إتجهتُ ناحية مكتب المُفتش والسخط بادى على وجهي..لم أكترث لِما حولي بـ قدر تركيزي على المال المسروق!- اعيدو لي مالي!!
بِحدة نطقت وانا اضرب طاولته بِكلتا يداي حدق بي لـ برهه ثم شبك ذراعيه قائلاً:
- كم فقدت؟!
- 200 دولار!! اعيدوها حالاً!
زفر انفاسه مُعيداً ظهره للوراء قبل ان يضيق عيناه
- يجدر بك الإبلاغ عن السرقة بدل ان تقوم بِـ رمي الإتهامات جُزافاً!!
شعرت للغباءِ أول مرة..صحيح انني افتخر بـ عبقريتي دائماً لكن هذه المرة سـ اقول انا غبي ومتهور!
مايُثير ريبتي انني كنت اخبئ المال اسفل مكتبي لِذا فمما لاشك فيه انه كان يُراقبني وعلى معرفة عميقة بِـ طباعي الغريبة!.
لكن عندما أفكر في الأمر لا أحد يعرف طباعي ولا حتى عمي؟! انه امر مُريب!..رميت بجسدي على السرير محاولاً الاسترخاء اي نوع من الإجازات هذه!! انني حتى لم احظ بـ دقيقه ارتاح بها.
اولاً العجوز البغيض ثم خنزير والدتي والآن نقودي!..لست حزيناً على المال بـ قدرِ ما اشعر بالإنزعاج اي لعين هذا لـ يتجرأ على سرقة ما جنيته بـ جهودي!
انتفضتُ فزعاً عندما تذكرت خزينه اموالي السرية فإن كان قد توصل الى الـمبلغ الذي خبأته تحت مكتبي فمما لاشك فيه انه يعلم بـ امر المخزن!
تنفست الصعداء عِندما رأيت انها لم تلمس ورميتُ بِـ جسدي على الارض..اقوم بـ تخبئه الأسلحة والمال والثياب خلف المكتبة الصغيرة لقد احدثتُ حفرة في الحائط لأجل ذلك وهذا احد اسباب تمسكي بـ هذه الشقة البالية!
قطع ذلك رنين هَاتفي وقد كان عمي..لاشك ان ماحدث قد وصل اليه أمسكت الهاتف مُحاولاً ابقاء مسافة آمنة بين اذني والسماعه
- لوكاس!! هل أنت بخير؟!!
بـ فزع تحدث لأخبره بِـ ماحدث منذ مقتل تِلك العجوز إلى لحظة إتصاله..كان ينصت بـ صمت شديد جعلني هذا ارتاب هل اغلق السماعة؟!
لكنه كان يستمع لي رغم ان هدوءه مريب..حسب معرفتي بـ عمي سيطرق باب شقتي خلال ثوانٍ وبالفعل لم تمض مدة طويلة حتى طُرق الباب بعنف وقوة لأفتحه بعجل.
- انت بخير حقاً حمداً لله!!..كنت قلقاً ومرعوباً
كان يشد كتفاي بِـ قوة والخوف بادٍ على ملامح وجهه الهادئه
عدلتُ ربطة عنقه فـ هو لم يرتدها بشكل جيد و رتبت ثيابه السوداء رُعبه انساه موقعه كـ رجل اعمال مُهم وصلب فـ خرج مرعوباً كما لو ان حرباً قد اعلنت!
لايزال ينظر لي وكأنني ذلك الطفل من الماضي..انه الشخص الوحيد الذي أحبه واثق في هذا العالم..قطع تفكيري العميق نظراته المُتفحصه لـ شقتي وبالطبع لم يكن سعيداً
- مـا هذا لوكاس؟!
بشيء من الإنزعاج تحدث لأحرك يداي بـ شكل درامي قائلاً:
- ما رأيك بـ الاثاث انه كلاسيكي راقي!
- لوكاس..انت تعلم انني لم أقصد اثاثك بل قصدت هذه الفوضى!
نظرت في المكان لوهله ثم ابتسمتُ محرجاً ليتنهد عمي بيأس قبل ان يشد على ذراعي قائلاً
- لم يعد المكان آمن سـ اجد لك شقة وعمل ملائمين..فقط تعال معي!
عمي لايعرف الاستسلام حقاً إبتعادي عنه كان لانني لم ارد ان اثقل كاهله صحيح ان وضعه الاجتماعي والإقتصادي رائع..لكن انا افضل ان اهتم بـ مشاكلي وحدي
فـ عندما علم انني ارغب ان اصبح طبيباً شرعياً كـ والدي بذل جهده وماله في سبيل ذلك..لكنني كنت فاشلاً بـ طبيعتي فانتهى الامر بي راسباً حسناً الامر لم يعد مهماً.
- عمي شقتي جيدة وكذلك عملي!
نظر لي مشككاً ثم هز رأسه بـ النفي نظرت لـ سكرتيرة على امل ان ينقذني لكنه هز كتفيه بعدم حيلة..المزعج في عمي انه ان حزم امره على شيء فـ لا أحد يستطيع ثنيه.
لكنني لن استسلم بهذه البساطة ليس قبل ان اجادل على الأقل فتحت فمي لأتحدث لكن عمي سبقني قائلاً:
- لن اقبل بـ سماع كلمة اخرى!
- لقد نضجت كثيراً عن اخر لقاء لنا
قلت مبتسماً بـ تكلف..ربما علي تملقه لانجح في اقناعه فـلا امتلك رغبه بالإنتقال اوضاعي هنا مستقرة وعملي رائع.
- وددت لو أقول لك الأمر ذاته لكنك لم تنضج ابداً بل لاتزال ذلك الطفل العنيد.
كتم السكرتير الشاب ضِحكته لكنها لم تغب عني..تنهدت بيأس كيف سـ أثبت له انني تغيرت؟..هل استسلم مثلاً؟!
- فلنعقد صفقة سأنتقل لكن انا من سيختار مكان سكني وعملي افهمني لا أحب الاشياء الفاخرة!
أنت تقرأ
رمادي
Actionعندما تقرأها فـ أنت فقط تعلم من انا. - تمت تاريخ النشر : 1 يونيو 2019 تاريخ الإنتهاء: 3 يونيو 2019 تاريخ اعادة النشر: 6 إبريل 2020