خرج الجنرال السابق رسلان الى خارج المركز وبقي كارلوس في الداخل متوتراً وطلب من ادلاينا الذهاب الى غرفتها وعدم القلق وبعد مدة كان كارلوس يقول في نفسه:
لقد تأخر رسلان ما الذي يدور بينهم
وفجأة دُفع الباب الذي يؤدي الى ساحه التدريبات بقوه وبدأ رجال أمن العاصمة يتدفقون منها محاصرين كارلوس بشكل دائري، لم يعلم كارلوس ما الذي يفعله لذا حاول ان يفتح لنفسه ثغرة في الحلقة فأندفع باتجاه احد الجنود بسيفه الخشبي ولكن فور تحركه تقلصت تلك الحلقة باتجاهه فوجد سيوفهم حول رقبته ولم يستطع فعل شيء، امسكوا به وعندما اخرجوه من المركز وجد عند باب المركز الجنرال رسلان و المحقق ديفيد بالإضافة الى آمر سجن العاصمة فضل ينظر بغضب نحو رسلان ،أُخِذَ الى سجن العاصمة وقد كان مبنى كبير يحوي بوابة ضخمة تنبثق منها على الجانبين سور عالي وعند دخوله من البوابة كان في الجانب الايمن والايسر للمبنى رواقان ضيقان يفصلان بين السور والمبنى ، بعدها وضع في احدا الزنازين وفور دخوله ضرب بقبضته احد الجدران بقوه وقال:ما الذي كان يفكر به ذاك رسلان اين ذهب كل كلامه السابق، انت تحت رعايتي ، انا سأدربك، كل ذلك هراء هراء لعين ايمكن انه اراد الإيقاع بي منذ البداية تبا له
ضل كارلوس هناك ليلةً واحدة جالساً ويملئه الغضب يفكر بالأمر ويقول:انهم لا يملكون دليلاً قاطعاً لأن ذلك مستحيل لقد قمت بالأمر وكأني لم اتواجد هناك قط، لا يمكن ان يكونوا قد وجدوا ما يدينني على الارجح هم امسكوا بي اعتماداً على حدسهم سأخرج قريباً
وفي صباح اليوم التالي دخل عليه آمر سجن العاصمة وقال له :أستقول ما فعلت ام لا؟
كارلوس قال له :
وما الذي فعلته انا
انا مجرد شاب اتى من القرية ليتدرب ويخدم المملكة هل اصبحت هذه جريمة؟
رد عليه آمر السجن :وما قولك بالجريمتين في القرية التي اتيت منها
اجاب كارلوس :لقد كان امراً مأساوياً خصوصاً ما حدث لوالدي صديقتي وما دخلي بذلك كنت احاول اطفاء النار مع اهل القرية
قال آمر السجن :ولكننا نعرف انك من اضرمها منذ البداية
رد كارلوس :وما دليلك
قال آمر السجن :حسناً، انا لا احتاج الى دليل ما احتاجه هو رجلين احدهما يحمل عصى والآخر سوط وصرخ هيا ادخلا
دخل رجلين ضخمي البنيه وبدأوا بضرب كارلوس بقوه بينما آمر السجن ضل واقفاً هناك وقال له :اعلم انك ستحصل على هذا كل يوم حتى تقول ما نريد ان نسمعه
كان كارلوس يتألم من ذلك الضرب المبرح وفي اليوم التالي عادوا مجدداً وضل كارلوس يسكت نفسه بهذه الكلمات حيث كان يقول:ان تكلمت الآن فلن يكون لي ما اردت، تحمل فإنك تدفع ثمن ما ستحصل عليه سأجلب المجد والقوة، أنا اهل لذلك هذا ما قدر لي ولم يكن لغيري لأني استحق لأني افضل منهم ومكاني فوقهم جميعاً سأفعل اي شيء لذلك، وكلما تألمت كلما احسست بحلاوةِ ما سأحصل عليه
استمروا على ذلك في اليوم الثالث والرابع والخامس وكان كارلوس ينهار يوما بعد يوم ولكنه دائماً يكرر "مكاني فوقهم مكاني فوقهم " بدأ ذلك الجسد يظهر عليه الضعف وبعد مرور اسبوع بدأوا يأتون يوماً ويوماً لا و بعد اليوم العاشر نُقِلَ الى مكان اخر ولكن كارلوس كان فقط يعلم انه نُقِل بدون اي تفاصيل اخرى، حتى انه لم يرى الطريق الى هناك وفي المكان الذي نُقِلَ إليه كانوا يقتصرون على الماء الساخن الذي يرمى عليه من الدلاء واستمر الأمر هكذا حتى مرَ شهرٌ كامل، عندها لم يكن كارلوس يعلم كم قضى هناك كان على حاله يردد ما كان يرددهُ قبل شهر "أنا سأغير انا العاصفة التي لا يمكن إيقافها وستغير معالم ما تمر عليه سأصمد لأنني حتمي" يكاد جفنه الأعلى ان ينطبق على الأسفل وكان يقول ذلك بصوت منخفض حتى فتحت الباب واذا بصوت مألوف يقول له :
أنت تقرأ
كارلوس
Ficción históricaفي حياتهم وعود تُقْطَع ودماء تُسْفَك من أجل الإفاء بها، هل الغطرسه والتكبر و الرغبة بالقوة ما قُدِّرَ لكارلوس أن يعيشه أم أن القدر هو مجموع الخيارات التي إتخذناها؟ وهل نستطيع أن نعيش قدراً مختلف؟ خمسُ ممالك غيومها حمراء وأمطارها دماء تصعد الزهور في...