يوم جديد هادئ إستلقيت في فِراشي أتصفح مواقع الإنترنت والتي نَشرت خبر موت البروفيسور ..لم أستطع منع ضحكتي الساخرة وانا ارى مُوكلي يقوم باإلقاء خطاب - منافق- يعبر به عن تعازيه وحزنه لموت البروفيسور أمام العامهالنفاق أصبح جزءاً لايتجزء من حَياتهم و شخصياتهم وتعاملاتهم وكأنه صِفه فضيله يفتخرون بها ...عدت أقلب بهاتفي لكنني تَركته بعد أن شَعرت بملل شديد لم يُفلح حتى هو بإبعاده عني
من أنا ؟ سؤال وجيه لم أفكر به حتى ..أنا شاب قد بَلغ الثانيه والثلاثين منذ ثلاث أشهر أدعى لوكاس ..مُجرد شَخص قد وجد شَغفه بقتل الأخرين منذ كان طِفلاً
صحيح كُنت أقتل الحَشرات كبدايه ثم أقوم بتَشريحها لم تملأ رغبتي فإنتقلت للحيوانات وكان أول ضحاياي " بيتر " قط والدتي المُدلل
جُن جنونها عندما رأت الدماء ولاأزال أتذكر نظراتها ..ظن أبي الأمر طبيعي بحكم انه طبيب شَرعي توقع انني تَعلقت بِمهنته
أكملت حياتي دون ان أجعلهما يُلاحظا ماأفعل ولم يَكن بالوقت الطَويل إذ توفي أبي و تزوجت أمي ..
تولى عمي الارمل رعايتي لانه مامن أطفال لديهيبدو ان هناك مايُمتع فهاهو هاتفي قَد رن ودون رؤيه المُتصل رددت بعجل
- مرحباً "لو "مَر زمن لم تُهاتف به عمك أيها المُتخاذل !
كانت نَبره كلامه غَريبه جداً ليس كعادته فهو يبتدئ بالتأنيب والشتم لكنه طَيب القلب في النهايه
- عمي تناقشنا سابقاً انا لن أتزوج
إختصرت الحديث فلاأريد الخوض بأمر قد حُسم منذ زمن أخذ تنهيده يبدو انه حزين لرفضي
- الأمر لايتعلق بزواجك لو .. زوج والدتك قد قُتل ..
بهدوء نطق لأتسمر في مكاني ذلك الحَقير تم قتله ، ياللغرابه أولاً العجوز والآن هذا
- عليك حُضور العزاء بُني على الأقل لآجل والدتك ..
ضحكت ضحكه ساخره وأجبته بالموافقة ، نهضت لأخذ حَماماً بارداً قبل ان أرتدي ثياب العزاء والتي سَبق وأرتديتها في عزاء جدتي لأبي
كان المَكان مُكتظ بالحشد من المُعزين الذين أتو للتعزيه بوفاة مدير المشفى الأكبر في المدينه ، أخذت نفساً وأنا أخترق صفوف المنافقين والمُتباكين ...
عند رؤيتي لها تَبكي وهي ترتدي تنوره سوداء وشعرها الأشقر مُنسدل على وجهها لم أستطع منع إبتسامتي أكثر ..
الفارق بيني وبينهم أنني لاأجامل مددت يدي لها فصافحتني دون أن تكلف نفسها عناء رؤيتي
- أحر التعازي لكِ بوفاه خِنزير المال خاصتك
همست بصوت لايسمعه سوا أنا وهي نظرت لي وقَطبت حاجبيها بإنزعاج صفعت يدي ومسحت كَفها بمحرمتها الحريريه
- سيدي المُفتش ..انا أشتبه بهذا الشَاب !
اشارت بيدها علي أتى نحوي رجل كبير يبدو انه هادئ وذكي نقل نظره بيننا ..
- ماسبب إتهامكِ له سيدة فيكتوريا ؟؟
- إنه إبني وعلاقته بزوجي القَتيل ليست جيدة بتاتاً
إكتفيت بمراقبه تعابير وجه المُفتش لأحاول تحليل مايُفكر به ..أتى شُرطي أخر على عَجل و همس له بكلمات لم أستطع فهم شيء منها
ثم نظر لي ولأمي بهدوء هتفت هي قائله
- يبدو ان المُجرم قد جُرح أثناء هربه ..
- سيدي هناك جُرح جديد على وجهه !! أخبرتك إنه هو بلا شك
تلمست وجنتي انه جُرح شفرة الحلاقه ، تباً لما طيور الإشتباه تُحلق فوق رأسي عند كل جَريمه أكون بريئاً بها..
زفرت أنفاسي وأردفت بثقه
- سيدي هذا الجُرح حصلت عليه أثناء حلاقه ذقني وتَستطيع التأكد من صِحه كلامي
اومأ وطلب من الشرطي إرسال ماوُجد على سور المَبنى إلى المختبر لتحليل الـ DNA اياً كان المُجرم فهو غبي ليترك دليلاً يدينه
- هو مجنون سيدي المُفتش ..كان يُشرح الحشرات ويفصل أقدامها و كذلك فعل بِقطتي وببعض حيوانات الجِيران
إبتسمت وأردفت
- كان ذلك لتأثري بعمل والدي في الطب الشَرعي حاولت تَقليده لأثبت له أنني بارع مثله
اومأ المفتش برأسه دون ان يتكلم حاولت أمي إكمال مالديها لكنني قاطعتها قائلاً
- أمي ايضاً على قائمه الإشتباه أليس كذلك ؟ لربما قتلته لآجل ماله ..هي تهتم بالمال أكثر من أي شيء آخر
أنت تقرأ
رمادي
Actionعندما تقرأها فـ أنت فقط تعلم من انا. - تمت تاريخ النشر : 1 يونيو 2019 تاريخ الإنتهاء: 3 يونيو 2019 تاريخ اعادة النشر: 6 إبريل 2020