لا ا حول ولا قوة إلا بالله
الحلقة الثانية
بعد بضعة أشهر بالمصحة النفسية الخاصة.
ـ سيف بضيق: برضو عملت اللي في دماغك.
ـ سليم هادئا: أعملك أيه، ما أنت كل ما أفتح معاك الموضوع تتوه.
ـ سيف حانقا: تقوم تعمل اللي في دماغك وأسافر وأرجع الاقيك رجعت المستشفى.
ـ سليم مستاءا: كنت عايزني استنى أيه، لما ترجع وتهاديني بواحد تاني يطلع عيني.
ـ سيف باقنإع: كنت هغير مكتب الخدمات، سألت علي كذا مكتب وطلعوا كويسين وعندهم ناس محترمة.
ـ سليم بيأس: المشكلة مش في المكاتب، المشكلة في الضماير، كل واحد جبته كان في الأول كويس، وأول مايحس أني مليش حد وبعتمد عليه في كل حاجة، يسوق الدلال ويتحكم فيا وكل واحد مشكلة غير التاني، اللي لسانه طويل، واللي أيده أطول، واللي بيتحرش ببنات الجيران وجابي لي مصيبة، [زافرا بنفاذ صبر] زهقت يا سيف وعايز ارتاح بقى.
ـ سيف لائما: وأنت هترتاح لما تكمل باقية عمرك عايش في مصحة نفسية.
ـ سليم يائسا: عندك حل تاني، ما أنت عارف أني فكرت كتير وملاقيتش حل أنسب من ده، في الأول فكرت أعيش فى فندق لكن مفيش عندهم رعاية خاصة لحالة زى حالتي [بحزن] متفتكرش أنه سهل علي أرجع المستشفى، بس على الأقل كنت مرتاح للخدمة فى الفترة اللى أتعالجت فيها هنا وكمان أنا وأنت هنبقى مع بعض كل يوم.
ـ سيف مترددا: أنت عارف نظرة المجتمع للناس اللي في المصحات النفسية.
ـ سليم بسخرية: لا ماهو أنا كده كده اخدت اللقب من ساعة ما دخلتها المرة اللي فاتت ساعة الحادثة، وبعدين أنا مش فارق مع الناس عشان يفرقوا معايا.
ـ سيف مستاءا: المشكلة أنك قاعد فى أوضة مشتركة.
ـ سليم حائرا: وأيه المشكلة المستشفى غالية جدا، ودخلي من الوديعة ما يسمحش أني أقعد فى أوضة خاصة، ، خصوصا أني لازم يتبقى لي مبلغ لمصاريفي الشخصية وعلاجي وللطوارئ.
ـ سيف قلقا: المشكلة، أن كل احتكاكك هيكون بناس مش سوية، وده شيء يقلق.
ـ سليم عابثا محاولا تغيير دفة الحديث: بصراحة أنا اللي قالقني شخصيا احتكاكي بك كل يوم.
انفطر قلب ابتسام وهي تستمع لصوت بكاء نهى الذي أقترب بشدة هذه المرة وكأنها تبكي خلف بابها مباشرة، لم تستطع كبح عواطفها أكثر من ذلك، ستخرج لها وليحدث ما يحدث، فتحت الباب لتجدها جالسة علي بعد عدة درجات، وقد تمزقت ملابسها وأمتلأ وجهها بالكدمات، فصعدت اليها فزعة تحتضنها بحنان، وهي تقول بقهر: سلامتك يا نهى يا حبيبتي، هي دعاء مالحقتكيش النهارده وسيباكي على السلم ليه؟
![](https://img.wattpad.com/cover/210397550-288-k955420.jpg)