15

130 11 0
                                    

فتـــــاة الربيع |💙🕊️
حلقة - 15 -

في تلك الأيام إندلعت ثورة تشرين ( أكتوبر ) عام ٢٠١٩ والتي قادها شباب العراق في الحراك الشعبي ضد السلطات الحاكمة ،
كانت ثورة سلمية لتحقيق مطالب الشعب والتي أهمها تعديل الدستور وقانون الإنتخابات وإستقالة الحكومة وحل مجالس المحافظات وإعطاء حقوق الشعب كاملة.
كان يوم 25 من شهر تشرين الأول عندما إتخذ الشباب في العاصمة بغداد من ساحة التحرير مقرًا لإعتصامهم ، أما مدينة كربلاء والتي كان مصطفى أحد سكانها فلقد اعتصم شبابها في ساحة التربية ونصبوا خيمهم هناك.
كانت صفا قلقة جدا على حياة ولدها فهي لا تعلم ما ستحمله لها الساعات القادمة من اخبار!!
حرص مصطفى أن يتواجد هناك منذ الصباح ،كان الجو شبه غائم!
خرجت صفا إلى الحديقة ورفعت رأسها نحو السماء فإذا بغيمة سوداء قادمة من بعيد ، انقبض قلبها! هل هذه علامة الأيام السوداء القادمة؟!
ظلت واقفة تحت السماء وهي ترفع يديها وتدعو لبلدها الجريح ولشعبها المظلوم ولولدها بالسلامة.. فإذا بقطرات المطر تبلل وجهها!!
ها هي السماء تفتح أبوابها وتستقبل دعوات الأمهات، وها هي الأمطار تسقط علامةً لقدوم الخير بإذن الله ..
الساعة الآن الثانية والنصف ظهرًا ، لم يبق إلا نصف ساعة على انطلاق التظاهرة التي ستجوب شوارع كربلاء ، الغيمة السوداء الكبيرة ما زالت تغطي سماء المدينة والشباب بين معتصر القلب وبين قلق ومتوتر!
الجو الكئيب الذي تضفيه هذه الغيمة يجعل الجميع حزين رغم سقوط المطر!!
الجميع ينظر أما إلى ساعة يده أو ساعة هاتفه..إنها الثالثة! وفجأة تنقشع الغيمة عن السماء ويظهر شعاع الشمس مع بقاء قطرات المطر الخفيف والتي صحبت معها قوس المطر بألوانه السبعة الزاهية!
كان لإنقشاع الغيمة السوداء وظهور قوس المطر وقعه الخاص في نفوس الثائرين ..إنها ساعة الصفر!
شعروا من خلال كل هذه العلامات بأن الله معهم وهو يسندهم ويبارك لهم ثورتهم هذه وبأن غيمة الظلم والفساد التي سيطرت على بلادهم سيتبعها ظهور شعاع النصر والصلاح بفضل ثورتهم الشبابية هذه.
انطلقت الأصوات الصادحة بحب العراق وهي تنادي بصوت واحد : لبيك يا عراق.
إستمرت المظاهرات إلى وقت متأخر من الليل..
مضت تلك الليلة ( الليلة الأولى) بسلام لكن مصطفى لم ينم فيها حاله كحال باقي الشباب بسبب البرد ، إذ لم يكن أحد يتوقع أن الجو سيتغير فجأة!!
كان الجو حينها خريفًا والشتاء على الأبواب لكن درجة الحرارة في النهار ما تزال مرتفعة أما في الليل فمن الصعوبة أن ينام الشخص في الشارع أو الخيام دون غطاء!!
لم يكن الشباب يعلمون بكل هذا ،فهم لم يجربوا النوم خارج منازلهم في هكذا وقت ،حاولت بعض المواكب الحسينية أن تدخل الأغطية الى ساحة الاعتصام لكن القوات الامنية منعهتم من ذلك وسمحت للطعام فقط بالدخول!

#يتبع...💙✨

فتاة الربيع رويدة الدعمي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن