تم النشر بتاريخ ٢٧ أبريل ٢٠٢٠
- الفصل الرابع -
"الحادثة كانت الخميس.. الجمعة الراجل قالنا العربية محتاجة ايه وكان لازم تيجي استيراد من بورسعيد.. استنيته للأتنين لغاية يوم اجازته وأخدته وروحنا بورسعيد ابتدا شغل فيها يوم التلات، اللي هو أول امبارح.. عايزة الميكانيكي يسقط مكنة جديدة ويلينها ويغير الزيت وكمان السمكري يخلص شغله في يومين اتنين ازاي؟!" حدثها وقد هدأت نبرته لتنظر هي له في حيرة ممزوجة بالتعجب وأيضاً بداخلها لا تتقبل صراخه بها منذ ثوانٍ
"يعني ايه يسقط مكنة؟" سألته لينظر لها لتتعالى ضحكته شيئاً فشيئاً ثم بدأت في الهدوء وهو يتفحص ملامحها المتعجبة
"يعني الموتور ده اسمه مكنة.. همّ الميكانيكية بيقولوا عليه كده"
"آه.." همست ثم نظرت أمامها ثم تذكرت صراخه بها لتلتفت له في إنزعاج وقد عادت تلك الثورة التي تثورها عند الغضب
"بس أنت ازاي تزعقلي بالأسلوب ده.. أنت يعني فاكر عـ..."
"هشششش!!" كمم فمها بكف يده ولم يتضح من ملامحها سوى عينتيها المتوسعتين في إندهاش "أنتي ايه!! لسانك ده ايه!! بزعق عشان تفهمي الأول وتبطلي كلام.. ما هو مفيش حل غير إني أعلي صوتي أكتر من صوتك عشان تسمعيني، عارف إنها زفت غلطتي بس أنا أهو مش ساكت وعمال أصلح في العربية.. اهدي بقا شوية!!" تحدث ثم زفر في راحة لأنه استطاع أن يقول كل ما أراده دون أن تقاطعه أو تصرخ به
"طب هي يعني قدامها قد ايه؟"
"بتاع عشر أيام" أجابها بنبرة هادئة وهو لا يصدق أنها أستطاعت أن تقول جملة واحدة دون صراخ
"ما هو يعني أنا مبستغناش عن العربية، بروح بيها الشغل، وبروح أقضي بيها طلباتي.. ولما جامعة لينا تبتدي أنا اللي بوصلها.. دي ايدي ورجلي وأنا مش هاقدر أقعد من غير عربية الفترة دي كلها، أنا ماليش دعوة.. أنت تتـ..."
"ما كفاية بقا!!" نظر لها يرمقها في غضب واضطر أن يتحدث بصوت مرتفع مرة أخرى لتنظر له بخوف فعادت نبرته للهدوء مرة أخرى "أنا اهو معاكي.. هوديكي الشغل وأجيبك كل يوم ولو عايزة حاجة هجيبهالك"
"لا متشكرة.. مش عايزة حاجة من حد" رفضت وملامحها فاضت بعزة النفس الشديدة
"مش قولتيلي انها غلطتي ولازم اتحمل مسئولية غلطي.. أظن إنك تقعدي من غير عربية ده غلطي واديني اهو بتحمل المسئولية"
"لا بس بردو مينفعش كل يوم تجيبني وتوديني وتجيبلي طلباتي.. لو سمحت لما تبقا العربية تخلص ابقا بلغني.. ومتشكرة أوي لغاية كده" ظل ناظراً لها لمدة طويلة يتفحص ملامحها حتى قد تعجبت هي نفسها من طريقته ووترتها نظراته وعينتيه العسليتين شعرت وكأنما تلك النظرات تصعب عليها الأمر
أنت تقرأ
عشق ناضج وعشق مجنون
Romanceحاصلة على المركز الأول #1 في تصنيف #غيرة بتاريخ 25 \5 \2020 رجل وجد العشق في سن الخامسة والأربعين ليتزوج من عشقها.. ولكن هل ستكون هذه فكرة جيدة عندما تعيش ابنة زوجته بنفس المنزل مع ابنه؟ حقوق الطبع محفوظة للناشر يمنع اعادة نشر عشق ناضج وعشق مجنون ب...