثة شهور وأوصل لسن الرشد، ولو فكرت أنك تستغلهم بأي شكل، مستغل خوفي على عمتي تبقي غبي، [بحسم وقوة] انا أبني عندي أغلي من الدنيا كلها، ولو حكمت أنا هبلغ بنفسي عن ورث أبويا، وهاقلب عليكم القديم والجديد [التفتت لترى وجه عمتها الشاحب والخوف مرتسم على جميع تقاسيمه لتقول بثقة] شكرا يا عمتي على وقفتك جنبي بس لو تمن الواقفة دي رجوع سعد يتحكم في، فالله الغني، أسفة بس ياريت تاخديه وتمشي [ ونظرت اليه بقوة] ولو فكر يرجع هنا تاني هبلغ البوليس أنه بيتهجم علي حتى لو كنتي معه.
بمكتب أحد المحامين
ـ المحامي واثقا: متقلقيش يا مدام سلمى، أنت موقفك سليم ميه في الميه، دي مش وصية ولا هبة عشان يطعنوا في صحتها، ده شرا للممتلكات بإسم ابنك مباشرة، وحتى مكنتش بإسم المرحوم أساسا، يعني هو أول ما اشتراها، اشتراها وسجلها بإسم سليم، خاصة وهو قبل وفاته باع كل حاجة لولاده الكبار، يعني بديهي أنه هيكتب حاجة لسليم زي أخواته.
ـ سلمى قلقة: أيوه يا أستاذ، بس هما أول ما صالح مات الله يرحموا هددوني بأني أخرج من حياتهم نهائي، وحذروني من أن حد يعرف أن سليم أخوهم، ودلوقتي بعد ما فوجئوا بالثروة اللي الحاج كاتبها له وسايب ورقهم مع صديق عمره، رافعين قضية الوصايا.