Noor 1

505 10 1
                                    


السلام عليكم..

----

"نور محمد السماني، مبروك التخرج".. إنتشرت الزغاريد في ساحة الإحتفال والصفير والمباركات.

بخطوات بطيئة تقدمت هي لتصعد سلم المسرح حيث تقابل والديها، إبتسمت لهم وشعور الفرح يتملكها وفجأة رصاصتين أنهت كل هذا الإحتفال.

---

إستيقظت نور بفزع من حلمها الذي يتكرر طوال ثلاثة سنوات " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".. قالت وهي تمسح على شعرها.

"نور مالك أنتِ كويسة؟"..

نظرت نور لصاحبة السرير الأخر والتي تكون إبنة عمها "الصراحة لا، نفسي أنوم بهناء ليوم واحد بس، مستحيل لكن".. كان واضحاً على صوتها التعب والإرهاق.

"ممكن دايماً تبكي لأني حأكون معاك طوالي "..

هنا تسللت شهقه وحيدة من نور "كيف تكوني معاي طوالي وأنتِ خلاص حددو عرسك؟؟"..

"وانتِ قايلاني من البنات العولاق البنسو أي حاجة بس يعرسو، والتقول دايرة اعرس لي امير، حعرس كريم ده"..

ضحكت نور وأخيرا منذ بداية الصباح "إلا كريم ما برضى فيهو، ده الزول الهيفكنا من نقتك كل صباح"..

ألقت عبير الوسادة بوجه صديقتها " نور انتي زولة متناقضة غايتو الله يعرس ليك"..

" تفيها من خشمك يا معفنه"..

" بررااكك وبالمناسبة جيت اقليك ختو الفطور ألحقي، خلي سهرك ينفعك ما عارفة كان هتلقي حاجة تاكليها "..

" ياخي اعمل شنو كان المسلسل حلو "..

ضحكت عبير وغادرت الغرفة لتبتسم نور بشكل باهت قبل أن تستقيم من السرير لتظهر هزالتها، نظرت إلى نفسها في المرآة

" لقد تغيرتِ كثيراً نور ".. لمحت التقويم بجانب المرآة لتنظر بصدمة وسعادة عارمة.

سريعاً قامت بروتينها اليومي وإرتدت بنطال جينز أسود وبلوفر أبيض اللون يحتوي على كاب قامت بتغطية شعرها به وهرولت إلى الأسفل.

عندما وصلت إلى الصالة الممتلئة التي تمتلئ بعائلتهم الكبيرة صرخت "يوسف حيجي اليوم يوسف حيجيي"..

إنتشرت الضحكات فالأرجاء والبعض قام بالسخريه منها ليبدأ شجار معتاد منذ الصباح.

" يوسف ده منو يا نور؟".. سأل علي ذو الثلاثه سنوات

لم تستطع نور التحدث حتى صرخ عمار "يوسف ده راجلها وحبها الأول والأخير"..

"عمااارر ياخ".. صرخت نور وهي تضربه وهو يحاول إبعاد يديها عنه.

"وقفي يا قليلة الأدب ما تدقي ولدي!".. صرخت زوجة عمها بحنق "صدق من قال أهلك ما ربوك"..

زوجة عمها سكينة وزوجة عمها نايلة هما الأسوأ بالنسبه لكل أفراد العائلة، بالنسبة لهم نور خط أحمر فمن يتجاوز معها فكأنه يتجاوز مع الكل

لكن إحتراماً لأعمامهم وابنائهم يصمتون، إختنقت العبرة بحلق نور لكنها إبتسمت بحرج وإبتعدت لتجلس بجانب جدتها في نهاية السفره

"الفطور شنو يا حبوبة جيعانهه؟"..

"مش كان نفسك في رقاق من يدي عملته ليك الليلة"..

صرخت نور بحماس وإحتضنت حبوبتها "وايي يا حبوبة، يوسف بحبه شديد"..

طبعا الحبوبة هنا ما مسكت ضحكتها "يوسف يعني هتخليهو ليهو ولا شنو"..

"لا يعني اعملي جردل تاني ليهو اصلو الليلة جاي"..

" ما انا ماكينة موش؟ "..

"تف تف ما شاء الله أحسن من الماكينة زاته"..

وضعت عبير رأسها على كتف نور "وأنا الهيأكلني معاهو منو؟ "..

في جهة أخرى من الطاولة كان عمار يجلس بعد زوال الإبتسامة عن وجهه بينما والدته تضع له الطعام وتأمره بأن يتناول الكثير ثم يذهب إلى شركة العائلة ليقوم بملاقاة أحد اقربائها والعديد من الأوامر

" يمى يوسف اليوم جاي المفروض ما امشي الشغل زاته!"..

وضعت الحلة على الطاولة بغضب "اي خلي يوسف يجي ويشيل الشركة كلها وانت خليك فالحنيه بتاعتك دي لمن ما تقدر تلقى قرش لأولادك"..

أنا نور .. المفروض ما اتكلم كأنها حاجة سمحه لكن بإختصار ده بيت جدي قاعدين فيهو أعمامي وزوجاتهم َأولادهم عشان وضعهم المادي حلو شديد عكس أوضاع أهل امي عشان كدا قعدت مع ديل.

ده غير عماتي البكونو في بيوت رجالهم.

طيب أنا نور وعمري ٢٠ سنة دي اخر لي سنه فالكلية وبقرا ادارة اعمال.

اما عن الباقي فهتعرفو كل حاجة فوقتها، وأي زي ما واضح أنا يتيمة ودي قسمة ربنا وراضية بيها.

Noor | نورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن