الفصل الواحد والعشرين

5K 241 18
                                    

الفصل الواحد والعشرون

يتّكئ الى جذع الشجرة يتفيّ بظلالها، يراقبها تقوم بتمارينها الصباحية بغصّة كتمها بجوفه يرسم مقابلها إبتسامة باهتة على محياه، تلتفت اليه تتفقده، تبتسم، تلوّح له، تعرض مفاتنها، تميل يميناً وشمالاً، وبطنها بارزة بأناقة، مظهر لم يتصوّر بأنّه سيراها عليه بيوم من الأيّام، يتبعها بنظراته المشتاقة والملتاعة، تتخبّط المشاعر المتناقضة بجوفه، ما بين الفرحة بها وبوجودها، والحزن عليها، لا يريد أن يظلمها معه، لا يريد أن يدفنها بجواره، وبذات الوقت يعلم علم اليقين بأنّه سيموت إذ رحلت عنه.......

إنتهت تعود اليه، إستلقت بجواره تلهث أنفاسها المتلاحقة، تناولت المنشفة منه تجفف عرقها، تعيد رفع خصالها التي فلتت من عقالها، مالت عليه تقبّل وجنته، تلفحه بأنفاسها المتأججة، تشعل كيانه في الحال، فجذبها اليه، سالباً ضحكة سعيدة من بين شفتيها، تحتضن عنقه بذراعيها، تتأمّله بنظرات عاشقة، كأنّها ترى جمال الكون وروعته بعينيه، وهذا أكثر من يألمه بوضعهما......

نغمة هزت عرش الشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن