في سنة ستمائة وخمسة وخمسون (655) كان الملك "ثين" جالسا على عرشه وعلى يمينه ويساره مجموعة من مستشاريه ورجال الدين لمختلف الطوائف في المملكة وقد بدأ قرص الشمس بالهبوط كان ينتظر قادة جيشه ان يجلبوا عدوه له لأنه وبعد عام من الحرب التي بدأها اخيرا وصل إليه خبر الانتصار وكان من عادته ان يقتل اعدائه بنفسه ،دخل بشكل مفاجئ وعبر الباب الكبير لقاعه الملك نائب القائد العام للجيش جاراً خلفه شخص مغطى بالغبار والدماء يلتقط انفاسه بيأس ابتسم الملك وكأنه وحش تمكن من فريسته.
نائب القائد للملك:
انحنى قائلاً اسف جلالتك ان سبب جروحه هي مقاومته هو وحراسه بعد محاصرتهم
الملك:
تعلم انكم جميعا ستعاقبون على ذلك، من اعلاكم رتبة الى ادناكم ، بذكر اعلاكم اين "فين"؟ ألا يجب ان يكون هو من يأتي لي بهذا الحقير
نائب القائد:
هنالك بعض الجنود من خالفوا الأوامر اثناء اليوم الاخير من الحرب اصر على ان يهتم بمعاقبتهم وجلالتك اعلم بطرقه في اتمام الامور فهو لا يحب ان يتهاون مع مخالفة الاوامر
رفع الملك نفسه عن عرشه حاملا سيفه المرصع بالذهب وقال :
حسنا الان لنهتم بضيفنا لا يجب ان نتركه ينتظر كثيرا كما فعل هومعنا، لقد جعلنا ننتظر عاما كاملا بسبب حصنه اللعين "وبدت على الملك ملامح الغضب" ثم رفع رأسه عالياً واماله نحو المستشارين ورجال الدين واسترسل،ولكن كما تعلمون بسبب حنكتي وادارتي لهذه الحرب بحكمه استطعت هزيمته،أدار في هذه اللحظة نائب القائد رأسه الى الاتجاه المعاكس للملك وقد رسمت على وجهه ملامح اشمئزاز ثم هدأ وابتسم ابتسامه طفيفه تُظهر ملامح خبث،لاحظه احد كبار رجال الدين هناك كان "ثايدن" زعيم اكبر طائفه دينيه في مملكة فاليزيا والتي يطلق عليها فايتار
في تلك اللحظات كان الملك مستمرا بمدح نفسه ثم نظر الى نظيره المهزوم في الحرب وقال :
انت تعلم اني لا اقتل جميع اعدائي بنفس الطريقة، ولكن لكي اجعلك متفائلا قليلا انت اول من فكرت بطريقه قتله قبل ان تمتثل امامي، ثم رفع سيفه وقطع يده وأمال نفسه الى يده الاخرى وقال لن تحتاج هذه ايضا اليس كذلك فقطعها ايضا ثم امسكه من رداءه ورما بوجهه على الارض حتى جعل قدميه ممتدتان بتوازي وقطعهما بضربه واحده وسط توتر كل من في القاعة من مستشارين ورجال دين عداه ونائب القائد وثايدن ثم قال لدي كل الوقت لانتظرك تموت من كثره نزفك ثم ادار الملك له ظهره متوجها نحو العرش صعد الدَرجة الأولى ،وإذا بأصوات تتعالى من القاعة انتبه جلالتك! وفور استدارة الملك طُعِنَ بسيف نائب القائد وقبل ان يستطيع سحب سيفه قُطع رأسه، توجه احد المستشارين في وسط الفوضى الى الباب ليرى اين الحارسان ولكن فور فتحه للباب استُقبِلَ بدمائهما تسيل باتجاهه ومجموعه جنود انتبهوا إليه ،ذلك اليوم كان الزجاج الذي يغطي نوافذ القاعة يعكس لون الشمس الدموي الى الداخل وكأنك لا ترى الا الدماء حتى في الهواء، جلس نائب القائد على ذلك الكرسي ووضع سيفه يقطر دماً على الارض، فوضى ونهاية قد يراها من وجد في القاعة ولكنه امل وبداية لمن دخلوا من خلال الباب ناظرين الى من ارتضوه ملكاً لهم.
أنت تقرأ
كارلوس
Ficción históricaفي حياتهم وعود تُقْطَع ودماء تُسْفَك من أجل الإفاء بها، هل الغطرسه والتكبر و الرغبة بالقوة ما قُدِّرَ لكارلوس أن يعيشه أم أن القدر هو مجموع الخيارات التي إتخذناها؟ وهل نستطيع أن نعيش قدراً مختلف؟ خمسُ ممالك غيومها حمراء وأمطارها دماء تصعد الزهور في...