الفصل الثاني عشر
قادت الشوكة الى فمها تراقبه يأكل بأناقة أثارت إعجابها، بهدوء وصمت، إمّا مركّزاً وإمّا شارداً......
لوت شفّتها لا تعرف كيف تفتح معه حديثاً وهو بتلك الحالة، يتجاهل وجودها كلياً، تنحنحت تحاول جذب إنتباهه اليها ففشلت.
تنحنت وتململت تصدر صوتاً مزعجاً بمقعدها دون جدوى
وعندما ضاق صبرها قلبت كوب الماء على الأرض تنشطر أجزائه الى شظايا صغيرة إنتشرت بأرضية المطبخ الفاخرة.....عندها فقط تنازل ورفع بصره عن طبقه يناظرها بتساؤل، فإبتسمت له ببراءة تقول « أسفة، لم أنتبه» بررت بنبرة لا تحمل ذرّة أسف، تسأله في الحال« متى سأبدأ بتولي المهمات، فأنا أشعر بالملل الشديد في هذا المكان دون أن أفعل شيئ»
حدّق بها لبرهة طويلة، كعادته القديمة، نظراته متفحصة، توترها وتبعثرها، وهي كعادتها تماسكت رافضة الهرب من نظراته، تنتظر إجابته التي أتت بعد حين بإقتضاب أغضبها« أنا لا أملك لك مهمات في الوقت الحالي»
وعاد لطبقه
زمّت شفتيها تقذفه بسياط نظراتها الغاضبة« أنا أعلم بأنّك تملك خلية سرية في مكان ما هنا بالقصر، لقد رأيت أحد جنودك يتسلل من فتحة تشبه فتحة البئر ولكنّي متأكدة بأنّها ليست بئر» أخبرته تتذكر عدد المرات التي حاولت فيها العودة الى الفناء الخلفي للقصر، ولكن يبدو أن الحرس أصبحوا يقظين لنيتها، فإزداد حرصهم لمنعها من التوجه الى ذلك المكان نهائياً.
« وإن يكن» أتاها جوابه وهو يمسح فمه بالمحرمة البيضاء، أعادها الى الطاولة ووقف يغادر، يحاول أن لا يدوس على شظايا الزجاج المتناثر بالأرجاء، فوقفت هي الأخرى تتبعه، تسأله« ومتى تنوي أن تخبرني عنها وتعرفني على بقية الفريق»
« أنت لن تعملي مع فريقي، أنا لست بحاجة اليك هنا في المقر، أعمالنا لا تناسبك»
أنت تقرأ
نغمة هزت عرش الشيطان
Acción(ممنوع نقل الرواية أو إقتباسها ) توقّفت السيّارة أمام منزلٍ صغير، يحيطه سورٌ حديدي صدئ، الظلمة تحتويه من كل مكان، ساكن وهادئ يبعث القشعريرة بالنفس والجسد. أطفأ السائق المحرك ينتظر أوامر سيّده الذي إكتفى بمراقبة المنزل بإنقباض، تعود اليه ذكرياتاً طف...