9

12.7K 1.5K 595
                                    

"رُبمَا أنتْ لستْ كريهًا.." حدثتُ يُونتَان.

أصبح الكرِيه ودودًا، يَجلِس بقربِي، يتبعنِي أينمَا ذهبت، يُصافح يدِي، حتَى أننَا قُمنَا بإرتدَاء ثيَابٍ مُماثلة.
يُذكرنِي بجروي.

كُنَا نَجلسُ بسلَامْ حتَى طُرِق البَاب فحملتُ يونتَان ثُمْ ذهبتُ لفتحه بِسُرعة.

مَازلتُ مُستائة منه لأنهُ عَاملنِي كالقُمامة.

"آوه يا إلهي تبدوَان لطِيفَان!" سمعتُ صيَاح تَايهيُونج الوَقف أمَامِي.

"هيَا سألتقط لكمَا صُورة" رَفَعْ تَايهيُونج هاتفه مُبتسمًا ثُم دفعنِي للخلف بخفة.

"ابتسمِي!" قَالْ ففعلتُ مُحتضنتًا يونتَان أكثر إلَى جسدِي قَبلْ أنْ يتلقط الصُورة.

وقفْ تايهيُونج ينظُر مُبتسمًا بهاتفه لعدة ثوانٍ قَبلْ أن يرفع نظرهُ لِي.

"يبدُو أن يونتَان يُحبك" أخبرنِي.

أعطيتهُ ابتسامة صفرَاء ثُم عُدتُ أنظرُ أمَامي بصمتْ.

"مَا خَطبك؟" سألْ يُراقبنِي.

أردتُ الحديث،أردتُ الصياح بوجهه، ولكننِي فقط نظرتُ لهُ بصمتْ.

"هل أزعجكِ يونتَان؟" تَابع تايهيُونج.

"لا، أُفضل يونتَان علَيك" أجبتُ أحتضنْ يونتَانْ ناظرتًا للأرضْ.

"هل انا منْ أزعجكِ اذًا؟"

"لما تُعاملني كالقُمامة!"ارتفعتْ مُقلتَاي كَي أنظرْ لهُ.

"ماذا؟" نظر لِي بوجهٍ مُتسائِل.

وضعتُ يونتَان علَى الأرض كَي أتمكن مِن إشهَار سبابتِي بوجهه "أنتْ حدثتنِي بطريقة بغيضة، تجَاهلتنِي، حتَى أنكْ لَمْ تودعنِي قَبل ذهَابكْ"

وجدتهُ يقهقه ممَا جعلنِي أستشِيط غضبًا "ما الذِي يُضحكك!"

"انا أسف." وضع يدهُ فَوق رأسِي يُربتْ علَى شعري بينما يستمر بالقهقهة.

"أنتْ لئِيم" دفعتُ يدهُ بعيدًا عنْ شعرِي.

"وأنتِ طَريفة" ردَّ.

"ماذا؟" قُلتُ بصوتٍ مُشمئزْ.

"أحيانًا تتصرفِين كأُمِي وأحيانًا أُخرَى وكأنكْ حبيبتِي، ليتكْ تستطِيعِين رؤية نفسك حِين تغضبِين، تبدِين ألطف منْ يونتَانْ" كان يتحدثْ وكأنها مَزحة.

"لا تايهيونج، انا حقًا غاضبة منكْ!" امتلأ صوتِي إغتياظًا ثُم أطلقتُ تنهيدة مُستاءة لعلمِ أنهُ لنْ يفهم هو فقط سيستمر بالقهقهة والضحك ونعتِي بالطريفة.

وجدتهُ يقترب منِي فتراجعتُ للخَلفْ بدورِي، ونظرًا لفرق الطُول بيننَا هُو أنخفض حتَى أصبح وجهه مُقابلًا لخاصتِي وعلَى مَقربة كافية لأسمع همسه.

"أنتِ لا تستطيعينْ البقَاء غاضبة منِي" هو نظرْ مُباشرتًا لعينَاي مُبتسمًا.

"فلتصمتْ!" وضعتُ كلتَا يدَاي فوق وجهه لأدفعهُ بقوة.

هو تآوه مُغمضًا عينيه حِين دفعتهُ ثُم استقَام ينظُر لِي "هل ستظلِين غَاضبة للأبد؟"

"سأظلْ غاضبة إلَى أن تتوقف عَنْ كونكْ أحمقًا وتعتذر بشكلٍ لائق!"

"ولكننِي أعتذرتْ!" قَال مُدافعًا عنْ نفسه.

"كُنت تضحكْ! أنتْ لا تهتم لأمري حتَى!"

"انتِ تُبالغِين!" صَاح بالمُقابل.

بدَى غَاضبًا، هُو حقًا كَان غاضبًا.

بالجَهة المُقابلة كُنت قد بدأت بذرف الدمُوع بالفعل من شدة غضبِي فانحنى هُو ليأخذ يونتَان ثُم خرج سريعًا بوجهٍ غَاضبْ.

أكَانتْ هذه غلطتِي أم غلطته؟

صفعتُ البَاب بقوة ثُم ذهبت لأبكِي فَوق الأرِيكة.

انا فقطْ أحبهُ للغَاية وأهتم لأمره؛ ولكنْ يُصيبنِي الإحبَاط حِين أرَاه لا يكترث لأمرِي، رُبمَا لو كنتُ شخصًا أكثر أهمية بالنسبة له لفعل، لأهتم لأمرِي وأخذ مشاعرِي علَى محمل جَاد.

فقطْ لأنْ حوائط غُرفتِي مُمتلئة بصوره لا يعنِي أننِي سألتصق به دائمًا حِين تتسنَى لي الفُرصة حتَى إنْ عاملنِي كالقُمامة.

رُبمَا انا أتصرف علَى نحوٍ غرِيب؛ فقطْ لأننِي أُريده أن يرَانِي بمنظُورٍ أخرْ.

رُبمَا تِلك النهَاية، رُبمَا لنْ يرغب برؤيتِي مرة أُخرَى.

بَعدْ ثلَاث ساعات مَرتْ طُرِق البَاب.

كُنت قَدْ أستعددتُ للنَوم وأرتديتُ منَامتِي بَعدْ أن شعرتُ أنِي سأفقد قُدرتِي علَى الرؤية من كثرة البُكَاء.

تأفأفتُ وذهبتُ لفتح البَاب دُون تفقد مظهري او إخفَاء أثار البُكاء، لا يُمكن أنْ يكُون الوضع أسوأ بأي حال.

يال المُفاجأة، إنهُ ذَات الشخص الذِي تسبب فبكَائي لثلاث ساعات مُتواصلة.

"مرحبًا" لَوحْ بيده.

"مرحبًا" رددتُ

"أكنتِ تبكِين؟" سألْ يُمعنْ النظرْ بوجهِي.

"لا" أجبتُ مُبعدتًا نظرِي عنه.

مرتْ ثوانٍ حتَى شعرتُ بجسده علَى مقربة منِي إلَى أنْ أنتهِي الأمر بِي دَاخل عناقه.

بادلتهُ العنَاق سريعًا مُبتسمة، أستطِيع البقَاء هكذَا للأبدْ، لطَالمَا شعرتُ بالسكينة دَاخلِي كُلمَا عانقنِي، وكأننِي أملك العَالمْ لجُزء من الثَانية، فقط أنَا وهو ولا شيء أخرْ.

"أُحبكْ.."

لَيتهُ يستطِيع سمَاع هذَا، ليتهُ يستطِيع فِهم هذَا بالشكل الصحيح حِين يسمعه.

"لَقَدْ رَتَبْ أحد الفتيَانْ لِي موعدًا غدًا، أُيمكنك الإعتنَاء بيونتان لأجلي؟"

انا فَقَطْ أُريد المَوتْ.

fan→k.th✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن