بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الفصل الحادى عشر (للعشق ضحايا)
أخرجت لمياء قميص نوم أبيض من الخزانة ووضعته على الفراش بجانب ليلى ثم أشارت لها على أحدى زجاجات العطرالموضوعة على المزينة وهى تغمز لها بأعينها
- على فكرة مازن بيحب البرفان ده اوى
نظرت اليها ليلى وهى تبتسم بخجل
- تحبى أساعدك فى حاجة تانية يا عروستنا
- لأ- متشكرة أوى
طرق مازن على باب الغرفة فانتفضت ليلى واقفة وفتحت له لمياء الباب
ثم ودعتهم
- استأذن أنا بقى ثم ابتسمت لمازن وهى تردف
- صابحية مباركة ان شاء الله
تطلعامازن وليلى ببعضهم البعض لبرهة من الوقت قبل ان يقطع مازن الصمت بينهم
- معقول لسة مغيرتيش فستانك - ثم اردف وهو يقترب منها
- ولا أنتى حابة انى اساعدك
ركضت منه ليلى الى زوايا من زوايا الغرفة
- لأ انا هغير لوحدى
ابتسم لها وهويقترب منها أكثر
- بس انا مصمم انى أساعدك
انكمشت ليلى على نفسها خوفا ثم حاولت ان تبتعد عنه ولكنه أمسك ذراعها وجذبها اليه و اخذ يتطلع فى وجهها لبعض الوقت
- معقول فى حد بالجمال ده
اخفض رأسه وقبلها قبله قوية على شفتيها اعقبها قبلات متفرقة على وجنتيها وعنقها حتى استقر مرة اخرى على شفتيها وقد سارت الرجفة فى اوصال ليلى وانتابتها مشاعر مختلطةلاول مرة تختبرها - ولكن لايزال هناك حاجزا نفسى بينها وبين زوجها لم تستطع تخطيه بعد -- جذبها الى أحضانه و ربت على ظهرها بحنان حتى وصلت يده الى سحاب الفستان وكان على وشك فتحه حين سمع شهقات بكائها فادارها لتواجهه
- فى ايه مالك ؟انتظر الرد ولكنه لم يحصل عليه بينما دموعها ما زالت تهبط من عينيها كالشلال
- للدرجادى مش طايقانى ؟
- اسفة بس مبعرفش اخبى مشاعرى
خرج الكلام منها متهدجا نظرا لبكائها المستمرولكنه اصابه فى الصميم
- يعنى ايه؟مش عايزانى
- صدقنى مش بايدى
انصدم من صراحتها وخشى فى قرارة نفسه ان يكون سبب نفورها منه انها لا تزال تكن المشاعر لحبيبها الاول- ولكن كرامته تأبى ان يسألها عن ذلك او حتى يذكره بينه وبين نفسه
فصرخ عليها بغضب
- لا تكونى فاكرة انى اجوزتك عشان بحبك ولا هموت عليكى لأ يا حبيبتى فوقى انا اجوزتك بس عشان اكسرلك مناخيرك اللى اتجرأتى ورفعتيها فى وشى ومن هنا ورايح هتبقى زيك زى اى كرسى او اى حاجة ملهاش اى لازمة فى البيت
ثم خرج من الغرفة وهو فى قمة غضبه وصفق الباب خلفه بشدة تاركا ليلى تقف بذهول تحاول استيعاب ما سمعته منه
****************
ركضت الخادمة مرفت الى ثناء
- الحقى يا هانم مازن بيه طلع بعربيته من شوية
- بتقولى ايه؟ نفضت عنها الغطاء وهى تمتم
- انا قلت ان من الاول ان الجوازة دى مش نافعة
محمود-على فين يا نوئة
- هعلمها الادب وهعرفها قيمتها كويس
اندفعت ثناء الى جناح مازن وليلى وهى فى قمة غضبها وما ان فتحت لها الباب حتى صفعتها صفعة قوية على وجهها ثم انهالت عليها بالمسبات
- عملتى ايه فى الولد طفشتيه من اول ليلة ... لا تكونى فاكرة نفسك حاجة....لا يا حبيبتى فوقى لنفسك ابنى اللى عملك قيمة لما فكر يجوز واحدة زيك وياريتك صونتى النعمة
استيقظت نعمات على صوت ثناء ثم ندهت على مرفت لكى تساعدها وتجلسها على كرسيها بينما ليلى لم تستطع منع دموعها التى تساقطت كالشلال وهى لا تزال تلمس خدها من اثر الصفعة
- انا ما عملتلوش حاجة هو اللى زعل ومشى
- والنبى ايه - مجنون هو عشان يزعل كده من غير سبب ثم أردفت وهى تمسك بكتفها وتهزها بعنف
انا اصلا شاكة فيكى من وقت ما جيتى انتى واهلك تزورونا كنتى ضربة بوز كده وكأنهم جايبينك غصب عنك
نعمات - فى ايه يا ثناء فوقتى امة لا اله الا الله
- الست هانم بنت الاصول طفشت عريسها يوم الدخلة
- وانتى مالك انتى دى مشاكلهم هما يحلوها مع بعض من غير ما حد فينا يدخل
- انتى بتقولى ايه يا ماما؟
- بقول الصح ويلة اتفضلى على اوضتك وماتدخليش فى اللى مالكيش فية وهما لو عايزين ياخدوا منا النصيحة هيلاقونا جنبهم غير كده ملناش فيه
ذهبت ثناء وهى تنظر لليلى نظرات عدائية متوعدة
نعمات - يله ياليلى يا حبيبتى روحى نامى ومتزعليش من حماتك هى بس اتصرفت كأم بكرة لما تبقى ام هتعرفى -تصبحى على خير
- وانتى من اهله يا تيتة
ارتمت ليلى على الفراش واخذت تبكى وتنتحب حتى ذهبت فى ثبات عميق
عامل البار
- كفاية شرب بقى يا مازن بيه انت كده مش هتعرف تسوق
- قلتلك صبيلى كمان وخليك فى شغلك وما تدخلش فى اللى ملكش فيه
اتصل العامل بأمجد حتى يأتى ويأخذه
وبعد قليل وصل أمجد وهو فى غاية القلق
- فى ايه يا مازن ؟ ايه اللى جابك هنا دلوقتى
- وانت مالك انا حر
- طب تعالى يله اما اروحك على بيتك
دفعه مازن بعيدا عنه
- اى بيت انا مش همشى من هنا
- طب ايه رايك تيجى معايا على بيتى انا
- قلتلك مش همشى من هنا
بعد قليل غفى على البار
فدفع أمجد الحساب ثم اسنده حتى وصلا الى السيارة ثم انطلق بها
*******************
ثناء-- مش معقول كده يا ماما انتى كده بتدلعيها وهتخليها تسوق فيها
- وانتى يعنى مش لازم تعملى فيها حما من اول يوم ده البت لسه ملحقتش تقول يا هادى
- هى شكلها من ساعة الخطوبة وهى مش عجبانى ضربة بوز كده ع طول وكأن فى حدغاصبها على الجوازقال يعنى هى تطول - قال على رأى المثل رضينا بالهم والهم مرضيش بينا
- ما تدخليش انتى بينهم يا ثناء وسبيهم يحلوا مشاكلهم بنفسهم ده هيقوى علاقتهم اكتر وهيدوب التلج اللى حاصل بينهم ده
- يعنى عاجبك اللى حصل ده انا متأكده انها مرديتش تخليه يلمسها عشان كده الواد اتقهر وخد فى وشه ومشىى
- أنتى عمرك شوفتى النار اتحطت جنب البنزين ومولعتش
- تقصدى ايه يا ماما ؟
- قصدى انك تسيبيهم براحتهم وكل حاجة هتحل نفسها بنفسها
- طب والناس اللى هتيجى الصبح عشان تبارك هنقولها ايه
- انا هتصرف روحى انتى نامى زمان جوزك قاعد مستنيكى*******************
أمجد-- تحب اعملك فنجان قهوة تانى
- لأ كده تمام اوى
- ههههه بقى هو ده انتقامك منها ده انت ضيعت هيبة الرجالة على الأخر
- تفتكر انا غلطت فى اللى عملته
- اكيدغلطت دى مراتك يا جدع وليك حقوق عليها يعنى كان لازم تجبها من شعرها وتاخد حقك منها حتى لو غصب عنها
- ومين قالك انها كانت ممانعة بالعكس دى كانت مستسلمة على الاخر وكأنها واحدة باردة معندهاش اى مشاعر
- اهو كنت عاديت الليلة وخلاص بدل ما يطلع شكلك وحش قدام الناس
- صدقنى دموعها كانت كفيلة تموت اى رغبة جوايا وعلى شوية كنت هحس نفسى حيوان
- انا شايف انك مكبر الموضوع اوى يا مازن والمفروض دلوقتى تروح على بيتك وتلم الليلة بدل الفضايح والشوشرةوبعدين اقعد اتكلم مع مراتك وشوفوا هتعملوا ايه
- لأ مش هروح خليها تتأدب شوية دى حتى مكلفتش نفسها واتصلت تشوفنى روحت فى انهى داهية
لم يكد ينهى جملته حتى سمع صوت جرس الهاتف
أمجد - شوفت ظلمتها ازاى اهى اتصلت اهى يا عم
تطلع مازن على الشاشة بامتعاض
- دى تيتة
- ايه اللى عملته ده يا مازن يصح بردو تسيب عروستك فى ليلة زى دى وتهرب
أمجد-هههه ههههه
مازن محاولا تدارك الامر -اهرب ايه يا تيتة انتى مش واثقة فى حفيدك ولا ايه
- طب يله مش عايزة كلام كتيروارجع على البيت حالا.....- سلام واغلقت الخط ولم تتح له مجال للرد
**********************
فيلا رشدى الشناوى
أحمد - مالك ياروحى رايحة جاية على الحمام
لمياء - مش عارفة يا أحمد طول الوقت معدتى قالبة عليا وحاسة روحى عايزة ارجع
- يمكن ختى برد ولا تعبانة من المجهود اللى عملتيه فى الفرح
- يجوز
- طب هقوم اعملك حاجة سخنة وبكرة هكلم الدكتور يجى يشوفك ويطمنا عليكى
- مرسى يا حبيبى ربنا يخليك ليا
****************
ذهب مازن الى غرفته بعد ان طمأن جدته عليه فوجد ليلى تغط فى النوم وعندما اقترب منها وتطلع بها اكثر لاحظ قطرات الماء المحملة بالكحل السائل التى جفت على خدها فعلم انها كانت تبكى لوقت طويل وعندما تقلبت الى الجهة الاخرى وجد علامات حمراء وأثار اصابع تغطى وجنتها فذهب مرة اخرى الى جدته وهو فى حالة غضب
- فى ايه يا مازن الساعة بقت 7 انت مش جايلك نوم ولا عايز حد ينام
- ايه اللى حصل بعد ما مشيت يا تيتة
- هيكون ايه يعنى اللى حصل
- مين اللى ضرب ليلى؟
ترددت نعمات قليلا قبل ان تخبره ولكنها رأت الاصرار ظاهرا بعينيه- خلاص يا مازن الموضوع خلص هى والدتك بس قلقت شوية لما لاقيتك واخد فى وشك وماشى ليلة جوازك
- راحت راحة فاشة خلقها فى المسكينة اللى جوا
ركض على غرقة والدته ولم يستمع لنداء جدته وطرق الباب بعنف
محمود-فى ايه هو ماحدتش فى البيت ده بينام
دفعه مازن خارج الغرفة وأغلق الباب بالمفتاح
- اوعى من وشى
ثناء - لا تكون جاى تتهجم عليا انا كمان
- العفو يا ماما بس انا جاى ااقولك كلمتين وحابب انك تسمعينى كويس - انا مش عايز حد يدخل بينى وبين مراتى حتى لو شوفتونا بنقطع فى بعض وكمان طول ما أنا عايش مش هسمح لحد يمد ايده عليها حتى لو كنتى انتى والموضوع ده لو اكرر تانى انا هخدها واروح اعيش فى شقتى ومش هتشوفى وشى تانى ثم تركها وذهب دون ان يتيح لها المجال للرد
*****************