كارلوس

١٠.الدب الأزرق

فك كارلوس وثاقها وقال لها:
لمَ لمْ تفعلي ذلك سابقاً؟انت هنا منذ ثلاثة سنين
اجابته:

 انا اعلم انه رجل حرب ليس من السهل قتله لذا انتظرت حتى اتدرب كفاية لأتمكن من قتله ثم توقفت لثواني عن الكلام نظرت مباشرتاً الى كارلوس وقالت له:
امبراطور ليس امرا سهلا لقد تأثرت بحرب بين مملكتين وانظر إلى ما حصل لي من دون نسيان ان والدي كان جنرالاً من انت؟
اجابها كارلوس :
قد اكون ابن فلاح او جنرال او حتى ملك، ما يهمني حقا هو ما اريده انا وما سأمثله وما الذي سأفعله، ما حدث لك بسبب سعيك نحو الانتقام وليس القوة، القوة هي ما ستجعل الخيارات في الحياة متاحة وكلما ضعفت كلما قلت خياراتك حتى يبدأ ما يحدث من حولك هو من يرسم مسار حياتك
قاطعته نانسي قائله :
اذا انت تسعى الى القوة
ابتسم ورد قائلاً :
لن يحصل على شيء من يسعى الى القوة وحدها انا لم اقل إني أسعى إليها ولكنها  ستعطيني المساحة التي احتاج إليها لأتقدم نحو ما أريد
بأن تكون الامبراطور هذا ما تريد، قالت مقاطعتاً إياه مجدداً
اكمل مبتسماً :
لا تستعجلي الامور ستحصلين على كفايتك مما سيحدث فقط لا تدعي الشك يتخللك وأيضا لا تلومي الحرب فهي من اوصلتك إلي الآن ولن تندمي
بعدها أدار نفسه ليذهب، توقف و استدار مجددا ثم رما الخنجر الذي كانت مسكته فضية ونقش عليه وجه دب بالون الازرق لنانسي قائلاً :
خنجرٌ جميل
ردَّت عليه بينما استدار ليذهب:
شكراً لقد كان لوالدي كان يلقب بالدب الازرق

 عاد بعدها كارلوس الى غرفته واستلقى على السرير وبعد مرور القليل من الوقت وقبل ان يتمكن النوم منه سمع  صوت باب الغرفة يفتح فتمكن خفية من رؤية من دخل واذا به مارتن دخل مباشرتاً واستلقى على سريره وفي صباح اليوم التالي قبل خروجهم للتدريب جعل كارلوس هانز يخرج ثم اقترب من مارتن وقال له :
ما الذي كنت تفعله الليلة الماضية
رد مارتن :
ليس شأنك
قال كارلوس :
انت لا تتحدث كثيراً
رد مارتن :
هل افترض انك تفعل
قال كارلوس:
كنت تضع لثاماً لتخفي وجهك
وانت علمت انه انا تهاني لك اجابه مارتن مستهزئاً
اذا لن تقول أي شيء رد كارلوس
قال مارتن :
حسناً ربما بعد ان اعلم ما كنت تفعله انت هناك
اجابه كارلوس :
كنت اطارد شخصاً متخفي مثلك تماماً وامسكت به اظنه يستمتع الآن في احدا الزنازين وربما بعد قليل سيكشف عن شريكه
ابتسم مارتن ثم بدأ يضحك بصوت مرتفع وقال:
احقاً تظن ذلك، حسناً فليكن ويعترف أني معه هذا إن كان يعلم من أنا اساساً ثم غادر الغرفة وهو يضحك
بقي كارلوس يفكر بما قاله ويكلم نفسه قائلاً :
لم يبدو عليه أنه كان يعلم بما تفعله تلك الفتاة ربما كانت مجرد مصادفة انه ظهر هناك، اظن انه من المنطقي أن لا صلة له بها فهي لم تذكره ولكن مع ذلك هو لم يتكلم عما كان يفعله
بعدها خرج كارلوس وتوجه الى ساحة التدريب ووفق تعليمات رسلان وقفت أدلاينا مقابلتاً لكارلوس ولكن قبل ان يبدؤا التدريب قَدِمَتْ نانسي قائله:
أيمكنني التدرب مع كارلوس سيدي؟
رد عليها الجنرال رسلان :
لا مانع لدي ما دامت شريكته في التدريب لا تمانع
فسألت نانسي أدلاينا :
أيمكنني ذلك
ردت ادلاينا :
لا بأس بذلك، و ذهبت لتكمل التدريب مع كلارا مستغربتاً مما قامت به نانسي أما نانسي فبدأت تبارز كارلوس واثناء ذلك قالت :
المبارزة معك اصعب من رؤيتك تتبارز
رد كارلوس :
لا تقلقي فأنت جيده لم اتوقع انك بهذا المستوى وقد حظيتي بمدرب مثل الباقين هنا
اثناء حديثهما كانت ادلاينا تحاول ان تعلم عمّ يتحدثان مهملتاً التدريب لذا ضربت كلارا سيفها بقوة وقالت لها :
ماذا ألا تريدين أن تتدربي
فزِعَت من صوت السيف لأنها لم تكن مركزة بما تفعل ثم ردت على كلارا :
اسفة اكملي
وبالعودة الى نانسي وكارلوس فكانا مستمتعان بالتدريب لأن احدهما يحاول التفوق على الآخر ولكن الاخر يجاريه واثناء ذلك وبينما تقدمت نانسي نحوَ كارلوس مفاجئتاً إياه بهجوم سريع اوقف كارلوس السيف بعد أن اقترب منه فلم يعد يفصل بينهما سوى سيفيهما فأْدْنَتْ نانسي بشفتيها ذات أخفت تدرجات اللون الأحمر نحو أُذْنه اليسرى وهمست له:
متى خطوتك التالية ثم ابتعدت
أبتسم كارلوس واقترب منها بنفس الطريقة وهمس ايضاً:
قلت ألا تستعجلي
لم يبدو هذا الأمر لأدلاينا كما حصل فلم ترى عينيها إلا اقتراب نانسي من كارلوس واستجابته معها بابتسامه تَقَبُل، فهي لم تستسغ أن تكون قريبتاً من كارلوس كل ذلك الوقت وإذا بنانسي تبدي عواطف واضحه له في صباح يوم عشوائي ولذا فقد انهت ذلك اليوم تفكر بما ستفعل
انتهى يوم التدريب ذاك وفي ليلته كانت زميلات الغرفة أدلاينا وكلارا ونانسي يستَعِدَّنَ للنوم قالت نانسي :
ادلاينا، لقد كان التدريب ممتعا اليوم مع كارلوس يمكن أن يتطور قتال الفرد بالتدريب معه
ردت ادلاينا :
هل كان التدريب فقط هو الممتع معه ؟ ربما التهامس معه ممتعٌ ايضاً لقد جَعَلْتِه يبتسم
اجابتها نانسي :
ما الذي تفكرين به ولما هكذا أراك لا تودين مني الاقتراب منه لقد قلت انك معه منذ الطفولة و في الحقيقة لا ارى انكما قريبين لهذه الدرجة 
غضبت أدلاينا بالإضافة الى مشاعر حزن ولكنها لم ترد عليها وخلدت الى الفراش، فيما حاولت كلارا التكلم معها وتهدئتها بعد ان نقدت تصرف نانسي
في صباح اليوم التالي خرج فيرو من غرفته واذا به يرى كارلوس خارجا ايضاً اقترب منه وقال :
لم نعد نتحدث كثيراً
اجابه كارلوس :
انها فقط التدريبات ولكن سمعت من قائد المدربين انها ستنتهي قريباً ونصبح جنوداً في النهاية، كيف هو تدريبك احياناً اراك تتقن حركات جميلة
رد عليه :
تعلم انها ليست مثل حركاتك
قال كارلوس :
ولم الاستهانة تعال لتريني بعضها
وقفا معاً عندها قَدِمَ الجنرال رسلان فقال لكارلوس:
اليوم ايضاً شريك جديد
اجابه :
لكل حامل سيف طريقته وفي ارض المعركة لا نواجه سيفاً واحداً، انت قلت هذا، اختلاف الشريك سيدرب مداركي للتعامل مع سيوف مختلفة
رد رسلان ممازحاً :
انت لا تنسى شيئاً وهذا مخيف يا فتى
اتت أدلاينا في هذه الاثناء وقالت بعد ان حيتهم :
كارلوس أيمكنني التحدث معك في شيء
رد كارلوس :
أيمكن تأجيل ذلك
قالت :
يجب ان اتكلم معك
رد كارلوس :
بعد الظهيرة سآتي للتحدث معك
ردت عليه بالموافقة
ذهبت ادلاينا وعندما أراد هو وفيرو أن يبدئا التدريب قَدِمَتْ نانسي وقالت :
ألا يمكن أن نعيد الكره مرة اخرى لقد كان التدريب معك مفيداً وممتعاً البارحة
رد عليها كارلوس :
اعلم ولكني احاول ان اكون مع صديقي الآن يمكننا تأجيل ذلك أليس كذلك
اجابته :
بالطبع في اي وقت
وأخيراً بدئا بالتدريب كانت مهارات فيرو جيدة ولكنه لم يجاري كارلوس فقال له كارلوس :
انت بوضوح يمكن قرائة تحركاتك يمكنني ذلك بمجرد النظر في عينيك لما لم تفعل شيئاً حيال ذلك
رد فيرو :
ربما لأنني لا استطيع، أتذكر عندما كنا نلعب معاً بين الاشجار كنتَ سريعاً منذ ذاك الوقت قالها مبتسماً حينها تعثرت بصخرة وصدمت الشجرة التي كانت أمامي لم يكن شيئاً يذكر إلا عندما اريد تركيز نظري على شيئين لا استطيع، علي فقط التركيز على احدهما لذلك يمكن أن تقرأ تحركاتي
قال كارلوس :
لِمَ لَمْ تقل ذلك مسبقاً حتى إن الامر لا يمكن ملاحظته
رد فيرو :
يظهر تأثير الأمر عندما أجابه شخصاً يمكن ان يلاحظ ذلك لنأمل أن لا أواجه عدوا قويا قالها مبتسما
قال كارلوس:

مع إن هذا الأمر يمكن أن يؤثر على أدائك بشكل ملحوظ ولكن اعتقد انك فعلاً طورت نفسك لمقاومته وهذا واضح لأنه كان يمكن أن يكون الأمر أسوء
بعدها أكملا التدريب واثناء تدريبهما جاء احد الجنود وهمس في اذن الجنرال رسلان لذا قام الأخير بمناداة احد المدربين للإشراف على كارلوس وفيرو وهو غادر
توجه الجنرال رسلان الى القصر مباشرتاً، صعد ذلك السلم ثم دخل قاعة الحكم وكان فيها الملك ثين ذاك الملك ذو العيون الماكرة جالساً على العرش وقف أمامه ثم انحنى وقال :
لقد أرسلت لي لمقابلة جلالتك
رد عليه الملك ثين:
نعم اجلس هنا
بعد ان جلس كأخر شخص من جهة اليمين للملك بحيث كان هنالك العديد من المقاعد المتقابلة والتي يقع احدهما على الجانب الايمن والاخر على الجانب الايسر للعرش تكلم الملك ثين قائلاً:
لقد ارسلت إليكم هنا وذلك لأن اخر ما وصلني من الجنرال فين قائد الجيش إن حقراء مونيلر يخططون للهجوم علينا وهو سيوافيكم بالباقي
كان فين جالسا على المقعد الأقرب الى اليمين من الملك مرتدياً رداءً عسكرياً ويضع مشبكاً نقش عليه سيفين يتقابلان عند نهايتهما في اعلى المشبك وبينهما نقش شكل حصان فتكلم قائلاً :
لقد شوهد العدو وهو يستعد لتجهيز جيشه وكقراءة أولية يُعتقد أنه سيقسم جيشه ويهاجم من مكانين ولكن بالنظر الى موقعهم الى الشرق منا فليس لهم إلا اتجاه واحد يمكن أن يهجموا من خلاله ألا وهو غربهم
قاطعه شخص كان يجلس أمامه ويرتدي رداءً دينياً ألا وهو تلك العباءة السوداء قائلاً:
لمَ الآن
رد عليه شخص كان يجلس بجانبه كان يلبس لباساً عسكرياً ويضع مشبكاً نقش عليه سيفين يتقابلان عند نهايتهما في اعلى المشبك وبينهما سفينة شراعية :
ربما علموا بمخطط المملكة للهجوم عليهم بعد التعافي من غزوات الملك السابق
تكلم فين ناظراً الى ذو العباءة:
سيد روبال للإجابة على سؤالك أنا اختلف مع الجنرال فيجلين فلا اعتقد انهم علموا بشيء ولكن بما هو معروف حتى إن لم نخطط لذلك فنحن تهديد دائم لمملكتهم حتى ان لم تتوافق سياستنا مع الملك السابق
قاطعه الجنرال رسلان :
قلت أنه يُتَوَقع أن يهجموا بجيشين، وذلك بتقسيم جيشهم ولكن هم كحال هذه المملكة تريد التعافي من حروب الملك السابق بعد أن كانوا يقاتلون معه قبل الانفصال فكيف لهم أن ينفذوا هجوماً الآن وبهذه الطريقة علماً أن تعافيها سيكون ابطأ من مملكتنا نظرا لحالها
رد عليه الجنرال فين :
انا لم اذكر هذا إلى الآن ولكن نعتقد انها حصلت على المساعدة من مملكة رايزن
نعود إلى كارلوس حيث حلت الظهيرة وذهب لأدلاينا في مخزن لحفظ اسلحة التدريب دخل فوجدها هناك وقال لها :
ما هو الحديث المهم الذي رغبت أن نجريه