١٦.اركون دي باركل

53 3 10
                                    

توقف أمام سُّلَّم القصر رسول تميزه الراية الخضراء المعلقة في اعلى الضهر ثم نزل عن ضهر حصانه وصعد السلم مسرعا بعدها دخل الى قاعة الحكم وكان هناك ثايدن و نورزن الذي يرتدي قلادة على شكل ورقة شجرة بالإضافة الى المستشارين الثلاثة وقف أمام الملك وقال :
من القائد العام لجيوش المملكة الجنرال فين الى ملكها العظيم حسب القراءة الأخيرة لمجريات الحرب مع المعتدين في مونيلر تبين أن العدو الغاشم يخطط الى الهجوم بكامل قوته من الجنوب كما نتوقع ان المعسكر الجنوبي تعرض لهجوم بحلول الآن وأيضاً تم التأكيد على حصوله على الدعم من جيش رايزن بالسلاح والقوات لذا تقرر ترك مركزنا في الشرق والتوجه بأقصى سرعة نحو الجنوب وسيتم الابلاغ بآخر الأحداث الجارية
قال ثين:
رايزن أولئك الجبناء أرادوا أن يبدوا حرباً فاختبوا خلف مونيلر أقسم أنهم سيحصلون على جزائهم نظر الى الرسول وقال :
أهذا كل شيء
رد عليه :
لا يا مولاي هنالك شيء آخر ثم نظر الى الخادم الموجود بقرب الملك لذلك أشار الملك بيده الى الخادم فذهب الى الرسول الذي همس بأذنه
بعدها عاد الخادم وهمس بأذن الملك فبدا الغضب واضحا على ملامح الملك التي لاحظها المستشارون و رجُلَي الدين حيث قال أحد المستشارون وهو نيرام
ما بال مولاي متعكر مزاجه ارجوا أن لا يكون اعداء المملكة الضعفاء قد تجرأوا على إحداث الخسائر في صفوف مقاتلينا
قال ثين:
لا شيء من هذا القبيل وما زالت ملامح الغضب باديتا عليه
قال ثايدن :
أعلينا مشاركة ملكنا هَمُهُ لكي نزيح عنه قليلا من أعباء الحكم
رد ثين رافعا صوته:
لقد قلت إنه شيء لا شأن لكم به يمكنكم المغادرة الآن
بعد أن غادروا كلَّم ثين نفسه قائلا:
جاسوس يعلم بتقسيم الجيش لابد أنه أحد المتواجدين في قاعة الحكم يوم التخطيط
يجب أن يموت بأسرع وقت ولكن الآن لا يمكنني الثقة بأي شخص
الى الشمال من فاليزيا خرج رجل من بيته الخشبي هو ذات الرجل طويل الشعر الذي يربطه الى الخلف فقال له أحد الخدم هناك :
سيدي هل أضع لك الفراش تحت الشجرة لتجلس كالعادة هناك
قال له:
لا، اليوم سوف نتجه الى الجنوب جهز الأحصنة، ثم نظر الى الخلف حيث خرج شاب يبلغ عمره عشرين عاما حليق الشعر ذو عيون سوداء واسعة تتسم ملامح وجهه بالهدوء التام من باب البيت فقال له الرجل :
هيا يا كاين استعد لنذهب
في الجنوب كان الجيشين يستعدان لبدأ المعركة فأعطى الجنرال ثيور الأمر لتبدأ المعركة
حيث بدأ القائد كورني في الجهة اليمنى بالتقدم مع الخيالة
في هذا الوقت كان الجنرال ثيور يفكر ويقول:
إنهم يفوقوننا عددا بشكل كبير كيف بحق السماء خمسين ألفا يصمدون أمام مائتي ألف ولكن ما علينا الآن سوى الصمود أمامهم بأقل الخسائر وصد تقدمهم ليس مطلوبا منا اجبارهم على التراجع وحتى إن اردنا ذلك فلن نستطيع حتى يصل الجيش في الشرق لقد أرسلت لهم واتمنى ان يكون وصولهم سريعاً
في حين أن الجنرال دانز كان يقول محدثا نفسه:
الآن هي فرصتنا من أجل التقدم أكثر والاستحواذ على الجنوب، بالتأكيد سيصل الدعم لهم من الشرق ولكن هذا هو مغزى هجومنا بكامل قواتنا من الجنوب ألا وهو استغلال ضعف الجيش الذي أمامنا
بدأ القائد كورني بالصراخ:
تقدموا اليوم سنريهم كيف تنتقم فاليزيا وكان خلفه الكثير من المشاة من ضمنهم فيرو وادلاينا ونانسي وكان تقدم المشاة بطيئاً ثم اخترق كورني الجانب الأيسر من جيشهم بقوة وهو يصرخ :
عندما يقاتل الرجال يأتون من الأمام ويخترقون الصفوف مثلما فعلنا الآن ليس كهجومكم الجبان وبدأ هو ومجموعته من الفرسان بقتل المشاة على اليسار بأعداد كبيرة
قال دانز :
حمقى يهجمون هكذا وهم أقل عددا وثم ما بال المشاة يتقدمون بهذا البطء أكاد اجزم أن مشاتنا ستحيط بفرسانهم وهم لم يصلوا ثم نظر باتجاه الجنرال رينزو على يمينه، الذي كان يحمل رمحاً عظيماً نهايته المدببة مسننة غليظا في مسكته معدني في جميع اجزاءه نقشت عليه صور لذئاب بيضاء كان يمتطي حصانه ويمسك رمحه الذي يلامس الأرض وينتهي عند رأسه حيث صرخ باتجاهه:
الآن يبدأ هجوم مونيلر
انطلق الجنرال رينزو باتجاه يسار جيش فاليزيا مع بعض الفرسان والكثير من المشاة بسرعة عالية صارخا بغضب :
اليوم آخر ما ترونه في حياتكم هو رمحي فاستعدوا لذلك
وكان يتقدم ذلك الجانب القائد لويس الذي قال:
صدوا الهجوم بكل ما أوتيتم من قوة
فتقدم حاملي الدروع الكبيرة ووقف خلفهم حاملي الرماح
ضحك رينزو وقال:
أتعتقدون أن هذا سيوقفني ذوقوا قوة رمحي
واندفع نحوهم محطما من أمامه ومخترقا القوات في حين ان بعض الجهات قد تمكنوا من صد الآخرين الا أن رينزو دخل بكل قوة وبدأ يقاتل
رأى كورني ذلك فغير اتجاهه عائدا وصرخ للفرسان الذين معه:
لقد حان الوقت اخرجوا من هنا
أما المشاة الذين لم يصلوا الى الآن وكانوا في المنتصف بين الجيشين أيضا غيروا اتجاههم نحو قوات رينزو
تفاجأ دانز عندما رآهم يغيرون مسارهم وأمر المشاة الذين خلفه بالهجوم على مشاة فاليزيا، فور تحرك مشاة مونيلر خرج من بين مشاة فاليزيا حاملي دروع كبيرة على طول الخط باتجاه قوات دانز وعندما اقترب المشاة من قوات رينزو ولكن قبل أن يلتحموا معهم بدلوا سيوفهم بأقواس سهام كانوا يحملوها وشنوا هجمة سريعة ومفاجئة على قوات رينزو الذين انهالت عليهم السهام من الخلف بشكل مفاجأ لاحظ رينزو انهم فقدوا الكثير من القوات فنظر الى باقي جيشهم متسائلا عن عدم توليهم أمرهم فوجد أن حاملي الدروع قد صدوا هجمات قواتهم نحو رامي السهام كما أن فرسان كورني الذين التفوا كانوا يهجمون على المشاة الذين يحاولون قتل رماة السهام عندها صرخ لجنوده:
تراجعوا فورا
بدأ فرسان ومشاة رينزو بالتراجع واندفع نحوهم مشاة فاليزيا في الجانب الأيسر ولكن أمرهم لويس بالتراجع ايضا وعدم ملاحقتهم أما الجانب الأيمن فإن مشاة دانز قد حاصروا القائد كورني مع المشاة الذين كانوا يهاجمون رماة السهام وقد خسر العديد من الفرسان فأمرهم بالتراجع وكان الأمر صعباً ولكنهم وجدوا طريقهم باتجاه حاملي الدروع المدافعين عن رامي السهام حيث فتحوا لهم الطريق بعد أن شقوا فرسان كورني لهم مسارا خلال مشاة دانز وحينها أمر دانز القوات بالتراجع كان ثيور يراقب مشهد تراجعهم من المرتفع المتواجد فيه حيث ابتسم ابتسامة طفيفة ونظر بعيون حادة وقال:
لم تتوقع هذا أليس كذلك، بالطبع أفضل ما يمكن ان نفعله الآن هو الدفاع ولكنك لم تتوقع أن يكون دفاعنا بالهجوم، الآن إن تمعنت في الأمر نحن لم نهجم بقدر ما دافعنا، الأمر فقط أنه كان عليَّ وضع جنودكم حيث أريد
تراجعت ايضا قوات فاليزيا بخسائر قليلة مقارنة بجيش مونيلر
في شرق فاليزيا كان كارلوس وقواته مازالوا عند المنفذ الشرقي بين مونيلر وفاليزيا يراقبون الحدود بين المملكتين من على التلال حيث اقترب أحد الجنود من كارلوس وقال له:
سيدي لم تصلنا الى الآن أي أوامر
فقال له:
انتظر ثم فكر قائلا:
لم نواجه أي مشكلة في مصادر المياه والغذاء فالبحيرة بقربنا ولكن ما الذي كان يفكر به فين عندما ارسلني الى هنا، كان الهدف فقط قتل الأعداء ولكنه لم يصدر منه أي توجيه آخر بعد ذلك كما لا يوجد أي أثر للأعداء أو لهجمة منهم بعد ذلك الهجوم، ثم نظر الى الشمس وأكمل اقتربت الشمس من المغيب سيكون لنا يوم كامل هنا
في ليلة ذلك اليوم أحتفل جنود فاليزيا بانتصارهم في هذه المعركة إذ انهم تجمعوا للاحتفال والشواء كما أن بعضهم أفرط في احتساء الخمر حتى سقطوا في حين أن الجنرال ثيور والقادة كانوا مجتمعين في خيمة القيادة يتشاورون في معركة اليوم التالي
حيث قال الجنرال ثيور:
علينا فقط الصمود غدا، ان اهم انتصار لنا اليوم كان هزيمة ثقتهم فقد كانوا يظنون أن أمر اجتياحهم للجنوب سهل وهذا ما ساهم في مفاجئتهم ولكن الآن هم يفهمون هذا وسيتحركون على أساسه
قال القائد كورني:
بعد ما رآه الجنود اليوم تغير فِكْرُهم عن جيش العدو ان الامر يختلف تماما عن الوقت قبل بدأ المعركة ورؤيتهم لأعداد العدو اظن أن شحذ هممهم الآن يسير علينا وغدا سيصمدون
رد عليه القائد لويس:
هذا صحيح ولكن نحن لا نريد أن نقع بنفس الخطأ الذي وقعوا به
قاطعه الجنرال ثيور :
ولهذا السبب أنا وضعت هذه الخطة ليوم غد أسمعوا جيدا
في الطرف المقابل أي في معسكر مونيلر الإحباط والحزن خيم على الأجواء وكان الجنرالان والقادة في الخيمة غاضبين جدا مما حدث فقد جاءت كل الأحداث عكس توقعاتهم
قال الجنرال دانز :
ما حدث اليوم يجب أن يكون درسا قيما يؤثر على قراراتنا يوم غد
صرخ رينزو غاضبا حتى إن عينه طغى عليها احمرار:
اللعنة على هذا الدرس يمكنكم تعلمه أنتم لقد علموا ما الذي يفعلوه تحديدا في هذا اليوم لقد كان اليوم مفتاحهم نحو الصمود في الأيام القادمة حتى يصل لهم الدعم، وماذا بعدها نفقد نقطة تفوقنا كالبلهاء ثم هدأ وقال:
لابد أن جنرالهم فهم الموقف جيدا
قال دانز:
ثيور جونير هو جنرالهم لم أسمع عنه من قبل لا بد أنه جاء بعد ثورة الانقلاب
رد رينزو:
قبلها أو بعدها لن أجعل أبن عاهرة مثله يُسَير الحرب حسب رغبته أنا اعلم ماذا علينا أن نفعل غداً ولكن أحتاج بعض القادة الأشاوس

كارلوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن