- ۱٧ -

42.3K 1.6K 103
                                    

تم النشر على الواتباد بتاريخ ١٧ مايو ٢٠٢٠

- الفصل السابع عشر -

بعد ساعة دلفت ماهيتاب منزلها الذي تعيش به مع أُسرتها وبداخلها تشعر بالحُزن.. كم فرطت من نفسها، وقتها، حجبت مشاعرها وكتمتها في قلبها، أنتظرت وأنتظرت للكثير من الوقت علّ سمر في يوم تسألها عما بها.. علّها تكترث لها وتعطيها جزء ولو ضئيل من إهتمامها وإنتباهها لكل ما تمر هي به.. 

بالرغم من أن قرارها بإنهاء تلك الصداقة التي لا يُعطي فيها سوا طرف واحد متأخراً ولكنها شعرت بالتحرر.. شعرت بأنها ليس عليها تحمل تلك الأفكار المهووسة بعد الآن.. لم يعد عليها الإنتظار وحتى لو أصبحت بمفردها تماماً فهذا أفضل..

بنهاية الأمر ليس علينا تحمل علاقة تؤذينا لسنوات.. فنحن من نتأذى وحدنا ولا يشعر الطرف الآخر بنا.. وبالنهاية أيضاً جميعنا بشر وجميعنا نستحق الأفضل..

نستحق الإهتمام، الصبر، المشاركة، التعاطف، من يسمعنا ويُخبرنا بأنه بجانبنا مهما كانت الظروف وإلي أي مدى كان سيظل بجانبنا ولن يتركنا أبداً..

كادت أن تصل لغرفتها ولكن صوت والدتها أوقفها لتلتفت إليها بملامح حزينة فهي لا تزال مصممة على خطبيتها لشخص لا تعرفه بعد وهذا لم يخطر على بالها بيوم أن يتم زواجها وإرتباطها بشخص لا تعلم عنه شيئاً ولم تشعر له بالحب منذ الوهلة الأولى مثل ما تمنت دائماً..

"الولد قاعد برا وعايز يتكلم معاكي ومستنيكي.. أظن أنه كفاية يجي ويدخل بيتنا وأقوله بنتي مش موجودة.. أحترمي نفسك وعدي الليلة على خير أحسنلك.. سامعة ولا أعيد تاني؟!" حدثتها والدتها بنبرة جافة وعينتاها أطلقا تجاهها نظرات حازمة 

"حاضر يا ماما.." اجابتها بقلة حيلة فهي لم تعد تحتمل المزيد من النقاش والمجادلات التي لا نهاية لها مع أُسرتها بسبب حتمية زواجها فلقد قاربت السادسة والعشرون من عمرها وبالنسبة لعائلاتها هذا أمر فاضح لا يُقبل أبداً "هادخل بس أغسل وشي وأحط شنطتي وجوا وهاطلعله" أخبرتها ثم تركتها مسرعة وهي لم يعد بداخلها طاقة للمزيد من التحمل!

نظرت بمرآتها وقد تكونت الدموع بعينتيها فحاولت كتمها بمرارة خشية من أن يُفسد مظهرها ثم خللت شعرها بأصابعها في محاولة أن تُعدل منه قليلاً وأخذت شهيقاً ثم زفرته في هدوء وتوجهت مرة أخرى للخارج بأفكار ضبابية ومشوشة فهي بداخلها ترفض هذه الزيجة تماماً..

مشت نحو غرفة الإستقبال المهيئة بعناية ليسع أُسرتها إستقبال كل من هو غريب بمنزلهم وكأنما يُفضلون ذلك الشخص على جميع أفراد المنزل لتتهكم مُفكرة في تلك العادات التي لن يتوقفوا عنها أبداً..

دلفت لترى نفس ذلك الشخص الذي قد آتى من قبل ولكنه كان اليوم يرتدي ملابس غير رسمية وشعره الأسود قد أكتسب طولاً أكثر من المرة السابقة لتبتلع وتفقدته بإنزعاج وإمتعاض غير مبرران لتلاحظ أنها حتى لا تتذكر ملامحه ولكن ملامحه تحمل وسامة من نوع ما، لكنها بالنهاية تركت ذلك التفكير بعيداً..

عشق ناضج وعشق مجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن