الفصل الثاني
الظلمة حالكة من حولها، الغرفة صغيرة وخانقة، والصمت عميق يتسلل الى وجدانها بخبث، لقد تمرّدت من جديد، وتمّ إرسالها الى السجن الإنفرادي من جديد، حماقاتها التي في حينها تجدها ممتعة تغذّي عبرها كبريائها الممزق، لكنّها لا تلبث أن تنقلب عليها بقسوة بعد أن تضمحل لحظاتها الضئيلة.
قبضت على صدرها تشعر بنوبة الذعر تتصاعد من أعماقها قبل أن تنتشر بأوصالها، كاتمة على أنفاسها، وكأنّ الهواء قد سُحِب من الغرفة الصغيرة دفعة واحدة تاركين إيّاها تصارع لإرتشاف الهواء، إنّها تختنق، تختنق.....
إنتفظت من غفوتها المضطربة تشهق بعمق، تحاول ملئ رئتيها بالهواء، تتخبّط بين جدران كابوسها الذي يأبى مفارقتها.
نزلت عن السرير مسرعة الى نافذة غرفتها المفتوحة مسبقاً، إذ يستحيل أن تنام وهي مقفلة حتّى عندما يكون البرد قارس يصل أحياناً لتحت الصفر درجة مئوية خلال أيّام الشتاء، قبضت على قضبانها الحديدية التي يستفزّها وجودها إذ تذكّرها دائماً بالسجن البائس الذي يحتويها تتنشق بعمق فينساب الهواء البارد نحو رئتيها بقسوة ينبّهها بأنّها لم تعد حبيسة تلك الغرفة الصغيرة، بأنّها إستيقظت من كابوسها الذي يقيّد غفوتها، مصرّاً على تذكيرها بعاقبة حماقاتها التي بالرغم من كل هذا ترفض التخلّي عنها.
أنت تقرأ
نغمة هزت عرش الشيطان
Acción(ممنوع نقل الرواية أو إقتباسها ) توقّفت السيّارة أمام منزلٍ صغير، يحيطه سورٌ حديدي صدئ، الظلمة تحتويه من كل مكان، ساكن وهادئ يبعث القشعريرة بالنفس والجسد. أطفأ السائق المحرك ينتظر أوامر سيّده الذي إكتفى بمراقبة المنزل بإنقباض، تعود اليه ذكرياتاً طف...