الفصل الرابع
دفعته عنها تحاول تحرير نفسها من بين براثينه، تشعر بثقل جسده كالجاثوم فوق صدرها، يكتم على أنفاسها، وهو غافل عن معاناتها، يظن تأوّهاتها المتحشرجة متعة سافرة تُسمعه سمفونيتها.
تملكّتها نوبة فزع أضعفتها، تعاني الأمرّين، توشك على الصراخ بملئ حنجرتها، ولكنّها عادت ونبّهت نفسها بوجود حرّاسه عند باب المصعد، بإنتظار أي نداء منه، فعادت وهمدت تحت ثقله، تحاول أن تستعيد رباط جأشها، تفكّر، نعم « فكّري نغم، لقد تدربتي على طرق تخليص نفسك من هكذا وضع، وكنت تنجحين بسهولة، فما بالك الآن، تتصرفين على أنّك ضحية على وشك سلخ جلدها.....
إهدئي
تنفّسي
فكّري
إسترخي
أغمضت عينيها تحاول إسترجاع إستراتيجية الدفاع عن نفسها بهكذا وضع، تشعر بقبلاته تزداد تعمّقاً، أنفاسه تهيج وملاماساته متطلّبة،
تثير إشمئزازها....
شهقت بعمق عندما وقع بثقل جسده بأكمله فوقها، كأنّه فقد وعيه،
فتحت عينيها بتساؤل، لا تفهم ماذا حصل له، يجزع قلبها عندما شاهدت ظلالاً تحوم فوقها، فسارعت لتدارك الوضع،
دفعته عنها، تشاهد شخصاً طويل القامة يقف بجوار السرير، يرتدي قناعاً أسوداً.....
هبّت عن السرير تهاجمه في الحال،
لا تفهم سبب تواجده، جزعة من أن يكون منافساً لها، قادم لسرقة ما هي قادمة لسرقته....
هاجمته بشراسة مصدومة من تقنياته القتالية، تراه يصدّ ضرباتها ببراعة، يراقصها، يحيد دون أن يفسح لها المجال بلمسه مثيراً تصاعد غضبها،
وعندما ملّ من ملاعبتها جذبها من ذراعها يثبّت ظهرها الى صدره، تململت تحت قبضته تشعر به يحاصرها، ينتصر عليها،
قبض على عنقها يمنعها عن الحراك يخاطبها بصوت ليس صوته الحقيقي، إذ القناع الذي يضعه على وجهه مدّعم بآلة تبديل الصوت.
« إنتهي من مهمّتك وأخرجي من هنا حالاً»
همدت تحت قبضته، صدرها يعلو وينخفض بعنف بسبب أنفاسها المتحشرجة، يترسّخ بعقلها ما قاله، إنتهي من مهمّتك!
هل هذا يعني بأنّه ليس هنا لمنافستها؟
« هل، هل أنت هنا لمساعدتي؟» سألته بنبرة يشوبها الشك،
ما تزال تتخبط بمحيط غمامة سوداء حوّلتها لغبية بدرجة متفوّقة.
أنت تقرأ
نغمة هزت عرش الشيطان
Actie(ممنوع نقل الرواية أو إقتباسها ) توقّفت السيّارة أمام منزلٍ صغير، يحيطه سورٌ حديدي صدئ، الظلمة تحتويه من كل مكان، ساكن وهادئ يبعث القشعريرة بالنفس والجسد. أطفأ السائق المحرك ينتظر أوامر سيّده الذي إكتفى بمراقبة المنزل بإنقباض، تعود اليه ذكرياتاً طف...