٣.فايرن

124 8 8
                                    

أُخِذ (كارلوس) الى الحجز وعند دخولهم الى مركز الحجز كان مبنى كبير وكأنه قلعه في منتصفه قبه كبيره تحوي ١٥ نافذه عند قاعدتها دخلوا وكان المسؤول عن السجن جالساً في اقصى اليمين عند الرواق الأول فور الدخول من الباب
قال آمر السجن ممازحاً:
ماذا يا ريت هل بدأت تمسك بالأطفال ألا يمكنك مطاردة المجرمين، الآن يمكننا مناداتك بالعجوز ريت
رد ريت وهو يضحك: على الأقل انا لا اجلس على كرسي وأنتظر نمو مؤخرتي أتطمح للمشاركة في مسابقه اكبر مؤخره في المملكة. حسنا يا سيمون كفاك مزاحاً والآن اريد منك معروفاً اريد ان يدخل هذا الفتى الى الحجز المظلم
ماذا! انت تعلم من يدخل هناك كيف تريد إدخال الفتى قال سيمون متفاجئاً
رد ريت: اعلم ذلك ولكن هذا الفتى مزعج حقا، استمر في اهانتي طول الطريق، لم ارغب في فعل شيء بسبب سكان القرية بالإضافة الى انه تكلم كثيراً عن تلك الزنازين بشكل مزعج، لا اعلم من اين اتى بكلامه ولكن بالتأكيد انت لا تريده ان يتكلم بالأمر اكثر من ذلك علينا أن نخيفه للاطمئنان فقط
حسناً فقط يوم تأديبي واحد قال سيمون
عند حديثهم كان كارلوس يمسك به أحد العاملين في السجن ممن يكون مسؤولا عن حراسه المساجين. تقدم ريت نحوه وقال
حسنا انا من سيأخذه الى زنزانته
سار ريت مع كارلوس و عندما دخلا عبر الباب القريب من آمر السجن الى داخل ذلك المبنى الكبير صعدا سلماَ مرتفعاَ الى حدٍ ما اندهش كارلوس من حجم ذلك المركز حيث كانا يسيران في رواق وعلى يسارهما توجد الزنازين بشكل متوالي ولكن ذلك الرواق لم يكن مستقيماً فعند نهايته ينحني من جانبهم الايسر وكلما تقدما بدأ شكل المبنى يتضح الى كارلوس لقد كان حلزونيا ينخفض عند نهاية كل دوره وتملك الزنازين سقوفها الخاصة ولكن السقف العام للمبنى كان مرتفعاً يتمثل بتلك القبه التي تتوسط مركز الحجز.
عند وصولهما الى اخر حلقه كان في نهايتها باب يحرسه حارسان وكانا ضخما البنيه الجسدية لا يمكن أن تميز وجهيهما بسبب ما يرتدياه من اقنعه جلديه بالإضافة الى الخوذ التي كانت من معدن الستول الغير قابل للصدئ وبينما كارلوس ينضر إليهما لاحظ شعاراً على خوذتيهما مرسوماً بلون ذهبي كان تاجاً يتوسط سيفين لم تكن تلك اول مره يرى فيها هذا الشعار اعادته ذاكرته الى عمر العاشرة قبل ثمانية سنوات الى ذلك الفتى الصغير الذي كان جالساً يبكي في قبو منزل لا يضيئه إلا مشعل واحد يسمع صوت الصراخ والضرب وعندما رفع باب القبو الأرضي رأى الدماء وخوذة تحمل ذلك الشعار كانت تلك اول مره، انقطعت تلك الذكرى على صوت ريت يقول له:
تقدم الى الداخل مرحباً بك في الحجز المظلم
نضر كارلوس الى المكان واذا يستقبله رواق ضيق معتم وعلى الحائط وجد المشاعل معلقه واحداً تلو الآخر إذ لا يمكن لنور الشمس الدخول مع انهم كانوا في وقت الظهيرة، مشيا قليلا حتى توقف رجل الأمن ريت عند احد الزنازين وفتحها ثم قال لكارلوس :
استمتع حتى آتيك غداً
فور اغلاق رجل الأمن الباب حتى بدأ كارلوس بالبحث في الجدران كان يبحث عن مكان متهالك وضل يضرب بالجدران حتى أحس بضعف احد الاماكن استخدم اصابعه ليفتح ثقبا صغيراً انتبه الشخص على الجانب الآخر لحركه في الجدران نادا كارلوس :
هل يوجد احد هنا رد علي ارجوك اريد التحدث معك
رد السجين: من انت عن ماذا تريد الحديث وما الذي أتى بك إلى هنا
قال كارلوس: حسنا لكي اعرب عن حسن نواياي سأجيبك عن اسئلتك ولكني اتوقع منك ان تثق بي هل انت موافق
نعم قال السجين
اسمي كارلوس، واريد ان اتحدث معك عن قصتك، ولقد زُج بي هنا لأنني ثوري واعلم انكم جميعاً الموجودون هنا كذلك رد كارلوس
السجين : 

ماذا أقلت ثوري هل قامت معارضات اخرى بعدنا لا تقل لي انهم فشلوا ولذلك امسكوا بك
كارلوس:

 لقد اجبتك عن اسئلتك ماذا عن حديثنا
السجين: 

حسنا اولاً اسمي فيليب لقد كنت هنا من ٨ سنين.

بعد سنه من استلام الملك للحكم قاطعه كارلوس
اكمل فيليب نعم هذا صحيح لقد اسمونا بالخائنين ولكن ذلك الحقير ثين هو من خاننا،ثم علت على وجهه نظرة مليئة بخيبة الامل والحزن والغضب 
كارلوس: 

لم اضن اني ساجد واحد منكم هنا ولكن اريد ان اطرح عليك سؤالاً هل تعرف شخصاً اسمه اوكامي
ابتسم فيليب وكأن ذكريات سعيدة قد زارت ذاكرته وقال:

 
وكيف لا اعرفه لقد كان، وفجأة توقف عن الكلام وتغيرت ملامحه مستغرباً وصرخ، كيف تعرف بهذا الاسم ومن اخبرك به؟ عليك ان تجيبني حالاً
كارلوس:

 اهدأ سأخبرك، اعلم انه كان اسماً مستعاراً لا يعلم به إلا افراد مجموعتكم، قبل قليل لم اخبرك بإسمي الكامل إسمي هو كارلوس هانسن ابن ايريك هانسن
توسعت عينا فيليب بعد سماع هذا و شعر بسعادة تملأه من الداخل ثم قال: 

اذا انت ابن ايريك هل هو على قيد الحياه بالتأكيد هو من ارسلك اخبرني اين هو الان هل هو بخير
كارلوس: 

للأسف لا،   لقد قتل والدي بعد ان اقتحم منزلنا مجموعة من الجنود قبل ثمانية سنوات
فيليب: 

ماذا! لقد اخبرته ان يهرب، في تلك الليلة كان هو اكثر من لديه الفرصة للهرب
كارلوس: 

انت كنت اقرب صديق له وانا اسألك هل كان ليهرب؟ عندما كنت صغيراً كان يقول لي إن لم تواجه عواقب الطريق الذي سرت به يا كارلوس حينها ستكون هزمت، لم افهم ما كان يقول حينها ولكن بقيت هذه الكلمات عالقة في ذاكرتي حتى فهمتها، في تلك الليلة عندما خرجت من قبو منزلنا كانت الدماء تملئ الارض وجثه امي بالقرب من طاوله الطعام وفوقها كرسي محطم كانت هناك ايضا خوذه يوجد عليها شعار سيفين في وسطها تاج رأيت نفس الخوذ عند دخولي الى هنا كان يرتديها حارسين على باب الدخول اريد ان اعرف من هؤلاء الذين يرتدون هذه الخوذ وما دلالة ذلك الشعار
فيليب: 

اذا لقد ارسلوا قوات الملك، أولئك الجنود هم حرس الملك إنهم يتبعون أوامر الملك بشكل مباشر غالباً ما يستعملهم الملك عندما يريد إتمام امر خاص لا يريد من احد أن يعلم ما هو، في تلك الليلة أمسك بنا الجيش ولكن يبدوا أن الملك ارسل الفايرن قاطعه كارلوس وقال:
الفايرن؟ هل هذا اسمهم
اكمل فيليب حديثه نعم انه اسمهم كما قلت لك يبدو ان الملك ارسلهم لقتل والدك لأنه كان قائدنا
كارلوس : 

انا لم ارَ هذه القوات كثيراً وكأن ليس لهم وجود

فيليب :

 لا يمكن ايجادهم إلا في المهمات وداخل القصر فهم حرس القصر الخاص
اتكئ كارلوس على حائط السجن وأوَف ثم قال :

حسنا الآن اتضح جزئ من الأمر
مر يوم على محادثتهما كانا يتحدثان فيه عن الثمانية سنوات السابقة وكيف أنهوها، كيف كانت طفولة كارلوس وسجن فيليب،
اثناء جلوسهما سمع فيليب خطوات شخص فقال لكارلوس:

 لم تخبرني ما الذي تريده من كل هذا هل هو الانتقام

ابتسم كارلوس وقال:
الانتقام لأولئك الاغبياء الذين يدفعهم غضبهم الى ارتكاب الحماقات انا اريد التغيير ثم ادار وجهه ناحية الباب ووقف حتى فُتح الباب واذا به رجل الأمن نفسه الذي ادخله نضر الى كارلوس وقال:

 آمل انك وجدت ما كنت تبحث عنه

كارلوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن