- ١ -

145K 2.7K 358
                                    

تم النشر على موقع واتباد بتاريخ ٢٤ أبريل ٢٠٢٠

- الفصل الأول - 

"يادي النحس" زفرت زفيراً ارتجت على اثره شفتيها وهي تخلل شعرها بأصابعها واستندت بمرفقيها على مكتبها الصغير الذي تضعه بأحدى أركان غرفة نومها ودفنت جبهتها بيديها وهي لا تدري متي سينتهي هذا الشهر البائس العصيب الذي تواجهه كل سنة.. وكل سنة تضع نفسها بنفس المأزق ولا تُنهي التقارير إلا ليلة سفرها!!

"حلو اوي!! كده لازم أروح الشركة بكرة قبل معاد الطيارة" نفخت مجدداً لتتطاير احدى خصلات شعرها بعد أن وضعت كفها لتسند عليه وجنها وهي تشعر بالإحباط لتنهض ذاهبة فلقد تأخر الوقت وهي بالكاد تطمئن على ابنتها من وقت لآخر.. 

مشت في رواق المنزل الموزع به الغرف حيث أن غرفتيهما تقعا بنفس الرواق على مسافة اثنان متر على الأكثر بينما شعرت بالرهبة من صوت ابنتها الباكي لتهرول ثم فتحت باب غرفة ابنتها بملامح مضطربة متأثرة لصوتها

"لينا أنتي كويسة؟!" صاحت سائلة وهي تتجه نحو ابنتها التي تُمسك الهاتف وتبكي بمرارة 

"الكلب الحيوان.. بهدلها يا جيجي"همست بحرقة بين بكائها

"كلب مين؟! وبهدل مين؟! هي رولا جرالها حاجة؟!" سألت بملامح فازعة وسألت عن صديقتها فلينا لا تعرف سواها 

"بدر.. بهدل نورسين.. الرواية دي وحشة اوي!!" هدأت جيهان وهي ترمق ابنتها في غيظ 

"تاني..عياط علشان روايات تاني؟! هو انتي يا بنتي مبتبطليش! اعقلي بقا" صاحت بها في عصبية 

"معندكيش فكرة عمل فيها ايه، وأصلاً هو مش عارف الحقيقة.. ده بطل قذر أوي وأستحالة أتعاطف معاه!" همست في آسى وقد كفت عن البكاء لتزفر جيهان في قلة حيلة 

"أنا بس لو أطول هاخليهم يقفلوا الواتباد ده" تنفست لينا وهي تحاول استنشاق أنفاسها في صعوبة 

"حرام عليكي يا جيجي.. ده أنا محلتيش غيره اليومين دول.. هاعمل ايه يعني في الأجازة"

"تنزلي.. تروحي النادي.. تشوفي كتب السنة الجاية.. تعملي أي حاجة مُفيدة بدل قاعدتك دي" 

"لا ماليش مزاج والجو حر اليومين دول" أخبرتها في سأم 

"الصبر من عندك يارب!!" همست في إرهاق "كفاية كده بقا وقومي نامي علشان الوقت أتأخر" أخبرتها لتنهض وهي تبحث عن حذائها المنزلي ولكنها لم تجده فقررت أن تبقا حافية القدمين 

"ما تنامي أنتي يا جيجي.. أنتي مش مسافرة بكرة؟!" 

"متزفتة" همست في تآفف وملامحها لا تدل على الحماس أبداً 

"طيب خلاص ايه اللي مصحيكي لغاية دلوقتي؟!" 

"كنت بخلص آخر report (تقرير) وفجأة اللاب جاب آخره خلاص" أخبرتها في احباط 

عشق ناضج وعشق مجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن