الجزء الثاني عشر

15.8K 367 26
                                    

اللهم فرج من بعد ضيق

الحلقة الثانية عشر

بالطريق بإحدى القرى الريفية، بعد عدة أسابيع

يقود سيف سيارته بهدوء، مستنشقا الهواء النقي باستمتاع، لتنحبس انفاسه فاجأة، حينما وقع بصره على تلك الفتاة التي تحمل الكثير من الأغراض، متيقنا أنها ساكنة قلبه، نعم هو قد رأها من الخلف، ولكن وأن لم يشاهد وجهها الصبوح بعينيه، الا أن قلبه قد تعرف عليها، ليتأكد من حدس قلبه حينما تخطتها سيارته فرأى وجهها الحبيب بمرأة سيارته، التي أوقفها على بعد خطوات منها، وهبط اليها، ربما استطاع مجاذبتها حديث يروي ظمأه لصوتها.

ـ سيف متجها اليها بسعادة وهو يحيها بشوق: صباح الخير يا ندى.

ـ ندى وقد تخضب وجهها خجلا وقد ظهر فجأة من كان عقلها يتلهى بتصوره عن الشعور بحملها الثقيل: صباح الخير يا دكتور، أزي حضرتك.

ـ سيف بحب يحاول إطالة الحديث آملاً أن ترسم صورتها بعينيه: الحمد لله في أحسن حال، المهم أنت أخبارك أيه.

ـ ندى مرتبكة من نظراته الشغوفة: الحمد لله، عن أذن حضرتك.

ـ سيف متلهفا وهو يتقدمها ليعترض طريقها: طيب استني، ماهو مش معقول تمشي شايلة كل ده واحنا رايحين نفس المكان، وبعدين أزاي تشيلي كل ده لوحدك وتمشي كده.

ـ ندى خجلة وهي تحاول تخطيه بالالتفاف حوله: معلش يا دكتور، كل واحد وظروفه، أنا كنت بشتري شوية حاجات من المركز بابيعهم أون لاين، وطبعا مش هينفع أضيع المكسب على التاكسيات.

ـ سيف مترفقا وهو يمد يده يمنع تحركه لكن دون المساس بها: ربنا يعينك ويقويكي.

ـ ندى محرجة من محاصرته لها: ربنا يعين الجميع، عن إذنك.

ـ سيف متلهفا: طيب اركبي أوصلك.

ـ ندى بإباء وبداخلها يرتجف من مجرد تواجدهما سويا بالسيارة: لا طبعا ما يصحش.

ـ سيف مستنكرا وهو يتطلع مشفقا للحقائب العدة بيديها: اللي ما يصحش أني اسيبك تمشي شايلة كل ده واحنا رايحين نفس المكان.

ـ ندى متوترة وهي تنظر حولها بقلق: بجد مش هينفع كده حتى وقفتنا كده مش كويسة.

ـ سيف مترجيا مشفقا على ضعفها ورقتها من حمل كهذا: طيب أركن العربية وأشيل معكي وأوصلك مشي.

ـ ندى مضطربة وهي تلاحظ تطلع بعض المارة عليهما: لا طبعا ده كده العن، عايز نمشي المسافة دي كلها وحضرتك شايلي الشنط، ده أنا سيرتي هتبقى على كل لسان.

ـ سيف وهو ينظر لأحد المارين غاضبا: قطع لسان اللي يجيب سيرتك، [بإصرار] اخر كلام ومش هاسمح لك اصلا ترفضيه، هاتي الشنط هاسبقك بيها على البيت.

سندحيث تعيش القصص. اكتشف الآن