الفصل السادس
لا تصدّق الفخ الذي قادت نفسها اليه بنفسها.
تدرك وبأقسى طريقة ممكنة أنّ الحياة خارج المنشأة لا تقل قباحة وشناعة وفضاعة عن الحياة داخلها.
لطالما ظنّت أن الإجرام بدأ منها وسينتهي بها، لتكتشف الآن وبالعملة الصعبّة بأنّ هناك أشخاص يولدون مجرمون
وأشخاص يتم إجبارهم على الإجرام
وهاذين الإثنين، معجونين بطينة الإجرام والفساد، فساد صافي المنشأ والمنبع وليس له علاقة بمنشأة إرهابية أو منظّمة.لقد أطلقت وعداً على نفسها بأنّها عندما تهرب ستخلع عنها رداء السفّاحة وترتدي رداء الإنسانة العادية كي تتمكن من الإنصهار بين عامّة البشر، أن تنسى طبيعتها التي أُنشئت عليها، طبيعة السفّاحة والقاتلة التي لا تخطو خطوة دون دراسة وتخطيط مسبق، وأن لا تنظر الى الناس بعين الشك والريبة، لأنّها إذ فعلت ستكون قد حكمت على نفسها بالأسر الأبدي.
لقد كانت خائفة من أن لا تتمكن من ترك ماضيها خلفها، من أن تبقي مكبّلة بقيوده، فتصبح قاتلة طليقة خارجة عن السيطرة..... غافلة عن أن هذا العالم نفسه الذي كانت تسعى جاهدة للإنطلاق اليه، ليس سوى عالم مكبّر عن عالمها الصغير المنظّم الخاضع لقوانين صارمة.
ولكنّه بالمقابل عالم عشوائي، لا يرضخ لقانون، مغمّس بفساد يحيطه ويغمره من كلّ إتجاه.
وعند تلك الحقيقة الصادمة، وجدت نفسها مجبرة على إعادة إرتداء زيّها الحقيقي، زِيٌّ كانت تحاول جاهدة عدم إعتناقه، زي السفّاحة ذات الضربات المدروسة والقاتلة في الحال.
أنت تقرأ
نغمة هزت عرش الشيطان
Acción(ممنوع نقل الرواية أو إقتباسها ) توقّفت السيّارة أمام منزلٍ صغير، يحيطه سورٌ حديدي صدئ، الظلمة تحتويه من كل مكان، ساكن وهادئ يبعث القشعريرة بالنفس والجسد. أطفأ السائق المحرك ينتظر أوامر سيّده الذي إكتفى بمراقبة المنزل بإنقباض، تعود اليه ذكرياتاً طف...