"ماذا أفعل؟ لما لا تُجيبين علَى هاتفك!" أخبرنِي بغَيظ.
"انا لا أتفقد هَاتفِي بأي حَال" رددتُ دافعتًا كفَاي دَاخِل جيُوب سترتِي.
حَلْ الصَمتُ بيننَا لبضعة ثوانٍ جَعَلتنِي أشعُر بصعوبة فِي التنفس لذَا ابتلعتُ غُصتِي ودفعته من أمامي لأرحل.
"وماذا عنِي؟" هُو جَذَب ذراعي قَبلْ أن أتمكن منْ الإبتعَاد.
"مَاذا عنك؟" سألتُ بالمُقابل غَير مُدركة لما يقصد.
"مَوعد الفَحص غدًا؛ لذا أردتُ التأكد من أنكِ مُتفرغة لأنكِ أخبرتِيني أن لديكِ عمل مُكثف"
"يُمكنكْ القدُوم متَى تشَاء، تَعلم أنِي سأكُون متفرغة لأجلك دائمًا" رددتُ بهدُوء، علَى عكسه؛ فقد كَان غاضبًا لسببٍ لا أعلمه.
دفعت يدهُ بعيدًا عن ذراعي فعاد ليُمسكهُ بقَوة أكبر.
"ما خطبك!" صاح بِي."ما خَطبك أنت! لمَا أنت غَاضبٌ حتَى!" صِحت بالمُقَابلْ.
"كُنت قلقًا بشأنك!" لَمْ يُخفض من حِدة صَوته.
"نَعم، بالطبعْ أنت كذَلِك" سَخِرت.
"وداعًا" دفعتُ يدهُ عن ذراعِي للمرة الأخِير.
"پَاي، مَا بك؟" أعترض طريقِي مُجددًا.
"أرأيت؟" أشرتُ بسبابتِي تجاهه.
"ماذا؟" سأل بوجهٍ مُرتبكْ.
"أنتْ مَنْ يُعانِي خطبًا، أنتْ مَنْ توقف عنْ التحدث لِي بشكلٍ مُفاجئ، أنتْ من تجَاهلنِي وعاملنِي بشكلٍ رديء، أنتْ من لَم يُبالي بمشاعرِي، حتَى أنك توقفتْ عن مُناداتِي فَطِيرة، هَل أصبحت تكرهنِي الأن؟"
مِنْ شدة غَضبِي لَم أنتبه أنْ عينَاي بدأتَا بذرف الدمُوع، كُنت أختنق.
أردتُ الإختفاء فقطْ.
"هدئِي من رَوعك.."
بدَى مُرتبكًا، حَاول الإقترَاب لمُعانقتِي ولكننِي لَمْ أُرِد.
"ابتعد" دفعتهُ من امامِي، تشبثتُ بحقيبة ظَهري ثُم اكملتُ طَريقي للمَنزل مُستعدة لتَحطِيم كُل شيء بطرِيقي.
تِلك كَانتْ المرة الأولَى التِي أرفُض بهَا عنَاقه، وكَانت المرة الأولَى التي أغضب بهَا لهذَا الحَدْ.
-
"تبًا الطعام هُنا جَيد للغاية" حدثتُ نفسِي.
إن أردت التخلص من غضبك، فأذهب لتناول الطعام.
لولَا وجود عملِي لأصبحتُ سَمينة إلَى حد عدم اتسَاع باب شقتِي لِي، لأنِي أغضبُ كثِيرًا؛ فأذهبُ للأكل كثيرًا.
ولَمْ أذهب لتناول الفطَائر لأنِي سأتذكر تَايهيونج، وكطبيعتي الدرامية قَد أبدأ بالبُكَاء.
أنا أبكي أكثر ممَا أتنفسُ حتَى، رُبما انا حساسة للغاية إلَى حدٍ مُزعج لا يُطَاق.
"مَاذا تعني بأنْ شطَائر اللحم نفذت!" سمعتُ صياح أحدهم.
"أعتذرُ سيدِي، نحنُ علَى وشك الإغلاق ولا نُعد المزيد من الوجبات، كَانت هُناك خمسة مُتبقية وأخذتهم زبُونة أخيرة" ردَّ النَادل.
وبالزبُونة هو يقصد أنا.
"من واللعنة قَد يتناول خمس شطائر بالثانية عشر ليلًا! أتظنني أحمقًا لأُصدق هذَا؟ سأُعطيكم تقييمًا سيئًا"
ماذا يقصد بمن قد يتناول خَمس شطائر بالثانية عشر ليلًا؟
أي شخصٌ غَاضب يرغب بالتنفيس عن غضبه سيفعل هذَا.لَمْ ألتفتْ لأرَى منْ يتحدث، انا غاضبة بالفعل ومُستعدة لإفتعال شجَار.
وهذه فُرصة رائعة.
إن أردتْ التخلص من غضبك، أفتعل شجارًا مع أحدهم.
تِلك قاعدة جديدة.
"فلتذهب للتخلص من غضبك بمكانٍ أخرْ! أُترك النادل المسكِين وشأنه" نهضت عن طاولتِي اخيرًا كَي ألتفت موجهتًا حدِيثي الى الصائح الذِي كان ظهره المُغطى بسترة سوداء يُقابلني
"عفوًا؟" التفت الأخر بوجهٍ مُشمئز.
كَان تَايهيُونج الذي تشاجرت معه بالسادسة صباحًا ولمْ أرهُ من وقتهَا.
لا أصدق أنِي لم أتعرف علَى صوته، إنهُ يبدو مختلفًا حين يغضب.
"ماذا تفعل هُنا؛ هل تطاردني!" صِحت فورًا.
كُل مجهودِي بإبعاد غضبِي قَد ذهب هبائًا، أشعُر أني علَى وشك الإنفجار مُجددًا.
أُريد لكمه حتَى يبصق غدائه.
"بل ماذا تفعلين انتِ هُنا!" صَاح بالمُقابل مُقتربًا منِي.
"لقد كُنت هُنا قبلك لذا أنتْ من يطاردنِي" وضحتُ عَاقدتًا ذراعَاي.
"انا لا أُطاردك بل أنتِ فتاة غَير طبيعية، منْ قد يتوقع خروج إحداهن بالثانية عشر ليلًا لتناول خمس شطائر لحم!"
كَان يستمر بالصيَاح كالأبله حتَى ظهر الإختناق علَى وجهه.
"هذَا لأننِي فقدتُ شهيتي تجاه الفطائر بسببك وهي كَانت ما يجعلنِي سعيدة، ولأنني لَستُ مثلك أُخرج غضبِي عن طريق الشجار كشخصٍ أحمقٍ كُليًا!"
"أتنعتينني بالأحمق الأن؟" سأل ساخرًا واضعًا يديه فوق خصره.
"لقد وصفتنِي بأننِي غير طبيعية" رددتُ.
"حسنًا انا أسف" أخفض من حدة صَوته، مازَال حَاجبيه معقُودين بالإضافة إلَى وجهه الغَاضب.
"اعتذَارك غَير مقبُول،والأن أرحل" أشرتُ لبَاب المطعم
سمعنَا حمحمة مِنْ خلفنَا فألتفت كلَانا لنرَى النَادل الذِي كَان تايهيونج علَى وشك ضربه.
"انا لا أُرِيد مُقاطعة شيء يا رفاق؛ ولكنْ أيمكنكم إستئنَاف شجار الأحباء خارجًا لأننَا سنُغلق"
"أحباء؟ انا لا أعلم منْ يكُون حتَى" نظرتُ للنَادل أمامِي مُتجاهلتًا وجه تايهيونج الذِي أصبح كالجمَاد بمكانه.
دفعتُ شعري للخلف ثُم ذهبتُ لطاولتِي لأحمل حقيبتِي والشطيرتَان المُتبقيتان بيدِي.
فِي طريقي للبَاب رميت الشطيرة ضد صدر تايهيونج الذِي كَان لايزال يرمقنِي بصمتْ.
لن أتناول شطائر اللحم للأبد كالفطائر، رائع.
أنت تقرأ
fan→k.th✓
Fanfiction"حَاولتُ عَدَم الوقُوع بالحُب؛ ولكن كَـان هذَا كمحاولَة عدم التنَفُس، لأنك ما تُبقينِي حيَّة، أنت ما أتشبَث بِه لأتابع السَير للأمَام" 1#fanfiction