- ٦ -

47.3K 1.8K 131
                                    

- الفصل السادس - 

لم تتخيل بيوم أن مجرد ارتطام عابر لسيارتها بسيارة رجل آخر فد توصلها أن تحيا تلك الحالة من الرومانسية، علاقة حب جميلة تعيشها مع رجل مثل أمجد، رجل يُفكر بمنتهى المنطقية الشديدة والنضوج دون إغفال المرح والمشاعر.. لقد ظنت أنها لن تملك أبداً رجل إلي جوارها لتتقاسم معه علاقة كالتي تتقاسمها معه الآن..

كإمرأة بالثمانية والثلاثين من عمرها لم تتخيل أنها ستعيش قصة حب مرة أخرى بعد وفاة زوجها، لربما فكرت بالأمر لحظياً وهي بالعشرينيات، لقد كانت فكرة الزواج بالنسبة لها مرعبة للغاية، فلربما أي رجل وقتها لترتبط به وقتها كان سيصمم على الإنجاب مرة أخرى، أو لربما كان سيتحكم بتلك التحكمات الغريبة بأن تترك عملها وتتفرغ لمنزلها وتكوين أسرة، لربما كانت لتلاقي الرفض الشديد من كل المحيطين بها لمجرد إرادتها في الزواج مرة ثانية بعد موت زوجها..

لا يعني الزواج مرة ثانية أنها نسيت زوجها الذي كانت تحبه بجنون، ولا حتى يعني أنها توقفت عن حبه، ولا يعني ظلمها لإبنتها التي وجدتها مُدركة للغاية لكل ما تفتقده هي نفسها، فكرت كثيراً بأن زواجها ليس لصورة اجتماعية ولا احتياج للمال ولا حتى الأبناء، ولكن الزواج به الكثير من الأمور التي كانت تشعر بفقدانها كلما مر الوقت عليها وحدها.. ألا يعني الزواج السكينة؟ المودة والرحمة؟ المساندة والمشاركة في كل شيء بالحياة بدايةً بالمصاعب والأعباء إلي السعادة والفرحة والمرح؟

لا تصدق أنها قاربت من الوصول إلي كل ذلك مع أمجد، ذلك الرجل الرائع الذي كلما قصت عليه أحدى المصاعب التي تواجهها تجده بطريقة ما يُبسط الأمر للغاية حتى يتلاشى شعورها بالإرتباك والخوف.. لا تُصدق أنها بعمرها ذلك وجدت الرجل الذي يُعامل ابنتها كإبنته بل وتفوق عليها هي نفسها في الإقتراب الشديد من ابنتها وكأنه هو من رباها وحده طوال تلك السنوات الماضية، لا تُصدق أنها وجدت به الحنان الشديد لكل ما يطرأ عليها من مواجهات عصيبة في يومها، احتواء غريب يُشعرها به كلما مرت الأيام لتدرك كم من الوقت عانت وحدها وجعلها تتمنى بينها وبين نفسها لو وجدته منذ سنوات عديدة حتى تهنأ بوجوده معها..

ارتشفت من كأس العصير أمامها وبداخلها بعضاً من الإرتباك، بالرغم من التقدم الشديد والهائل السريع الذي آنسته وحققته بعلاقتها بأمجد بغضون الأيام الماضية ولكنها لا تزال تحمل في نفسها بعض الخوف من مواجهة ابنه صهيب.. لقد صممت على التحدث معه على إنفراد، هي تُصدق أمجد ولا ترتاب به ولا تشكك بكلماته التي لطالما تحدث بها عن دعم ابنه ولكن لربما صهيب لا يتقبل فكرة زواجهما، لربما لا يُحبذها ورافضاً للأمر برمته عكس ابنتها التي تيقنت أنها تدعم زواجهما للغاية.. ويحاول فقط اظهار دعمه مثلما يُخبرها أمجد ولكن بقرارة نفسه قد يكون غير متقبلاً لزواج أبيه..

عشق ناضج وعشق مجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن